الفصل الثلاثين ( ليلة يتكللها الفرح والسرور )

4K 282 860
                                    

يوم جديد، تتغير به الموازين قليلاً، وربما كثيراً، فمن كان عاذباً اليوم، سيُصبح زوجاً، وما أحسنه زوجاً صالحاً، بالرغم من عدم تلائم الوضع معهم، وكأن زيجتهم بأكملها صيدة صعبة، لكنها تُصبح بسيطة، وغير مُعقدة، عندما يربط بينهم الحُب، والصُلح، والحماية، والأمان.

بشقة عُمران، التي كان يملئها الأغاني برغبة من الفتيات، والضوضاء من النساء بالمطبخ، وزغاريد شادية والفتيات من غُرفة رزان، تلك الشقة التي يهجرها الفرح لأيام، وربما لأشهر، كانت رزان تجلس بالغرفة، تحديداً على فراشها، وهي تنظر إلى أحلام التي كانت تجلس من أمامها وهي تضع على الفراش الكثير من علب المكياج، والأكسسوارات، تقوم بإخراج ما سوف تضعه على وجوههم، وبالأخص وجه العروس، الذي سيكون مظهرها متألق عن الجميع بالطبع.

كانت رزان تنظر لها ببلاهة، لتتحدث قائلة بجدية:

-" مفكرتيش قبل كدة تبيعيهم؟ هتكسبي دهب على فكرة".

ضحكت أحلام وهي تقوم بترتيبهم لتقول بنبرة ساخرة:

-" يعني عايزاني بعد ما خلصت كل فلوسي على الميكاب أرجع أبيعه؟ دة هو إللي مصبرني على حياتي".

وضعت رزان يدها على وجنتها لتقول بنبرة هادئة وهي تبتسم:

-" لأ بس بحب فيكي إنك مش بتحطي وأنتِ خارجة في العادي، وبتحطي في المناسبات بس، وكمان في البيت بتحطي حلو أوي".

أومأت أحلام برأسها وهي تبتسم أثناء نظرها لمعدات المكياج من بين يديها، لتقول بنبرة مرحة:

-" كل واحد مننا بيبقى مهووس بحاجة، في ناس مهووسة بالهدوم، وناس مهووسة بالشوزات، وناس مهووسة بالميكاب، أنا بقى الناس دي".

ضحكت رزان وهي تنظر لها، لتولج إليهم أفنان وهي تمسك بيدها حقيبة كبيرة أثناء لهثها، لتبتسم بإتساع وهي تقول بنبرة سعيدة من بين إتخاذها لأنفاسها:

-" بسام.. بعت الفستان".

عقدت رزان حاجبيها بتعجُب، لتمسك بهاتفها، حتى رفعت رأسها تنظر إلى أفنان وهي تقول بنبرة مُتعجبة:

-" أومال متصلش بيا ليه".

إبتلعت أفنان ريقها وهي تضع الحقيبة على الفراش، لتقول بنبرة سريعة مُحمسة:

-" معرفش، المهم يلا.. يلا وريهولنا".

تحدثت أحلام قائلة بنبرة تماثل خاصة أفنان:

-" أيوة عايزين نشوف ذوق بسام هيبقى عامل إزاي".

نظرت لهم رزان قليلاً، لتنظر إلى الحقيبة وهي تبتسم، حتى عادت بنظرها إليهم لتنهض وهي تقول بنبرة صارمة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now