الفصل الثامن : الضغينه

1.4K 29 24
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم 💓

‏بينما العقل لا يرى إلا الحدود، يعرف القلب الدرب المقدس.
جلال الدين الرومي

نبدأ ❤️

====================================================

في صباح يوم جديد مشرق مفعما بالأمل ذو رياح خفيفه بارده و شمسا ساطعه باشعته الذهبيه القويه بتلك القريه الصغيره الهادئه التي نجد إن سكانها البسطاء يستيقظون فجرا لاداء صلاة الفجر في خشوع و الاستعداد لسعي لذهاب لاعمالهم البسيطه.....
تتميز شوارع و طرق تلك القريه البسيطه روائح قويه لاوراق النعناع المنعش و البرتقال الطازج الناضج و لأعشاب الخضراء الصغيره الذي انهمر عليه قطرات الندا صباحا.....
و أيضا تجد روائح مختلفه أخري تجعل البطون تتصارع و التي تفوح من نوافذ تلك البيوت ذات تصميم ريقي بسيط فمنها رائحه الخبز الساخن اللين المخبوز و الحليب الصافي الدافئ و عسل النحل النقي المستخرج من مستنقعات النحل الطبيعيه.....
و في تمام الساعه الواحده و نصف ظهرا بمنزل عادل المنشاوي البسيط الصغير الذي تحمل جدرانه السميكه دفئ و طمائنينه هائله لكل غريبا متوافدا......
نجد بطلتنا رحاب بغرفتها الصغيره جالسه علي ركبيتها علي سجاده عريضه خاصه بالصلاه بلون البني و ترتدي اسدالا طويلا بالالوان الاسود و ترفع يديها الصغير امام وجهها و تجمعت الدموع بحدقت عيناها الزرقاء الواسعه و كانت تتحدث بنبره خافته قائله :
‏اللهُم سخر لي جنود الأرض وملائكة السماء وكل من وليته امري وارزقني حظ الدنيا ونعيم الآخرة ويسّر لي كل امر عسير، وقُل لما اريد كُن ليكون بحولك وقوتك ورحمتك، يارب ايّام جميلة واخبار مفرحة وراحة بال وتوفيق من عندك انك على كل شيء قدير.....
‏اللهم الثبات علي الصلاة حباً وليس فرضاً، واجعلها أحب إلينا من أمور الدنيا وما فيها....
اللهم اجبرني جبرا يعوض قلبي عن كل ما فقدته أحزنني و أبكاني إذا كانت اشيائا أو أشخاصا....
اللهم ارحم أبي عادل و أمي الهام يا حنان يا منان و اسكنهم قصرا في اعلي الجنان معطرا بالمسك و الطيب و الريحان....
اللهم اجعل أبي و أمي من الضاحكين المستبشرين الغارسين من ثمار جنتك و الشاربين من حوض نبيك و المحظوظين بشفاعته يا ارحم الراحمين.....
‏اللهُمّ يا صبور صبرني علي ما امتحنتي فيه.... فانني مؤمنه و صابره كما أمرتني فبشرنِي كما وعدتني.....

====================================================

أعزائى القراء هناك بعض الابتلاءات الشديده التي قد تحدث لنا بفعل القدر حيث إن الإنسان ليس له علاقه نهائيا بحدوثها و من هذه الابتلاءات هو ابتلاء الموت.....
و إذا حدث ابتلاء الموت لشخص عزيز علينا أو أحد غريبا نجد أن البيوت و الطرق و الاعمده أصبحوا يتلونون بألوان الحزن الاسود و  تتعالي من الارجاء الصرخات و العويل و النحيب الصادره من القلوب حزينه متألمه و التي تظل مستمره لعده أيام و اعوام متتاليه.........
فعلينا أن نعلم جيدا إنه مهما عاش الإنسان و مهما طال عمره في تلك الحياه الفانيه فستكون نهايته هي الوفاه و التواجد بدار الحق التي يجب جميعا الاستعداد التام لها......

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Место, где живут истории. Откройте их для себя