الفصل الخامس و الثلاثين : اقتلاع الجذور

1.1K 19 24
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

العواصف القوية تقتلع الشجر الضعيف الا انها غالبا
ما تدفع الشجر القوي لبناء جذور اعمق.....
- هربرت جورج ويلز

نبدأ ❤️

==========================================================================================

في احد المستشفيات الخاصه و امام غرفه العمليات كان السيد اشرف يسير ذهابا و ايابا بالممر ، يمسح على وجهه بضجر و قد كانت عيناه لا تتوقف عن افراز الدموع ، كان يدعي الله بصوت خافت و بقلب مؤمن بأن يفيق صديقه و بأن لا يتركه و يرحل هكذا ، فمازال هناك ايام قادمه تنتظرهم لكي يخلدوا هذه الصداقه النقيه على الأوراق مستخدما الحبر لكي يتعلم الآخرين ما معنى الصداقه الحقيقه و الغير مشروطه و قيمتها و نتائجها الرائعه.........

اما في الخلف تجلس السيده فاطمه علي احد المقاعد تبكي بصمت و بيديها المصحف و تقرا بعض ايات القران بنبره خافته ، قلبها يعتصر حزنا على اخيها، فهي منذ أن علمت بأمر مرضه الخطير و هي تعيش في كابوس يومي يجعلها تفيق باكيه و حزينا للغايه ، فهي تخشي فقدانه........
بجانب السيده فاطمه تجلس داليا بتعب ، تضع يديها على بطنها الممتلئ و تبكي بشهاقاات عاليه ، تدعي الله بأن يفيق ابيها و يعود في أحسن حال معهم الي المنزل ، فهي تحتاجه ، تريده بجوارها خاصه الفترات القادمه التي ستشهد تغيرات عسيره.........
بأحد الزوايا يقف كنان بثبات و يضع يديه بجيبه و يحدق أمامه بنظرات خاويه ، تعبيرات وجهه غامضه ، فمنذ أن علم بخبر نقل ابيه للمستشفى و هو في حال غريب لم نشهده من قبل ، فقد ظل هادي و ساكن بشكل يخيف.....
بجواره تقف رحاب التي تضع يديها على كتفيه و تربت عليها بلطف و تتحاشي النظر له ، فعيناها لا تتوقف عن ترك العنان لدموعها لكي تهطل بغزاره ، هي أيضا تبكي من شده الخوف ، تخشي فقدان آخر امل لديها في هذه الحياه ، فالسيد محسن مارس الابوه و عوضها عَما قد فقدته من حب و حنان غير مشروطين و أعطاها مكانه و قيمه و لم يعمل في راعيتها أبدا.......
في جهه أخري و بأحد الغرف المجاوره تتمدد سمر بوهن على احد السرائر الطبيه ، متصل المحلول بالوريد في يديها اليمني ، كانت مغمضه عيناها و غائبه عن الوعي بوجها شاحبا و لا تشعر بما يجري من حولها مطلقه ، بالقرب منها يجلس كريم علي احد المقاعد مشدودا ، يهز قدميه بتوتر و ينظر لساعه يديه بقلق و ما ان دخل الطبيب من الغرفه و تفحص المحلول المعلق بجانب السرير حتى هب واقفا و قد حصل كلاتي.......

كريم بتوتر : هي مفقتش ليييه لحد دلوقتي يا دكتور ؟؟؟

الطبيب بنبره هادئه : اهدي يا فندم ، ده طبيعي

كريم بتوتر : طبيعي إزاي ، حضرتك قولتي نص ساعه و تفوق ، داخلين على ساعه؟؟؟ و لحد دلوقتي مفقتش سمر ؟؟

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora