رد على الفور برفض قاطع: مستحيل! مش هطلقك، شيلي الهبل ده من دماغك.

وقفت أمامه بقامة شامخة ورفعت ذقنها وهي تحدق إليه بنظرات ثابتة وتنطق بكل برود: وأنا مش هكمل في وضع حاسة فيه بعدم التقبل، أنا عارفة نفسي وبرغم كل اللي حصل لسة عارفة أن ليها قيمة وأنت بنفسك عارف كدة يبقى أنا مستاهلش وضع زي ده، كل واحد يروح لحاله وربنا يعوضك ببنت الحلال اللي تسعدك وتحبها وتتقبلها.

أكدت على آخر كلمة بشدة حتى أن تاج بقى يحدق إليها دون أن يتكلم ثم استدار وغادر الغرفة وأغلق الباب وراءه.

حين غادر انهار قناع القوة التي كانت تضعه سروة على وجهها وخرج كل شيء حبسته داخلها أمام تاج، فارتعشت والدموع تنهمر من عينيها وهي تشعر برغبة في التقيؤ حتى أنها وضعت يدها على معدتها وصوت أنفاسها مسموع في الغرفة من شدة الانفعال.

ألقت بنفسها على السرير تبكي وتكتم صوت بكائها وشهقاتها في الوسادة، رفعت وجهها من الوسادة وهي تضمها لها ويدها تقبض عليها بشدة، كان صرخت يعلو ويهبط من شدة البكاء ووجهها احمر ملطخ بالدموع.

همست لنفسها بمرارة و:ليه؟ ليه خليتني أحبك؟ تكسر صوتها وهي تتابع: ليه خليتني أحبك كدة؟ ليه محبتنيش؟

عاد تاج لغرفته وهو يصفق الباب خلفه بقوة، مرر يديه في شعره بشدة يكاد يقتلعه بين يديه من الغضب.

ماذا دهاه ليتصرف بهذا الشكل الأحمق؟ لماذا خطرت تلك الذكريات على باله وفي هذا الوقت بالتحديد؟

لن ينسى أبدا نظرة سروة له لقد اعتقدت أنه يرفضها ويشمئز منها وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة! تأوه بانزعاج وهو يضع يده خلف عنقه، يدرك أنه جرحها بتصرفه غير المقصود، كيف سيشرح لها الآن ويجعلها تفهم أنه لم يبتعد إلا لصدمته مما تذكره وليس رفض لها؟

رمى نفسه على السرير وهو ينتهد بتعب لقد كانت أحداث هذه الليلة أشبه بالكابوس بداية من روفان حتى ماحدث منذ قليل، بالتفكير فيما حدث في الحفل عقد حاجبيه وهو يتسائل كيف علمت روفان بتلك المعلومات الحساسة والخاصة عن سروة؟ يجب أن يتحرى عن الأمر بسرعة ليكتشف كيف علمت ولا يجب أن يمرر لها فعلتها الدنيئة أبدا، أغمض عينيه وتفكيره يعود لسروة مرة أخرى، ملأ الضيق قلبه وهو يفكر في حالتها الآن فمهما تظاهرت بالقوة يعلم أنها تألمت ومازالت تتألم، يجب عليه أن يحاول بكل جهده حتى يحل الأمر في الغد ولكن عليه أن يتركها تهدأ أولًا.

في الصباح استيقظ تاج وذهب لغرفة سروة حتى يتحدث معها، طرق الباب دون إجابة عدة مرات فولج لغرفة ليجدها فارغة، بحث في أرجائها بحيرة في بداية الأمر أعتقد أنها ربما في الحمام ولكن حين شاهد باب الخزانة شبه مفتوح فذهب ليتفقد الأمر واكتشف أن الخزانة فارغة من ملابس سروة، فهم أنها جمعت ملابسها وغادرت لبيت والدها فتنهد وهو يغلق الخزانة.

تراتيل الهوى Where stories live. Discover now