الفصل الرابعه عشر : كتب الكتاب

1.3K 26 6
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم........

خارج كل هذا الصواب والخطأ
يوجد فناء ليس فيه سوى الحب ، لنلتقي هناك.....
- جلال الدين الرومي

نبدأ ❤️

========================================================================================================

في تمام الساعه الثانيه و نصف ظهرا بشركه المنشاوي للانشاءات الهندسيه يجلس كنان بكبرياء علي كرسي جلدي مريح بغرفه الاجتماعات الكبيره و كان مرتدي بذله ضيقه سوداء انيقه و قميص ابيض ضيق مفتوح مقدمته و يرتدي نظاره طبيه و بجانبه يجلس كريم ببذلته الزرقاء الضيقه و كانوا يجلسون علي رأس الاجتماع الشهري الذي يقيم دوما في الشركه لمتابعه أحدث الصفقات التي اجريت خلال الشهر السابق و الحديث عن المنشات العديده التي تم تسلميها لاصحابها أو بيعها بأسعار مذهله.......
قطع انتباه كنان لما يقال حوله في هذا الاجتماع وصول رساله نصيه علي هاتفه الذكي الحديث فأبتسم ابتسامه ساحره و حك دقنه بخفه و من ثم امسك هاتفه الذكي بين يديه القويه و فتح تطبيق الرسائل و قد وجد تلك الرساله النصيه من تلك الرحاب.....
كانت رحاب في تلك الرساله النصيه القصيره تشكره بلهجتها الخجوله علي تلك الباقه الجميله المليئه بالورود الطبيعيه ذات الوان جميله و التي قد أرسلها كنان لها صباحا........
بعد ما ان قرأ كنان محتوي الرساله لم يستطيع منع ابتسامته الساحره الخاطفه للقلوب الضعيفه من الظهور و أيضا لم يستطيع منع تلك اللمعه الغريبه التي أضاءت عيناه الزيتونيه الواسعه و التي ظهرت عندما شرد كنان بالفراغ ممسكا هاتفه بين يديه متخيلا تلك الرحاب الجالسه و الورود باحضانها و كم ترتسم علامات الخجل علي كامل ملامح وجهها الصغير.......
لاحظ كل من كريم و نور الحاضرين بذلك الاجتماع الشهري الهام للشركه شرود كنان في الفراغ و ارتسام تلك الابتسامه الساحره علي ثغره و لمعان عيناه الزيتونيه.........
فضيق كريم عيناه قليلا و اقترب قليلا منه فوجد إسم رحاب ينير شاشه هاتفه الذكي الحديث فسرعان ما فهم لما صديقه كنان علي تلك الحاله الغريبه فأبتسم ابتسامه خفيفه و عاد يجلس بارتياح علي كرسيه و يعقد ساعديه امام صدره......
في جهه أخري تجلس نور مشدوده و عاقده حاجبيها و تنظر لذلك الكنان الشارد بنظرات ناريه و تضغط علي يديها بقوه و تكز علي أسنانها بغيظ فهي تعلم أن تلك الابتسامه الساحره الخاطفه القلوب الضعيفه الخاصه به لا ترتسم فجاه إلا إذا اصدر قلبه فرمانا بذلك و ان تلك اللمعه الطاهره بعيناه الزيتونيه الواسعه ليست إلا دليلا واضحا علي امتلاك الحب للمره ثانيه قلبه.........
فالحب مثله مثل أشياء كثيره موجوده في تلك الحياه فهو شيء غير كامل له عيوب يمتلكها و مميزات يتميز بها و من الممكن ان نوضح ذلك بلهجات أخري في قولنا بان الحب له ايجابيات يتميز بها و سلبيات يعاب عليها......
من المميزات أو الايجابيات التي يتميز بها الحب من وجهه نظري هو الشعور المفرط بكل من الأمان و الاحتواء و الاهتمام و الرضا و الاكتفاء و القوه و الدفئ بجرعات متتاليه و متناسقه........
فنحن في حاجه مفرطه للشعور بالأمان الذي ربما قد فقدناه مع مرور الوقت و في حاجه مفرطه للشعور بالاحتواء الذي ربما لم يكن كافي في طفولتنا و في حاجه مفرطه للشعور بالاهتمام الذي ربما قد حرمنا منه في الصغر و في حاجه مفرطه للشعور بالرضا الذي ربما لم يتم اعتماده لنا في أساليب التنشئه و في حاجه مفرطه للشعور بالاكتفاء الذي أصبحنا نجهله في عصرنا الحالي و في حاجه مفرطه للشعور بالقوه التي ربما لم نتقن استخدمها الصحيح حتي الان  و أخيرا و ليس أخرا فنحن في حاجه مفرطه للشعور بالدفئ الذي ربما لم نعد نشعر به مطلقا نتيجه ما يحمله لنا المجهول في تلك الايام البارده......
و لذلك تعجبني ذكر مقوله لأحدهم حين قال : ‏و إن سألوك عن الحُب قل لهم هو إهتمام و إلهامٌ ، إعتناء و إغتناء ، هو مرّ لذيذ ، و شوقُ طويل ، و عتابٌ قصير ، و صبرٌ مديد ، و عناقٌ عميق ، و نبضٌ سريع ، فإذا أجتمعوا في قلب مُحبٍّ ، فعليه السّلام ومنك السلام.........
فانني أصبحت أؤمن بأننا نتغير مع الحب و نتأقلم مع الحب و نضئ مع الحب و نعتم مع الحب و  نبتسم مع الحب و نحزن مع الحب و نشتاق مع الحب و نهجر مع الحب و نضحك مع الحب و نبكي أيضا مع الحب......
فنحن عندما يسير الحب بجرعات كبيره في اورده و شرايين القلب يتوقف العقل عن العمل لفتره زمنيه طويله و نبدأ رويدا رويدا بملاحظه ارتفاع كبير في نبضات القلب متزامنا مع تغيرات سريعه في لغه اجسادنا و الادعاء بالشعور المفرط و المفاجئ دوما بالسعاده و اننا أصبحنا كالعصافير الصغيره نمتلك اجنحه مثلها نرفرف بها بحرية و نطير بواسطتها بابتهاج.........
فتلك المشاعر ليست سعاده مفرطه مفاجئه نشعر بها دوما كما نعتقد نحن بل هي مجموعه من المشاعر المختلطه الجياشه التي فاضت من ينبوع واحد و هو الحب......

لست كما تظن ⭐ /  بقلم بسنت طه Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum