الفصل التاسع والثلاثين ( المرءُ لا تُشقيه إلا نفسُهُ )

4.9K 287 756
                                    

"والمرءُ لا تُشقيه إلا  نفسُهُ
حاشى الحياةَ بأنّها تُشقيهِ

ما أجهلَ الإنسانَ يُضني بعضُهُ
بعضًا ويشكو كلَّ ما يضنيهِ

ويظنُّ أنّ عدوَّه في غيرِهِ
وعدوُّهُ يُمسي ويُضحي فيه".

____________________

بالطابق الأول من عُمارة آل نجم، والتي كان يصدر منها الأغاني بأصواتٍ مُرتفعة ومُبالغ بها، إستمعت شادية بالصُدفة إلى صوت دق باب المنزل، لتذهب تقوم بفتحه، حتى وجدت أمامها تلك الفتاة الصغيرة التي تحدثت قائلة بنبرة سريعة وكأنها تقوم بسرد الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب:

-" طنط ماما بتقولك وطوا صوت الأغاني شوية علشان بابا نايم، وبتقولك إن الحج إسماعيل لسة متوفي".

صكت شادية على أسنانها بقوة، ولكنها إبتسمت لها بمُجاملة أثناء قولها بنبرة سريعة:

-" طيب يا حبيبتي هنقفلها".

لتذهب الفتاة من أمامها وهي تركض، حتى أغلقت شادية باب المنزل، لتذهب نحو غرفة مالك تقوم بفتحها بقوة، حتى تحدثت قائلة بصوتٍ مرتفع ونبرة غاضبة:

-" أنت يا عديم الدم والإحساس أقفل الزفت دة الجيران اشتكوا، أبوك وأخواتك لو جُم ولقوا الهيصة دي هيخربوا الدنيا، وطي الزفت دة ولا اقفله يأما هكسره على دماغك".

زفر مالك بقوة ليقوم بإغلاق السماعة، حتى عاد بنظره إليها ليتحدث قائلاً بنبرة حانقة:

-" يعني حتى يوم خطوبتي مش راحمني! أروح منكم فين علشان ترتاحوا".

ليستمع إلى ذلك الصوت القادم من الأسفل، حتى أقترب من نافذته، لينظر إلى تلك الشباب من الأسفل، حتى أشار لهم بيده أن ينتظروا وسوف يهبط إليهم، ليلتفت حتى كاد أن يخرج من أمام شادية، لتتحدث قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" أنت رايح فين دلوقتي".

أشار مالك نحو الأسفل وهو يقول بنبرة سريعة أظهرت عجالته:

-" الرجالة مستنييني تحت، وسعي يا شوش".

أزاحت له شادية الطريق وهي تطالعه ببلاهة، لتتحدث قائلة بنبرة غاضبة بعدما أدركت ما سوف يفعله:

-" يابني إحنا ناقصين حد يرشقك عين، خد متنزلش".

ارتدى مالك حذاءه المنزلي، ليتحدث قائلاً بدرامية:

-" والله عيب يا شوش، يعني الرجالة يكونوا جايين يوجبوا معايا علشان مش هيعرفوا ييجوا الخطوبة، تقومي عاملة كدة؟ اومال مين يفرح لأبنك بس".

لوحت شادية برأسها بعدم تصديق منه، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة سريعة مرحة:

-" اتفرجي على أخر إنتاج الفرع الصبياني من البلكونة".

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now