28

381 13 0
                                    

بعد مدة طويلة جداً ونحن في السيارة ومتجهين إلى  غير معلوم بنسبة لي،  لقد نمت كثيراً فـ الطريق كان طويل جداً.. ولقد شعرت بـ الإرهاق والجوع والعطش كذلك!.

كان عقلي مشغول بكثير من الأشياء،  ماذا سنفعل؟  ..  وماذا يخبئ لـنا القدر؟؟  ..  وكيف سنعاني وخاصة بعد عدة أشهر سأكون معي طفل،  لا يستحق أن يعاني،  او يعيش حياة متعبة مثل حياتي او حياة والده!!  ..

وكان خوفي من إيثان جزء مما يشغلني كذلك،  من سيحميني من غضبه الآن،  لا يوجد خالتي إيميلي ولا زوي ولا احد..  انا هنا بمفردي..

الكثير والكثير ولم يتركني عقلي ابداً،  حتى غفوت وانا أستند برأسي على نافذة السيارة!

كان إيثان طيل الطريق صامت ولا يتحدث،  وانا حقاً أشعر به،  هو الآن حزين وتائه وبطبع يفكر في حياتنا وما سيصبنا الفترة القادمة..  لم اقطع عليه هدوءة وتركته يقود بصمت بينما انا نمت!

بعد فترة طويلة كما اخبرتكم إستيقظت على صوت إيثان وهو يقظني..

" إيفيلين،  لقد وصلنا..  هيا إنزلي "

كان صوته هادئ ويتخلله بعض الحزن،  فتحت عيني الناعسة أتأمل المكان اللذي أنا به!.

مكان يبعد عن البشر،  لا اعلم هل هذه قرية،  ام غابة؟  المكان غير مألوف ولكنه جميل،  حقا يسعد الأعين ويهدئ الأعصاب.. 

كان منزل يتوسط الحديقة..  كان المنزل خشبي متوسط الحجم وجميل..  بينما الحديقة التي حوله كانت زابلة..  وليست مثمرة..  وكان يوجد بحيرة بجانب المنزل وكذلك اراضي خضراء واشجار..  كان المكان رائع..

"  إيثان،  ما هذا المكان إنه رائع حقاً "

إبتسم إيثان بهدوء ليجيب قائلاً:

" تعالي معي إلى الداخل "

مشينا سوياً وفتحنا باب الحديقة الصغير ومشينا إلى ان صعدنا ثلاث درجان على اول المنزل..  كان المنزل به مكان نستطيع الجلوس به ونحتسي الشاي، كان المكان امام المنزل اي بعدما نصعد الثلاث درجات..

كان يوجد شرفة كبيرة ايضا..  وكان عليها ستائر لا تصلح ان تكون كذلك..  كانت قديمة وبالية..

فتحنا الباب ليصدر صرير مزعج وبدانا نخطوا سوياً إلى الداخل،  كنت انا اتامل المكان بينما إيثان هادئ وكأنه معتاد على المجئ هنا..  وكان حديثي على حق عندما تحدث

" هذا المنزل،  منزل مراهقتي..  كنت آتي إلى هنا اختبئ من أبي،  ولا احد يعلم مكانه سوا بلاك  ..  هذا هو الشيء الوحيد اللذي املكه "

نظرت له وامسكت بيديه وأنا اناظره بحب:

" لا عليك،  سنبدا من جديد،  المهم انك بخير وطفلنا كذلك "

عَبْقُ اللَّقَاءِWhere stories live. Discover now