عُمارة آل نجم.

الفصل الأول ( بر الوالدين )

( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ).

طاعة الوالدين شيء فرضه الإسلام علينا، وذُكر في القرآن، والأحاديث بشكل واضح وتام، ذُكر ليعلمنا بأن الطاعة مفروضة ما دامت الطاعة لا تأمُرنا بمعصية الله.

فضل الآباء، والأمهات علينا لا يمكننا أن نعوضه بأي شيء كما قال رسول الله، لا يمكنني حتى مقارنته بأي شيء قد نفعله من أجلهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أفضل العمل الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد ).

ذُكر هنا بر الوالدين قبل الجهاد فتخيل عظمة الأمر، وعلى هذا الذكر يمكنني تذكر موقف أحد السلف الصالح بعد وفاة والدته ( عندما توفيت أم إياس بن معاويه بكى عليها، فقيل له : ما يُبكيك؟ فقال : كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة، وأُغلق إحدهُما ).

الوالدان هم جنتنا على الأرض، سواء كان الأهل حنونين أو يحملون من القسوة الكثير، لا يحق لنا إلا الطاعة، كما يفعل البعض هنا.. في عُمارة آل نجم.

______________________

بإحدى بنايات القاهرة، تحديداً منطقة ( وسط البلد )، وبتلك البناية التابعة لـ ( آل نجم )، خرجت شادية بمنتصف الصالة لتقوم بإطلاق زغرودة دوت بأرجاء البناية بأكملها، لتقول من بعد ذلك بصوت مرتفع:

-" أصـحـوا يـلا ".

لم تمر سوى بضع ثواني، حتى خرجت أفنان أولاً من غرفتها وهي تفرك عينها قائلة بصوتٍ ناعس:

-" صباح الخير يا ماما".

نظرت لها شادية وهي تقوم بتحضير الشاي قائلة بنبرة سريعة:

-" صباح النور يا قلب أمك، يلا روحي أغسلي وشك وتعالي أقفي جنب الشاي".

حتى خرجت من خلفهم أحلام هي الأخرى تستعد للذهاب قائلة بنبرة سريعة:

-" ماما أنا همشي دلوقتي ".

نظرت لها والدتها بصدمة لتقول بنبرة حادة:

-" رايحة فين إن شاء الله؟ النهاردة الجمعة مفيش شغل".

لتوجه أفنان نظرها إلى والدتها قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" وهي دي المشكلة يا ماما، هي إزاي هتروح الشغل والنهاردة فرح بلال".

نظرت أحلام إلى كلاً منهم بتعجُب وهي تقول بجدية:

-" يا جماعة هو أنا هروح أبات في الشغل! هما بس محتاجني ضروري هروح وهما ساعتين بالظبط وهكون هنا".