بشقة عابد، الذي كان تجع بالجميع وسط ضوضاء بكُل مكان، أكثرها بالمطبخ الذي كان يكتز بالسيدات والفتيات، وبغُرفة أفنان التي صدرت منها الضوضاء أيضاً، تحدثت أحلام قائلة بنبرة حادة:
-" أفنان بقولك إيه أنا على أخري، اخلصي واقعدي أنا مش فاضية لدلعك دة".
نظرت لها أفنان لتتحدث قائلة بنبرة تماثلها:
-" وأنا مالي أنا، هو أنتِ تتخانقي مع جوزك وتيجي تطلعيه عليا، وبعدين قولتلك مش عايزة أحط حاجة هو بالعافية!".
تفاجئت أحلام من كلماتها، لتصك على أسنانها قائلة بنبرة صارمة:
-" بقى كدة؟ طيب ماشي.. شوفي بقى مين هيعبرك أنا أساساً غلطانة".
قلبت أفنان عينيها بعدم إهتمام، لتتحدث سجدة التي كانت تجلس على الفراش قائلة بنبرة حانقة:
-" ما خلاص بقى يا أفنان هو إيه وجع القلب دة، هتطلعي سادة كدة يعني؟".
ألتفت أفنان بجسدها لتوميء برأسها بتأكيد وهي تقول بجدية:
-" اه هطلع سادة كدة، أنا مبحبش المكياچ وأخر مرة حطيته بوظ وشي وفضلت شهور أعالجه زي ما أنتم شايفين".
لوحت سجدة برأسها بعدم فائدة منها، لتوجه نظرها نحو أحلام التي جلست مرة أخرى تمسك بصغيرتها التي بدأت بالبُكاء أثر رغبتها بالطعام، حتى نهضت سجدة، لتتحدث أحلام قائلة بنبرة مُتعجبة:
-" هتروحي فين".
تحدثت سجدة بعدما نهضت قائلة بنبرة مُتعبة:
-" هطلع أقف في البلكونة شوية، وأنتِ لما تخلصي وتنيمي عاليا أبقي ناديلي".
نهضت أحلام لتتحدث قائلة بنبرة سريعة:
-" لأ أنا هدخل انيمها في اوضة مالك وهجيلك".
أومأت لها سجدة برأسها لتذهب من أمامهم، حتى وجهت أحلام نظرها نحو أفنان التي كانت تنظر إلى بشرتها بالمرآة، لتقترب منها أحلام وهي تمسك على ذراعها صغيرتها أثناء قولها بنبرة مُتوددة:
-" طيب تعالي وهحطلك حاجات بسيطة أوي".
نظرت لها أفنان من المرآة، لتعود بنظرها للمرآة مرة أخرى بكبرياء قائلة بنبرة صارمة:
-" هحط كحل، وزبدة كاكاو بس مش هحط حاجة تاني".
أومأت لها أحلام بحماس، لتبتسم أفنان قليلاً، سُرعان ما نهضت تقترب من الصغيرة تهبط بجزعها العلوي عليها تقوم بتقبيلها بحُب، وسط نظرات أحلام لها وهي تبتسم، حتى تحدثت أفنان قائلة بنبرة هادئة:
-" روحي بقى نيميها، وكلمي عادل بطلي رخامة".
تلاشت إبتسامة أحلام قليلاً، لتتنهد وهي توميء برأسها بهدوء، حتى ذهبت من أمامها إلى غرفة مالك.
YOU ARE READING
عُمارة آل نجم.
Randomعادةً ما تأتي العائِلة أولاً، بضجيجها، وحِسها، وحروبِها الدائِمة رغماً عن أمانِها المُستقر، جيشك المُتصدي، محطة إيصالك، ملجأك الدائِم، ويقينك الوحيد، من تشعُر معهم بالأُلفة، والحُب، والأمان، موطِن فرحتك الأكبر، وموضِع إيحاطك بسورٍ آمن، يأمنك من مواج...
