الفصل التاسع عشر ( جاء بنبأ بُعاده )

Beginne am Anfang
                                    

أومأت له وئام برأسها عدة مرات وهي تبتسم بسعادة، حتى كادت أن تذهب من أمامه، ولكنها عادت إليه مرة أخرى لتقوم بمُعانقته بقوة وهي تقول بنبرة مُحبة:

-" أنا بحبك أوي يا بلال".

بادلها بلال العِناق بحُب وهو يبتسم، مُغلقاً جفنيه أثناء تفكيره بتلك الزيارة التي قد تعود عليه وعليها بالسلب.


كان رشاد يقود سيارته، ليدق هاتفه برقماً ما، حتى قام بإمساكه من جانبه ليضعه على أذنه بعدما فتح المُكالمة، ليُجيب بصوته الذي دوماً تتخلله نبرة جادة قائلاً:

-" ألو ".

أجابت هي من الناحية الأخرى قائلة بنبرة مُترقبة:

-" أيوة .. دكتور رشاد؟".

توقف رشاد بالإشارة، ليضع يده على جبينه وهو يستند على النافذة قائلاً بجدية:

-" مين معايا".

علمت بأنه هو من طريقته المعروفة بالنسبة لها، لتبتسم وهي تقول بنبرة هادئة:

-" أنا دكتور هديل يا دكتور".

عقد رشاد حاجبيه قليلاً وهو يقوم بتذكُرها، ليُغلق جفنيه وهو يحك جبهته قائلاً بنبرة هادئة بعدما تذكرها:

-" أيوة يا دكتورة ".

دارت بأعينها في المكان بملل من جموده، لتقول بنبرة ساخرة أثناء تشديدها على الحروف:

-" أزيك يا دكتور؟ عامل إيه!".

تحرك رشاد بسيارته غير مُنتبهاً لطريقتها الساخرة وكأنها تقوم بتوصيل رسالة تعلمه بها الذوق، ليقول بنفس نبرته الهادئة:

-" تمام، وحضرتك".

إبتسمت هديل لتومىء برأسها وهي تقول بنبرة هادئة:

-" كويسة الحمدلله ".

لتنظر للقلم من بين يدها وهي تقول بجدية:

-" أنا أتصلت بحضرتك لأن لاحظت إن بقالك أسبوع تقريباً مجيتش المركز، الطلاب كانوا بيسألوا عليك".

لوح رشاد برأسه وهو يتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" أيوة؟".

تنهدت بعمق وهي تحاول التحكم بأعصابها، ولكنها لم تستطع لتتحدث قائلة بنبرة حانقة:

-" هو أنا بشحت منك الكلام؟ ما ترد عليا كدة وتكلمني زي ما بتكلم .. ولا أنا غلطانة يعني إني أتصلت؟".

لم يتحرك له رمش وهو يستمع إلى حديثها، ليقول بنبرة ساخرة:

-" شكلك بقالك كام يوم مجرتيش شكل حد، ف جبتي رقمي مخصوص علشان تطلعيهم عليا".

عُمارة آل نجم.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt