SALAVATION || V

Ch: 26

"البرود ربما حاوط جدراني الأربعة، ليجعلني صلبة."
...

كلماتها كانت قاسية للغاية كيف تمكنت من نطق تلك الجملة أنسى عائلتي ولا أتصل بأحدٍ منهم؟

سيرين أنا بالفعل أعطى الأولوية القصوى لمستقبلي، دراستي وكذلك حياتي الميؤوس منها التي لا يمكنني عيشها كما يحلو لي وكما يعيشها من هم في سني.

لمَ بحق الرب تفعلين بي كل هذا يا سيرين؟

وجدت قدماي ترتجفان فإذا بي أقع على الأرض باهمال أطالع أمامي بفراغ وإكتسى مقلتاي الشرود حتى خاطبتُ ذاتي: سأتصل بـ سليم وأعلم منه ما الذي أوصل سيرين إلى تلك الحالة..

هـا أنا ذا أحاول الاتصال به لكنه لا يجيب بحقكِ سيرين لا تفعلي هذا بي إنه أخي الوحيد..

لم أمل وبقيت أتصل للمرة الخمسة عشر حتى أجاب هامسًا: أه إيمان يا مدللتي أنا أسف حقًا بشأن ما قالته سيرين وعما أحدثته، والدتي الأن توبخها على فعلتها وأنها غيرت هويتكِ للأبد دون أخذ إذن والدتي في الأمر.. أنا حقًا حقًا أسف أختي لم أكن أقصد حدوث كل هذا لكن سيرين قد إستمعت لمحادثتنا معًا وأنا خلتها نائمة بسبب المخدر الذي أعطيتها إياه.. سامحيني أختي.

إذًا سليم لم يكن حقًا المذنب وهو لم يخبرها بل هي إسترقت السمع..
أه سيرين
هذا ليس صائب أبدًا أختي

نطقت قائلة: أنت غبي بالفطرة سليم أشفق على زوجتك المستقبلية يا ساذج..

قهقه بخفة ثم همس: لا تقلقي أختي فيبدو لي أني حقًا سأتزوج عمّا قريب بسبب سيرين ووالدتكِ.. أنقذيني أختي.

إبتسمت بزيفٍ وشيء ما بداخلي أخذ يضغط على قلبي، رحت أهمس كما يفعل: سأشتاق لك كثيرًا سليم أنا بالفعل أفتقدك الأن ولكن ما باليد حيلة أخي.

همس مجددًا وراح يطمئنني: لا تقلقي سأتصل بكِ دون علمها وسأجعل والدتي تتصل بك أيضًا.. اِعتني بنفسكِ عزيزتي.

أومئت له عدة مرات أهزّ رأسي بسرعة مضاعفة ومدامعي سالت مقبلة خداي على الفور، أختي سيرين أنا لستُ مثلكِ ضعيفة حتى أقضي على عواطفي وأحبسها..

أنا إيمان وسأظل إيمان أختي وهذه حقيقة لا يمكنكِ نكرانها أبدًا..

أنا لستُ جبانة تتجاهل ما يؤذيها، تصمت لأنها ترى في ذلك الحل، تنعزل عن الجميع وتكره تكوين صداقات والعائد من إنفرادها بذاتها هو القوة..

سيرين كنتِ دومًا محط فضول لي ومركز إنتباه لمثاليتكِ الغريبة.

كنتِ كآلة يتم تحريكها لا تفقه شيئًا عن العواطف.