مخاطرة

577 25 11
                                    

طرقات خفيفة على حجرة آدم ليسمح لصاحبها بالدخول، حاول تفحص هوية الطارق ولم تكن سوى نوران، توقع أنها آتية للاعتذار منه أو أنها ندمت على ما فعلت به ولكن لم يحدث كما هو المتوقع.

اقتربت منه لتضع كرسيًا بجانب الفراش، ثم تحدثت بحزنٍ شديد اصطنعته:

-عامل ايه دلوقتي؟ أول ما عرفت بالحادثة دي جيت علطول أتطمن عليك.

استشف من حديثها أنها لا تدرك رؤيته لها، وإلا ما كانت لتعيد التلوُن عليه كما تفعل الآن، إذًا هي تريد الإكمال بتلك اللعبة الوضيعة لما لا يجاريها هو الآخر ممثلًا عدم معرفة شئ.

أجابها بتعبٍ:

-الحمدلله، بقيت أحسن كتير عن الأول.

سألته بمكرٍ حتى تدحض الشكوك عنها:

-طب وهنعمل ايه؟ هنستنى لما يحصللك حاجة بسبب الشخص دا، محدش عرف هو مين لحد حالا؟

تحدث وكأن شيئًا لم يحدث:

-للأسف لسة محدش عارف مين الشخص دا وايه الدافع ورا اللي عمله أعتقد إن الوصول ليه صعب أوي حاليًا.

مثلت التأثر ليبتسم لها ثم يخبرها بألا تخاف، فالأوضاع مستقرة الآن وهو بخير، بتلك الأثناء دخلت والدتها و والدته لتركض والدته ناحيته محتضنة إياه وهي تفرغ كل ما بعينيها من دموع ثم تحدثت لائمةً إياه:

-أنت من النهاردة هتقعد معايا، مفيش مرواح للشقة بتاعتك دي أبدًا أنت فاهم؟ دي آخرة عنادك شوف وصلك لإيه؟ أنت كنت هتموت يا آدم مش مقدر دا!

فصل العناق ليطبع قبلة رقيقة على جبينها بينما تتساقط الدموع من عينيه ثم أردف:

-أنت عارفة إن دا مكانش باختياري من الأول، أنا عاوز أستقل وأحقق ذاتي في المجال اللي أنا بحبه، مش عايز أرهق نفسي بمجالين أبدًا، ولا إني أسيب مجالي عشان مجال تاني، ولو إني أسيب البيت هو الحل الوحيد، فمش هقدر أرجع سامحيني.

تحدثت خالته لائمة له بعدما ذكر من حديثٍ:

-أنت ازاي تقول لها كدا بعد اللي حصل، أنت مش هتطلع برا باب البيت بعد كدا لوحدك، أنت فاهم كويس إن حياتك في خطر ولسة معرفناش الشخص دا ولا مش مدرك للوضع لحد حالًا؟!

أشفق كثيرًا على خالته المسكينة، فهي حقًا تهتم لأمره للحد الذي دفعها لاستقباله بمنزلها قبل أن يشتري منزل بمفرده، لقد أعطته إحدى الغرف المتواجدة بالفيلا خاصتها حينها وعاملته كما لو كان ابنها.

ولكن ابنتها هي من تهدد حياته وتؤرق راحته، تدبر المكائد له محاولةً الإيقاع به، هو حقًا يود مساعدتها لذلك لم يدلي للشرطة بكل ما يعلم على أمل أن يستطيع محو تلك الأفكار من عقلها مستقبلًا ومساعدتها لرؤية طبيب نفسي.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 12, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now