الفصل الرابع عشر(خطأ لم يكن بالحسبان..)

22 2 0
                                    

#الفصل_الرابع_عشر:(خطأ لم يكن بالحسبان).
#روايه_عـشـق_يداوي_الجروح.

                      بسم الله الرحمن الرحيم

ظلت النظرات متبادله بينهم في دهشه من حال تلك الفتاه، جلست روان بينهم وهي تضع قدمًا فوق الاخر وتستند براحه علي ظهر الاريكه، نظرت ريم ل ورد بتسآل علي ما فعلته فحركت كتفيها بجهل فقطع ذالك الصمت قول اماني:
_انتي كويسه يا روان.
حركت رأسها للاسفل وهي تؤكد علي حديثها:
_ جداً، ده انا في قمة سعادتي النهارده وانا بشوف اختي بتتخطب.
حاوطت كلتا يديها علي كتف حبيبه المتعجبه منها فسألتها كاميليا بإستغراب بدي من ملامح وجهها المنكمشه:
_اومال عامله في نفسك كده لي!.
حدثتها وهي تنظر لملابسها التي من وجهه نظرها مناسبه:
_عجبتك الجلابيه دي يا طنط ولا اي؟ 
صمتت كاميليا وهي تنظر لها فقط بابتسامه فقال نيروز وهو يتكئ علي حافه المقعد الذي يعتليه ابيه:
_ولابسه جلابيه سودا ليه يا طنط، هو انتي رايحه ميتم؟ 
فوبخته:
_قطع لسان اللي يقول كده، الجلاليب السودا هي اللي بتاعة ميتم انما الجلاليب السمرا لأ .
رزان:
_اومال لابسه عبايه سمرا ليه ياختي وعاملالي شعرك ضفيرتين زي اللي في الضوء الشارد.
حركت يدها في الفراغ وهي تقول لها:
_مانا لبست حاجه مرحرحه علشان الحر اللي احنا فيه ده.
ثم اكملت وعينيها تجول بينهم:
_مالكو يا جماعه مستغربين ليه، احنا مش غرب عن بعض يعني، كملو اللي كنتو بتحكوا عنه.
أراحت ظهرها مره اخري علي المقعد بصمت تام لا شئ يتحرك بها سوي نظراتها التي تنبثق من عينيها متفرقه علي الجالسين، فتحدث حمدي الذي بدأ في الاتفاقات و كانت عباره علي ان يتم عقد القرآن بنفس يوم زفاف وليد بينما يوم زفافهم سيحددونه هُم فيما بعد، فصمتوا ليستمعوا لما ستقوله من اسندت يدها علي ركبتيها بعدما ألقت كلماتها عليهم:
_خلصتوا كده!.
نظروا لها بأستغراب فأكملت وهي تحدث الذي جوارها:
_مش اخت العروسه بردو ليها شروط؟ .
اومأ لها بصمت فأكملت وهي تحدث ريم:
_ روحي يا ريم هاتيلي الورقه والقلم اللي علي الترابيزه في اوضتي.
ثم استرسلت:
_ولا اقولك خليكي انتي، تعالي يا نيزو يا حبيبي اقعد مكاني هنا عشان تكون مِحرم لغايه ما اجيب ورقه الطلبات.
سخر فريد منها:
_ يعني مش ماليين عنيكي الخمستاشر نفر اللي قاعدين قدامك علشان تخلي نيروز بينهم مِحرم.
تقدمت من غرفتها ولم تعلق علي حديثه بينما في الغرفه الموجودين بها جلس نيروز بالموضع الذي اشارت له عليه فقال وليد ل ورد التي تستقر جواره باستغراب:
_انتي مش قلقانه من اللي بتعمله روان ده؟.
رسمت ابتسامه ساخره علي وجهها وهي تقول له بصوت خافت:
_حاليا مش عارفه اعمل حاجه  غير اني أقلق من تصرفاتها، ربنا يستر.
أومأ لها فأعاد نظره عليها وهي تدلف للغرفه مجدداً وتقبض أصابعها علي احد الاوراق، فوقف نيروز من محله وجلست هي مره اخري، فقالت لمراد وهي تحسن من وضعيه جديلتها حتي باتو الاثنين علي صدرها من الامام:
_اول شرط،  الخطوبه هتمتد لخمس سني.
رفع حاجبيه بصدمه من حديثها فأكملت:
__ انما كتب الكتاب هيبقي بعد  سنتين من الخطوبه،  والفرح بعدها بـ ست شهور.
كاد بالحديث فأشارت له بالقلم المتواجد بين أصابعها وهي تكمل:
_و ده علشان تكوّن نفسك وعلشان تعيد حساباتك تاني، علشان بعد كده ان جيت قولت اننا ضحكنا عليك في الجوازه وعايز ترجعها هنرفض.
ثم استرسلت وهي تقرأ ما دوّن علي الورقه:
_مش هتقابلو بعض بره البيت وده ان حصل وكانت صدفه يبقي تتعاملو كأنكو متعرفوش بعض نهائي، ولو اتقابلتوا في البيت فأنا هنوركوا في قعدتكو.
ادارت عدسيته انحاء المكان وهو يحاول ان لا تنفلت اعصابه عليها وتنال جزء من غضبه المكتوم اثر حديثها الذي لا يروق له:
_وبعد السبع سنين ونص دول لو اتجوزتوا يعني وحصل نصيب، انا هاقعد معاكو في بيت الاخ مراد العزيز.
انهت كلماتها وهي تطوي الورقه مثلما كانت ثم اعادت نظرها له فسالها:
_ومفيش ليكي كلب ييجي ينتشلك ويتجوزك انتي كمان لما هتنوريني بعد  سبع سنين.
كتم إسلام وادم ضحكاتهم بصعوبه بالغه علي الموقف بأكمله بينما نظرت له قليلا قبل ان تقول له بنظرات محذره:
_هعتبر نفسي كنت طرشه الدقيقتين اللي فاتو دول علشان منبدأهاش بزعله حلوه.
قال مراد ونظراته تطوف علي من تحولت ملامحها للضيق:
_ آسف، انا بس كنت اقصد ان البنات الحلوين مش بيقعدوا كتير واول ما بيخلصوا الجامعه بيتجوزوا علطول فكنت بسأل نفسي يعني اي اللي هيقعدك لينا بعد سبع سنين وانتي ما شاء الله جمال وحلاوه واخلاق وادب.
صمت ثم قال وهو يكظم غيظه:
_مقولكيش يعني علي خفه دم اهلك، داحنا حتي بنفكر نخطبك للواد زياد ونبقا خدناكو جمله واحده زي ما فريد بيقول دايما.
  امسكت أحد اكواب العصير التي توجد اعلي الطاوله الزجاجيه وهي تقول:
_ طيب بالمناسبة ملكش دعوه بأهلي علشان علاقتنا متتدهورش اكتر، وقولي بقا زياد ده اي ظروفه؟
تحت مشاهده الموجودين لحديثهم المتبادل، رد عليها:
_زياد، ده مافيش احسن منه وسطينا، ده سكر العيله كلو اتشال مننا واتحط في زياد، بس استني انتي لغايه ما يخلص تدريبه ويرجع من السفر بعد اسبوعين.
انكمشت ملامح وجهها وهي تساله:
_ اي يا معلم، عايز تجوزني لواحد اصغر مني.
اعتدل مراد في جلسته وهو يسايرها في الحديث:
_لا ما عاذ الله اصغر منك اي بس، مش انتي قد حبيبه اربعه وعشرين سنه!.
اومأت له وهي ترتشف جزء من العصير فأكمل:
_ طيب وهو بيتدرب في الشرطه، يعني اصلا مخلص جامعه من فتره كبيره بس بيتدرب، تدريبه ده بقي هينتهي بعد اسبوعين وهييجي يتعين ويبدأ حياته ويتجوزك بقا.
فأكمل ادم بمرح:
_ويقولو عليكي مرات الظابط راحت ومرات الظابط جت.
زمت شفتيها بطريقة طفوليه ثم تحدثت:
_ بص يابن الناس الواد صراحه ميتعيبش، بس انا اصلا ناويه اني اعنس.
مراد:
_يا ستار يارب، ليه تعنسي دانتي خساره اصلا في الرجاله وهتبقي خسارتين في العنوسه.
عبثت في اكمام عبائتها السوداء وهي تقول له مشيرةٍ اليهن:
_أكل العيش بقي، ولأجل عيون اخواتي.
سألها وليد في دهشه:
_ وهما اخواتك هيتجلدوا ولا اي؟ .
اجابته:
_انت قولتها اهو معني كده انك بتفكر فيها، وانا قولتلكو اهو يا ولاد حامد، اقسم بالله اللي هايمد ايده علي حد من اخواتي ولا هايتعرضلهم بالاهانه، هايشوف مني معامله هايندم طول عمره اني قابلني علشانها و.... 
قالتها بطريقه اشبه للنساء الشعبيه فقاطعها مراد:
_الحمد لله انا مش من ولاد حامد.
روان باستغراب:
_ انت مش اخو وليد.
رد عليها مراد:
_اخو وليد، فريد ولارين، انما باقي الهيلمان اللي قاعد ده صحابه واصحاب باباه الله يرحمه.
اومات له:
_ الله يرحم جميع الموتي يارب.
ثم اكملت بصوت عالي:
_بس بردو ده ميمنعش ان ممكن ترن عليه يروح قايلك ده انا لسه عاطي ورد علقه حلوه تروح انت قايل لنفسك اشمعني هو يعلق ورد وانا معلقش حبيبه، وتقعدوا تتسابقوا انتو الاتنين علي مين اللي يضرب مراته اكتر.
صمت مراد قليلا يحاول ان يستوعب مدي تفكيرها فاتاه صوت فريد الذي يقول:
_ما شاء الله، بتفكريني ب حد كده لما تتقابلو هاتعملو دوُيتّو حلو اوي انتو الاتنين.
ضحك إسلام وهو يخبره:
_انا شايفاها فيها اصلا دلوقتي.
ابعدت خصله تحررت علي عينيها وهي تقول مشيرةً له بسبابتها:
_مهلاً مهلاً يا عزيزي ، انا لا اتكرر ولا أُعوض، فأنا فقط من خلقني الله بمميزاتي ولم يخلق مثلي بَعد.
ثم نظرت ل حبيبه متسائله:
_مغلطتش في الجمله يابت صح!.
أكدت لها بإبهامها وهي تقول:
_ كله تحت السيطره يا باشا.
اومأت لها فأبعدت انظارها عنها وهي تلاحظ نظرات انجي لها فقالت وهي تشير علي ما ترتديه بقدمها:
_كنت عارفه الكروكس ده هيزغلل عينكو من حلاوته اول ما هاطلع بيه.
انتبهت لها فسالتها بتيه:
_ ليه يابنتي عامله في نفسك كده، مانتي كنتي حلوه المرتين اللي فاتو.
روان:
_ولسه حلوه زي مانا ربنا يحفظني ويبعد عني العين.
صدرت منهم بعض الضحكات فقال حمدي:.
_يبقي كده الدنيا ماشيه زي ما اتفقنا.
روان:
_ايوا كل الدنيا تحت السيطره، مش عايزين نشوف وشه بعد تمن سنين  .
وضع يده علي رأسه وهو يقول لها:
_يابنتي تمن سنين اي، انتي عايزاه يتجوز في ال35.
اومات له مع قولها:
_ وماله، ده حتي الجواز في التلاتينات طعمه جميل اووي.
صمتت حمدي متلاشيًا إصدار اي ردة فعل تقلل منه امامهم، فلو كانو بمفردهم فكان سيعاملها بعفويه اكثر، تقدم فريد منهم وهو يخرج شيئًا ما من الحقيبه التي سبق واحضرها له إسلام قائلا له بابتسامه وفرحه تغمر قلبه:
_الف مبروك يا شقيق.
نظر لما اخرجه فوجده صندق زجاجي مستطيل الشكل، فمد فريد يده وهو يقوم بفتحها ليظهر لهم ما بها، كان الصندوق يحتوي علي احد الاعشاب الخضراء المنمقه وبأعلاها دوِّن علي احد انواع الاخشاب التي كانت علي شكل قلب صغير اسماء كلا من حبيبه والاخري ل مراد مربوط بشريط ابيض رقيق خواتم خطبتهم، وقف مراد امامه وهي يحتضنه علي حده ويشكره عما قدمه له فربت فريد علي كفيه وهو يحثه علي تكمله ما بدأه، فتقدم مراد من حبيبه بعدما قدم له فريد الخاتم خاصتها والذي كان يشبهه خاتم ورد كثيراً، فمد له يدها لتكون روان الحاجز بينهما:
_ ايدك لتوحشك.
قال مراد بهدوء يتنافي ما يدور بداخله:
_هلبسها الخاتم!.
حركت كتفيها:
_متفقناش علي كده.
قال لها فريد بهدوء:
_ يلبس خطيبته الخاتم وبعد كده نتفاهم.
ثم اعتدل يحدث ناديه:
_ما تخليها تتلم شويه بقا، احنا ساكتين من بدري.
فقالت له هي:
_واي اللي مسكتك من بدري ياخويا، لا اتكلم علشان اعرف اواجه لكن حوار الخوف ده مبحبوش،انا اصلا عارفاك مش هاتسكت غير لما الكروكس اللي في رجلي ده يعلم علي خلقتك، وبعدين اصلا حرام يمسك ايديها قبل عقد القرآن.
حدثها فريد:
_هيبلسها الدبله بس ومش حرام علشان عدينا  الرؤيه الشرعيه وقرايه الفاتحه  لو واخده بالك.
روان:
_طيب اقولك انا، هات الخاتم بتاعها هالبسهولها انا.
فسألها مراد:
_ وانا مين اللي هايلبسني.
روان:
_لبس نفسك، او خلي حد من اللي قاعدين يلبسك.
وقف حمدي من محله وهو يقول لها:
_تعالي طيب عاوزك.
اشارت علي ذاتها وهي تقول:
_عاوزني في اي.
حمدي:
_ حاجه سر، ولا اقولك ناوي اطلق طنط قسمت واطلب ايدك.
ضربت علي صدرها وهي تقول:
_يالهوي، يعني هترمي العشره عشاني، إكمني حلوه وسكره يعني.
جذبها من يدها وهو يتمتم ببعض الكلمات ثم توجهه بها للخارج، فجلست علي احد المقاعد الموجوده في الصالون وهي تسأله:
_عايزني في اي بقي سر؟
اجابها بسؤال:
_ينفع اللي بتعمليه في الواد ده، ناويه تموتيه مجلوط مثلا!؟
عقدت ما بين حاجبيها باستغراب وهي تتفوه:
_هو انا عملت اي، وواد مين.
تحررت ضحكه من بين شفتيه وهو يقول لها:
_ يعني انتي مش فاهمه كلامي.
عبثت بجديلتها وهي تقول له:
_مبحبش حد ياخد حاجه تخصني.
حمدي:
_ طيب وهو ينفع الكلام ده يا روان.

عشق يداوي الجروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن