الفصل الأربعين ( خيبات تليها صدمات مُتتالية )

4.2K 251 705
                                    

تبدلت ملامح وجه عابد عندما عقد حاجبيه بتعجُب وعدم فهم من حديثه، ليتحدث قائلاً بنبرة أراد بها فهم مقصده:

-" يعني إيه يا حج، وهو بلال غريب!".

أعتدل سامح في تلك اللحظة، لينظر له أثناء قوله بجدية:

-" بقى غريب بعد إللي عمله فيها يا حج عابد، لو أنتوا قبلتوا دة على بنت صاحبك وحبيبك زي ما بتقول، يبقى هتقبل إن إبنك يرجعها ليه تاني".

نهض عابد بعد حديثه ذلك، ليتحدث قائلاً بجدية يشوبها الحِدة:

-" إيه إللي أنت بتقوله دة! وهو أنا لو كنت قبلت من الأول يرجعها كنت طلقتها منه ليه! وئام بنتي زي ما بلال ابني، وأنا عمري ما هرجعهاله".

نظر له هاشم في تلك اللحظة، لينهض كذلك رشاد، حتى أقترب من عابد ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" أقعد يا حج علشان نعرف نتكلم بهدوء".

جلس عابد وهو مازال ينظر إلى سامح بغضب ظهر على معالم وجهه، ليتحدث سامح قائلاً بنفس جديته التي أثارت إستفزازهم وغضبهم:

-" طيب يا حج لما أنت عمرك ما هترجعهاله، ليه متمسك بيها بقى، ما تخليه يطلقها زي أول مرة وتشوف حياتها بعيد عنه، وأديها رجعت تاني لأهلها، ومتقلقش إحنا شايلينها في عيوننا".

تحدث هاشم في تلك اللحظة قائلاً بنبرة رزينة:

-" الحج مكنش قصده ميرجعوش خالص يا حج سامح، بلال أتعدل وفاق لنفسه وبيحاول علشان خاطر وئام، لكن إحنا بنشد عليه أكتر من الأول علشان نفهمه إن اللي عمله غلط، وغلط كبير ميتسكتش عليه، وإحنا مسكتناش عليه".

رفع سامح كفه ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة أظهرت عدم اهتمامه لما يفعلوه:

-" والله بقى دة شيء يخصكم أنتوا، لكن ابن عمها شاريها وعايزها".

كان رشاد يستمع إلى حديثه وهو يجلس براحة، فقد كان بالفعل أقلهم إنفعالاً، وأكثرهم هدوءً، ليطلق سؤاله وهو يرمش بأعينه مُتسائلاً بترقُب:

-" معلش بس يا حج، ابن عمها مين بالظبط؟ أصلهم كتير".

نظر له عابد بدهشة من سؤاله الغريب بالنسبة له، ليُجيب سامح على سؤال رشاد قائلاً بنبرة هادئة:

-" مفيش غير عبد الرحمن وأحمد هما إللي على وش جواز، عبده قيمة ٣٧ وأحمد قيمة ٢١".

نظروا جميعهم إلى بعضهم البعض، ليصمت رشاد بعدما توصل إلى ما يريده تاركاً لهم فرصة الحديث، أو الإندفاع، ليتحدث هاشم قائلاً بجدية أمتزجت بسخريته من حديث ذلك الرجل:

-" أنت عايز تجوز اللي عنده ٣٧ للي عندها ٢٢ سنة يا حج؟".

لوح سامح برأسه بعدم فهم من مشكلته، ليتحدث قائلاً بنبرته الهادئة التي تُظهر دوماً بأن لا مشكلة بما يقوله:

عُمارة آل نجم.Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz