الفصل الخامس عشر(يُقبض عليها..)

51 4 14
                                    

#الفصل_الخامس_عشر(يُقبض عليها..)
#روايه_عـشـق_يداوي_الجروح.

الكلام السئ نستطيع قوله بشكل جيد، وايضا نستطيع قول الكلام الجيد ولكن بصوره اسوأ، لهذا علينا التفكير جيدًا بما سنقوله قبل التفوه به، ربما حديث لا تعلم مدي تأثيره علي الطرف الأخر ويتسبب في جرحه بطريقه ابشع من نصل الخنجر المغروز بقلب انسان، لذا علينا التحلي بالصبر قبل اخذ اي خطوه او اي فكره عن شخص لا تعلم كنيته جيدا، حتي لا تتألم عند فراقه او تشعر بالذنب لما اقترفته في حقه....

               بسم الله الرحمن الرحيم

قبض علي يده بقوه كادت ببتر اوردته البارزه من شده غضبه، ينظر تاره للغافيه امامه وتاره اخري ينظر لتلك الادويه المبعثره امامه بإهمال، ظل يستمع لما قاله مصطفي عندما أنهي حديثه:
_ لازم تحرص ان محدش يكون عنده خبر بكل ده، معرفتك ان كان فيه حد بيبدل الادويه بغيرها وأنك كشفت كده هيآخد حذره وأحتمال كبير يفكر في حيله تانيه يوصل الادويه الغلط ليها من جديد .
خرج صوته كالرعد وهو يلمح امامه نظرات الانكسار التي كانت تطوف حدقتيها دائماً:
_مفيش غيرها اللي ممكن تعمل كده.
تنهد بصوت مسموع وهو يحرك رأسه للأسفل:
_أول واحده جت في بالي هي نفسها اللي بتفكر فيها دلوقتي، لنفترض انها هي فعلا لازم تاخد حذرك منها بردو وتخليها بعيده عنها دايما والادويه اللي انا هاقولك عليها محدش يعرف بيها حتي هديل نفسها.
أستمع لصوت انفاسه فأكمل وهو يعبث بأحد صورها المعروضه امامه علي اللاب توب:
_مش عايزك تتهور ولا تعمل تصَرُّف يضيع اخر أمل جه قدامنا، أتعامل معاها عادي وبخصوص التعب اللي هديل مرت بيه دلوقتي هو اللي أكدلي إن اللي كنت بفكر فيه صح، هي معاك دلوقتي؟
أجابه هادي بحزن علي حالها:
_داخله في غيبوبه من كتر التعب، ورجلها كل شويه بتترعش.
حدثه بهدوء:
_ده العادي، الدوا اللي كانت بتاخده زي اللي مخدر، العصب والوتر كان كل ما يحس أنه محتاج العلاج الصح لشفائه كانت بيتعرض لأدويه تهبطه زياده.
فسأله هادي بعدما جلس علي المقعد المجاور لها بتعب بدي من نبرته:
_ممكن تفهمني الموضوع من بدايته؟
مصطفي:
_ولو طبعاً، هي لما اتعرضت للحادثه اللي كلنا عارفينها، الدكتور قال تتعرض للراحه لغايه ما تخف الكدمات وكسور العظام، انتو طبعا استنيتو او بالمعني الصحيح انشغلتوا في العزاء بتاع طنط هاله الله يرحمها، و في الوقت ده كان فيه ادويه بتجهد العضله والوتر ودي اللي أثرت جامد عليهم مع العلم إن كان ممكن آلآم رجلها تخف بكام برشامه مسكِّنه وخلاص،لكن مع كتر الادويه الضاره اللي اخدتها كان ليها تأثير عليها.
_من الاخر بطول ماهي بتاخد الادويه او البرشام نفسه اللي وريتهولي دلوقتي ده بيبين لأي دكتور في الدنيا ان اعصاب رجلها ماتت وتلفت خلاص، انما في حاله عدم وجود الادويه دي بتبين ان حصل معاها اجهاد للوتر والعضله علشان كده طلبت منك توقف الادويه قبل ما تجيلي هنا، ولما بيحصل الاجهاد في العضله والوتر في نفس الوقت بيحصل معاها رعشه في رجلها اللي انت قولتلي عليها.
هادي:
_اي المسكنات اللي انت قولتلي عليها والمفروض انها تاخدها.
رد عليه مصطفي:
_هابعتلك اسمهم في مسج دلوقتي، وتجيبهم في أقرب وقت  وتديهوملها وهي مش في وعيها علشان لو عرفت أكيد هتقول لأي حد واحنا مش عايزين الخبر يوصل للي كان السبب في كل ده.
اوما له وهو ينهي المكالمه:
_انا في انتظار الرساله دلوقتي و اكيد بمجرد ما يوصلو هيتم زي ما قولت بالظبط.
مصطفي:
_متقلقش كل حاجه هتبقي بخير بإذن الله وانا واثق، بمجرد ما هتاخد الحقنه اللي هبعتلك اسمها دلوقتي هتفوق ومش هاتحس بأي تعب جسدي نهائي، بعد كده تجيب نفس نوع الحقنه بس برشام منها علشان المفعول يبقي خفيف شويه وميحصلش مضاعفات، وياريت يبقي فيه جلسات طبيعيه كل يوم علي الاقل نص ساعه لغايه ما تجيلي كل اسبوع.
أنهي المكالمه معه ثم أرسل له مصطفي نوع الحقنه التي اخبره بها مع اسم البرشام ونسبه تركيزه كي لا يحدث معها مضاعفات مثلما اخبره، طلب من أحد العمال المتواجدين بالمنزل أن يحضروه إليه بينما هو طلب رؤيه "هدي" التي افتعلت لما قاله ولحقت به لغرفة مكتبه فقال لها بهدوء:
_محتاج مساعدتك في موضوع مهم يا داده....
صمت فجاءه وهو يري ذالك الظل المنبعث من خلف أحد الستائر فأدارت هدي جسدها لتري ما يلاحظه، وقف من محله وهو يسير بهدوء ورزانه متقدمًا مما رآه وهو يتحدث ل هدي:
_بس للأسف مش هينفع نتكلم بالبيت.
ثم أبعد الستائر فجاءه فارتسمت بسمه خبيثه علي محياه وهو  يري ما كان يتوقعه، قائلا ونظراته تشتملها:
_أصل صراحه البيت ده مش مضمون وبقي فيه جواسيس كتير.
قلبت عينيها  وهي تنظر لملامح وجهه وتبلع لعابها بتوتر يماثل رجفة جسدها، شعرت بأن الدماء هربت منها ليشحب وجهها عندما رأته امامها، أبتسم هادي بمكر حينما قال لها:
_اي يا عمتو هو جدو معلمكيش ان غلط تتصنتي علي الناس؟
لثمت شفتيها تحاول استجماع ذاتها واستحضار صوتها الذي سلب منها أثر ما  وضِعت له، فأنتبهت له وهو يرفع له حاجبيه متسائلاً مره اخري يحثها على الحديث:
_انا... انا بس عرفت انكو سافتروا علشان تفحص رِجل هديل ف جيت اطمن عليها.
انكمشت المسافه الفاصله بين حاجبيه وامتعضت ملامحه مع ابتسامته الغير مصدقه لحديثها فقال لها بإستهزاء:
_بقالنا يومين راجعين من السفر شوفتيني فيهم خمس مرات وشوفتي هديل وهي تعبانه فيهم مسألتيش نفس سؤالك ده وقتها لي؟
فركت يدها بتوتر قائله لكي تخلص ذاتها من براثين هذا الماكر:
_أصل.. أصل.
ثم اكملت بصوت متزن بعدما أتي لذهنها ما يخلصها من مواجهته:
_آه اصل انا كنت واخده علي خاطري وزعلانه منك ومن طريقة كلامك معايا اخر مره، وكنت فاكره انك لما تعرف انك غلطت فيا هاتيجي تعتذرلي لما تحس بالذنب يعني.
أبتعد عنها قليلا وهو يقول لها بكيد:
_ وهو انتي فاكره نفسك من الكتب السماويه علشان احس بالذنب لو غلطت فيكي.
نظرت له بغضب واحتدت نظراتها اليه فقالت بغيظ:
_لا الواجب بيقول احترم اللي اكبر منك وتلاحظ كلامك معاهم وخصوصا لما يكون اللي غلطت فيه عمتك.
هادي:
_وانا اللي يجيب سيرة أمي الله يرحمها بالسوء او يمس أختي بكلمه تجرحها ميسواش عندي مليم، حتي لو كنتي انتي عادي.
صمتت بعد حديثه المهين لها فأكمل وهو يوليها ظهره لتظهر علامات الغضب علي تقاسيم وجهه:
_ بخصوص هديل فالدكتور مقالش حاجه جديده عن اللي قبله.
فقالت له بلهفه لم تشعر بها:
_يعني مش هتمشي تاني ولا فيه أمل ولو صغير لكده.
احتدت نظراته كالصقر الجارح وهو يحرك عنقه يمينًا ويسارًا مغمضًا عينيه بينما تشق شفتيه ابتسامه عريضه، سحب أحد المناديل الورقيه من الصندوق الخاص بها الموجود اعلي مكتبه بهدوء مريب وهو يتقدم منها مره اخري تحت نظرات هدي التي تشاركهم جلستهم للآن:
_اتفضلي امسحي العرق اللي علي جبينك يا عمتو، هو انا ارعب اوي كده ولا الكلام وصل ليكي علي هيئه تهديد.
وضعت يدها لا إراديًّا علي جبينها فألتقطت مما قدمه إليها قبل ان يقول إليها:
_نورتيني، وبعد كده عايزه تستفسري عن حاجه تخبطي علي الباب زي الناس وتيجي تسأليني،أكيد حضرتك مش من جهاز المخابرات يعني ولا انا بخاف منك مثلا علشان اخبي حاجه عنك.
تحررت قبضات الحديد التي كانت تحتضن قدمها فهرولت مسرعًا للخارج تنفد بجلدها بعيدًا عنه لتستنشق الهواء بصوره طبيعيه وتشتملها نظراته الساخره ويعتلي فمه ابتسامه بسيطه، أعاد بصره إلي هدي التي انزوت بعيدًا عنهم قليلا قائلا:
_موضوع مهم عايزك فيه يا داده و مش هينفع نتكلم فيه هنا ولا ينفع نخرج احنا الاتنين مع بعض ونسيبلها البيت، اطلعي انتي لهديل فوق خدي بالك منها ولو حسيتي بحاجه غريبه ترني تقوليلي علطول.
اومأت له بإستغراب فكادت بالخروج قأستوقفتها كلامته:
_انتي اول شخص اثق فيه بعد نفسي وأريج اتمني متخونيش ثقتي وتبقي قدها.
هزت رأسها له بإستسلام وهي تتجه للاعلي تاركةً إياه في مستنقع تفكيره، أطغي صوت رنين هاتفه علي هدوء الغرفه فأمسكه محتدثًا:
_عامله ايه يا سيليا.
اتاه الرد من الجهه الاخري فابتسم لها بلطف قائلا:
_عايزين نتقابل فيه موضوع مهم عايزك فيه.
وأغلق معها الهاتف بعدما اتفق معها ان يرسل لها موقع مقابلتهما فأخبرته انها ستكون بإنتظاره..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 03, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عشق يداوي الجروحWhere stories live. Discover now