الفصل الثاني عشر(وميض أمل)..

41 2 5
                                    

#الفصل_ الثاني_ عشر:_(وميض أمل)..
#روايه_عـشـق_يداوي_الجروح

            بسم الله الرحمن الرحيم

أبعد سماعه أذنيه وهو يستمع لتلك الحمقاء التي لا تكف عن حديثها فمنذ ركوبهما للطياره ولا تنطبق شفتيها عن الحديث، شعر بالملل والضيق مما تخبرهم اياه فـ فضل أنّ يضع تلك السماعات لتعزله عن هذا العالم  وكان بين الحين والاخر ينظر اليها وعندما يجدها تبتسم لحديثها كان يشعر بالسعاده تغمر قلبه لاقناع هذه الفتاه شقيقته علي السفر وأن كل شئ سيصير معها علي ما يرام، ابعد هادي ناظريه عنهم وهو يستند برأسه علي ظهر مقعده وينفث هواء رئتيه ويدعو الله بداخله ان لا يخزله بتلك المهمه التي أصر علي إتمامها وبداخله أمل بصديقه بأنه سيجبر بخاطر شقيقته بعد الله عز و جل، أشاحت ريم احد الفطائر التي كانت تضعها في فمها لتأكلها بنهم وهي تحدثهم:
"بس كده ياستي، هو ده اللي حصل".
ابتسمت لها هديل وهي تتمني بداخلها:
" ربنا يخليكو لبعض يارب ويخلاكو ابنكو، انتو تستاهلو بعض علشان كده ربنا كرم عليكو بحبه ليكي وانتي كمان".
اماءت لها ريم:
"الحمدلله علي كل حال، يلا بقا احكولي انتو"
سالتها أريج  :
"نحكيلك اي".
اعتدلت في جلستها بعدما كانت تجلس بإهمال عكس المقعد التي تعتليه لتكون مقابله اليهم:
" بما انكو سناجل، يبقي أكيد اتعرضتو لقصه حب فاشله، احكولي احكولي".
وضعت كوب العصير وهي تقول إليها  :
"والله حظي فقر يا ريم ومش عارفه اغيره".
لطمت صدرها بكف يدها وهي تقول بطريقه شعبيه:
" يا حبة عيني يابنتي، احكيلي انتي سيبك من البنت دي شكلها لسه صغيره".
ابتمست لها هديل وهي تستمع لحديث ابنة عمتها التي تقص عليها مايحدث معها:
"بصي انا ارتاحتلك علشان كده هاحكيلك،  علشان بردو هادي حاطط سماعات في ودنه ومش هيسمعنا".
حاوطته نظرات ريم:
" انا مش عارفه قاعد مش طايق نفسه ليه، اموت واعرف شفرته علشان افكها، عمري ما شوفت حد كان متدايق وكلمته وفضل علي حاله زي البني ادم ده، هو بيشتغل اي .؟ ".
ضحكت علي حديثها:
"هو كده علطول، في حاله دايما وبيشتغل مقدم برنامج، اعلامي يعني فتلاقيه مركز في مجال شغله دايما لانه بيحبه جدا ".
ريم:
" زي اخت إسلام بردو هتتخرج من اخر سنه اعلام السنه دي".
اقترحت عليها أريج:
"بدام كده  والصدفه جمعتنا، هناخد رقمك لاونكل عزت ولما تخلص امتحانات تقدم عنده في القناه وان شاء الله تتوفق".
سألتها:
" مين اونكل عزت ده؟ ".
اجابتها هديل:
"ده بابي انا وهادي، وهو صاحب قناه، ف لما تخلص تقدم ومتقلقيش هنخليه يتوصي"
ضرت يدها ببعضها وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها:
"حيث كده بقا علي خيرة الله، هي هتفرح اووي وهاعملهالها مفاجأه لما ترجع، اكتبي عندك الرقم****011".
سجلت هديل رقم هاتفها بينما قالت أريج:
" هي هترجع منين، دول امتحاناتهم مستمره حاليا".
اخبرتها ريم:
"لا ماهي بتدرس جامعتها في الولايات المتحده".
هديل:
" ماشاءالله، اكيد هتبقي كفائتها أكبر وهتحقق نجاح كبير في وقت قليل إن شآء الله ".
ريم:
" ان شاء الله، استني نشوف مصيبة الست أريج ونبقي نحول عليكي وعلي ناريمان".
ثم حولت انظارها قائلة:
"احكيلي ياستي تجربتك الفاشله".
سردت لها  قصتها بإيجاز والحزن مخيم علي عينيها:
" بحبه اووي وهو مش حاسس، وماشي ورا واحده مش بتحبه ولا طايقاه، ولسه متمسك بيها"
عقد حاجبيها وهي تسالها:
"ازاي ده، طب هو قالها انه بيحبها، او انتي قولتيله انك بتحبيه؟".
اجابتها اريج بحزن:
" قالها انه بيحبها وهي رافضه وانا ببينله اني بحبه وهو مش معبرني".
ريم:
"الموضوع ده غريب عني اووي، ازاي هي رافضاه وماشي وراها وانتي بتحبيه وهو رافضك".
حركت كتفيها فقالت هديل:
" بقولها تصبر وهو هيعرف قيمتك لما تمرمطه شويه".
تحدثت أريج بضيق:
"افرض صبرت الاقيهم بيوزعوا كروت لعزومة فرحهم".
صمتت ريم قليلا ثم اخبرتهم:
" ده مستحيل يحصل، البنت دي لو هتوافق عليه كان وافقت من الاول باهتمامه ليها، لكن بدام ما رافضه يبقي تسمعي كلام هديل، خليها تمرمطه شويه حلوين يفوق فيهم وبعدين يرجعلك زي الكلب".
حل الصمت علي الاثنين فأكملت ريم:
"من غير ما تفكري اسمعي مني والله، هما الرجاله كده لازم يمروا بمرحله المرمطه لولا يفوقوا، بس لما يجيلك بقا، متوافقيش علطول، تحكيلي اللي حصل وانا اقولك تعملي اي؟".
هديل:
" هتعملي اي؟ ".
ابتمست ريم بخبث:
" ولا حاجه، هنمرمطه شويه بس".
ضربتها أريج بخفه وهي تحدثها بسخريه:
"لما احنا هنمرمط فيه والبت بتمرمط فيه، هيجيلي انا ايه!؟، هِدمه مبهدله حرام عليكي".
اشارت عليها ريم باصبعها وهي تنظر لهديل وتحدثها بسخريه:
" اهي دي من الستات الخايبه، يابت لازم يعرف بقيمتك، لازم يحس بانه عمل انجاز لما كسبك وبقيتي معاه".
وضعت يدها علي فمها تتحكم في ضحكاتها وهي تلقي كلماتها بنفس ذاك السخريه:
"حسستيني انه جايبلي الخاتم وواقف قدامي".
ضحكو عليها الاثنين فوقع نظر ريم علي هادي الذي ينظر اليها بضيق فقالت:
" اقسم بالله اخوكي ده مش هيلمها معايا غير بنمره وخناقه حلوه ".
قالت ههديل:
"والله ده غلبان بس هو اسم علي مسمي مش بيحب الكلام الكتير، ولو اتكلم كتير بيبقي معايا انا بس واريج مش في الحياه العامه يعني".
كادت تحدثها ريم فقاطعها صوت المضيفه قائلة:
" يرجي ربط الاحزمه لوشك الطائره علي الهبوط".
افتعلو لما قالته بعدما ريم كانت تجلس باهمال علي مقعدها، وظلت رحلتهم بين الحديث والمشاكسه والضحك والهزار بين الثلاث فتايات حتي ان ريم احبتهم بشده وربطتهم برابط الصداقه الذي سيفتح لاحداهم باب من ابواب العشق التي تتوج به محبوبته التي يُسحر بها من اول رؤيته اليها..

عشق يداوي الجروحUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum