الفصل الثاني ( تلقاه العين قبل الرحِم )

4.7K 262 206
                                    

مازالت نائِمة على فراشِها، تضم إلى جسدها بكلتا يديها فُستان زفافها الثقيل الذي لم تقوى على خلعه مُنذ أمس، لتُقرر النوم به وكأن ما من شيء أفضل منه ليجعلها سعيدة ولو قليلاً، بالرغم من بُكاءِها طوال الليل، حتى حل عليها الصباح، لتفتح أعيُنها بوهن عندما شعرت بدقات باب الغُرفة، سُرعان ما أنتفضت عندما أدركت أنه هو من يقوم بدقه، لتذهب سريعاً إلى باب الغرفة لكي تقوم بفتحه.

نظر لها بلال من أسفل إلى أعلى مُتعجباً من عدم تبديلها لذلك الفستان أو حتى إزالة حجابها، ليعود بنظره لها وهو يقول ببرود:

-" أمك أتصلت بيا وقالت إنها كلمتك، مردتيش عليها ليه؟".

إبتلعت وئام ريقها وهي تنظر له بأعينها اللامعة، لتقول بنبرة مُرتعشة:

-" كنت نايمة ".

تنهد بلال بملل ليقول بعدم إهتمام:

-" أبقي كلميها ".

حتى كاد أن يذهب من أمامها، ولكنه عاد مرة أخرى ليقول بنبرته الجامدة:

-" وغيري هدومك دي علشان تحضريلنا فطار، ولا ناوية تقضي بقيت حياتك بيهم؟".

نفت وئام برأسها وهي تحاول كتم دموعها أثناء ضغطها على شفتيها، ليذهب من أمامها دون أن يتحدث في أي شيئاً آخر، حتى ولجت هي إلى الغرفة لتبكي بصوت غير مسموع، حتى قامت بمسح دموعها بكفها المُرتعش، ثم توجهت لتخرج لها ملابس أخرى.

كان هاشم يجلس بالمعرض الخاص بوالده، ليقوم بتسجيل تلك الفاتورة على الحاسوب من أمامه وهو يقوم بنقل بعض الكلمات بإحدى الأوراق المزدوجة، لينظر للرجل من أمامه قائلاً برسمية:

-" كدة تلاجة وغسالة وغسالة أطباق، السعر بالظبط ٦٣ ألف ٩٢٠".

أومأ له الرجل وهو يستمع إليه بتركيز وإنصات، لينظر هاشم إلى الحاسوب ثم عاد بنظره إليه مرة أخرى قائلاً بنفس نبرته:

-" حضرتك ناوي تقسط ولا كاش؟".

أخرج الرجل الأموال من حقيبة زوجته قائلاً بنبرة هادئة:

-" لا كاش إن شاء الله".

أومأ هاشم برأسه، ليقوم بإخراج دفتر المشتريات، ثم قام بإعطاءه للرجل وهو يُشير بيده ليقول بنبرة هادئة:

-" هتكتب بيانات حضرتك هنا وبعدين هطلع لحضرتك الفاتورة".

أومأ الرجل برأسه، ثم بدأ بكتابة بياناته بذلك الدفتر، ليقوم بإعطاءه إلى هاشم مرة أخرى بعد مرور عدة دقائق، ليتم الدفع بينهما ثم قام هاشم بإعطاء الرجل الفاتورة، ليقرأها الرجل إلى آخرها حتى توقف عند تلك الإمضاء، ليعقد حاجبيه بتعجُب حتى عاد بنظره إلى هاشم ليقول بنبرة مُتعجبة:

عُمارة آل نجم.Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu