الفصل الحادي عشر ( حق مؤجل )

3.6K 249 473
                                    

ظلت أفنان طوال الليل تجلس بالشُرفة تنتظر عودته إلى المنزل، ليمر عليها الصباح وهي مازالت تجلس نفس جلستها رغم النعاس الذي تمكن منها، ولكنها ظلت صامدة لحين عودته، وبعد مرور الكثير من الساعات، عاد زيد إلى المنزل، لتنظر له أفنان من الشُرفة، حتى ذهبت سريعاً نحو باب المنزل لتقوم بفتحه وهي تنتظر صعوده.

صعد زيد الدرج بخُطاه المُثقلة، حتى تنهد بعمق وهو يلوح برأسه، ليجدها تقف أمامه وهي تنظر له بقلق، ضيق زيد جفنيه وهو يصعد يقترب منها حتى تحدثت أفنان قائلة بنبرة خافتة:

-" أنت كنت فين كل دة يا زيد ومبتردش على تليفونك ليه؟".

رفع زيد حاجبيه وهو يلوي شفتيه قائلاً بنبرة ساخرة:

-" كنتي قلقانة عليا ولا إيه".

نظرت له أفنان قليلاً، لتشعر بالحرج، حتى تحدث هو قائلاً بعدم إهتمام:

-" أنا زي الفل أهو قدامك".

نفت أفنان برأسها وهي تقول بنبرة قلقة:

-" لأ يا زيد، شكلك مش عاجبني، أنت كويس طيب؟".

أومأ لها زيد برأسه عدة مرات وهو يُغلق جفنيه بوهن، سُرعان ما عاد بنظره إليها وهو يرفع سبابته أمام وجهها يحثها على الإنتظار قليلاً، ليبدأ بيده الأخرى البحث في جيب بنطاله وجاكيته بعشوائية، حتى أخرج بسكويت ليقوم بإعطاءه لها وهو يقول بنبرة مرحة:

-" مقدرش أنسى .. هو مُرهق شوية بس يؤدي بالغرض متقلقيش".

تعجبت أفنان من طريقة حديثه ومظهره المُترنح قليلاً من أمامها، ولكنها قامت بأخذه منه وهي تبتسم بإضطراب، حتى عادت بنظرها إليه، لتتودد له بأعينها وهي تقول بعتاب:

-" زيد، ينفع إللي عملته في رزان دة، مش ....".

أستوقفها زيد وهو يضع يده على فمه وكأنه يحثها على التوقف، ليتنهد بعمق من بعد ذلك وهو ينظر لها تزامناً مع قوله بنبرة هائِمة:

-" أنا بحبك أوي يا أفنان، أنتِ الوحيدة إللي مهما حصل مقدرش أجي عليها، علشان أنتِ بالنسبالي حالة خاصة لوحدك في دنيا تانية".

شعرت أفنان بدقات قلبها التي تزداد وهي تستمع إلى كلماته بأعينها التي أفصحت بحُبها له دون أن تتحدث، لتبتسم بخجل وهي تهرب من نظراته، ليبتلع زيد ريقه وهو يبتعد عنها قائلاً بنبرة هادئة:

-" علشان كدة مش عايزك تظهري قدامي تاني، مش عايز أشوف وشك علشان مضطرش أأذيكي وأنا مش عايز كدة، خليكي بعيد عني لحد ما أجي أتقدملك".

صُدمت أفنان من حديثه بعدما تلاشت إبتسامتها، ليلتفت ينظر لها مرة أخرى وهو يقول بنبرة يشوبها الترجي:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now