مكالمة

345 34 14
                                    

" où est maram maintenant?! "
«أين مرام الآن؟!»

سأل بـحزمٍ ليجيب الآخر عليه بـتفصيلٍ عن موقعها ثم يبعث له رسالة تحتوي على موقعها الآن، كانت مرام بـذلك الوقت بالمستشفى بـرفقة آدم تطمئن عليه.
"reste près d'elle!"
«ابقى قريبًا منها!»

تحدث مجددًا آمرًا الآخر بـصرامة ليجيبه بـحسنًا، ظل يراقب مرام طوال اليوم، و لم تلحظ هي ذلك و إن رأته لـكانت عرفته، لذلك يتوارى عن أنظارها.

«آدم بقى كويس دلوقتي و يقدر يخرج، بس ياريت بلاش الزعل لإنه بيأثر عليه بالسلب»

قال الدكتور بعد مرور ثلاث ساعات من قدوم مرام ليومئ الجميع منصاعين لأوامره، حاولت مرام الرحيل خلال الساعة الثانية من تواجدها و لكن آدم منعها قائلًا أنه أصبح أفضل و يمكنه الخروج، لذلك أصر على أن تنتظر ليوصلوها.

توجه ثلاثتهم ناحية السيارة، فتح محمد باب السيارة لآدم ليجلس بالخلف و تجلس مرام بـجواره بينما محمد جلس بالأمام لقيادة السيارة.

«بجد شكرًا أوي إنك جيتي، أنا مش عارف أشكرك إزاي!»

تحدث آدم بتوتر و هو يعبث بأصابعه لتنظر له بـمعنى'لا بأس'

«ممكن تجيبلي كشري for thanking me'لتشكرني'»

ارتسمت على ملامحه علامات التعجب، فـمنذ متى و هي تتناول الكشري؟! لقد أمضت أسبوعين بـمصر عرفت بهما الأكلات الشعبية المنتشرة بها.

«متأكدة؟! و لا هتاكليه و تفطسي مننا؟»

قال بـتعجب لترمقه الأخرى بـنظرة نارية شبيهة لتلك خاصة الفتيات عندما يخبرهن أحدهم أن وزنهن قد ازداد

«هجربه لسة لأول مرة، بيقولوا هلو 'حلو' أوي»

قالتها بـعفوية ليضحك الآخر ساخرًا من عربيتها الركيكة لتعبس ثم تركله بـقدمه ليتأوه ممثلًا المرض

«على فكرة بهزر يعني، بعدين أنا لسة تعبان و لما أموت دلوقتي و تجيلي سكتة قلبية تزعلوا مني!»

قالها محاولًا كتم ضحكاته لتنهره الأخرى عن لفظ تلك العبارات عن الموت ليستجيب لها بإيماءة خفيفة ثم تبتسم بـنصر

كان محمد قد أوقف السيارة بالفعل لتسأله مرام عن المكان ليجيب بـبساطة و كأنه فعل ما يجب فعله منذ البداية

«أنا عندي شغل، انزلوا انتوا كلوا كشري و أنا همشي»

تحدث بـجدية لينظر له آدم بـسعادة، فـسيتمكن من الحديث معها بـمفردهما

«بس آدم تع..»

لم تكمل جملتها بعد ليقاطعها الآخر سريعًا بـنفي دون أن يسمح لها بإكمال ما كانت تقوله

«لا آدم مين؟ آدم زي الفل اهو، يلا انزلي»

نظرت له بـريبة، لقد كان طريح الفراش منذ قليل، و الآن يركض بـتلك اللهفة لتناول طبق من الكشري، أهُو يحبه إلى تلك الدرجة التي تنسيه مرضه!

أزاحت الأمر عن رأسها لتنصاع لرغبته بـتناول الكشري، فالطبيب قد حذرهم من جعله يحزن، إن كان طبق من الكشري هو ما سيسعده فـلِمَ لا تأخذه لتناوله!

أخذها لـمطعم صغير بـمنطقة شعبية، طلب طبقين من الكشري ليأتي بهما النادل بعد مدة ليست بـطويلة، كان معهما بعض الإضافات منهم الشطة، سألت مرام عن تلك الصلصة التي تجهلها ليجيبها آدم بـمكر

«لا دا زي صوص كدا بيتحط عليه، كتري منه طعمه حلو أوي!»

تحمست لتجربته بينما حدقت إلى طبق الصلصة المخلوط بالكثير من الشطة أمامها لتأخذ منه بالملعقة بـكميات كبيرة كما أخبرها آدم،و بعد أن انتهت من وضع تلك الصلصة قامت بخلطها جيدًا مع الكشري

كان آدم ينظر إليها من الحين إلى الآخر محاولًا إخفاء ضحكاته حتى لا تشك بالأمر، وضع الكثير هو الآخر تحت تحديقها به، فقد كانت تحملق به و هو يضعه و كأنها تتعلم منه الطريقة الصحيحة لذلك، بعد انتهائهما من وضعه قام كل منهما بـتناول الملعقة الأولى

لم تجد مرام أمرًا غريبًا بـطبقها بل أحبته كثيرًا بينما آدم ينظر إليها بتعجب ممزوج بإختناق إثر تناول الكثير من الشطة، قرر الحديث أخيرًا ليسألها متعجبًا

«اي؟ عجبك؟! أصل شايفك حباه اوي!»

قال جملته الأخيرة متألمًا و لكنها لم تستشف نبرة الألم بحديثه لتكمل طعامها مومئةً له على ما قاله، فـلأول مرة تجرب هذا الطبق المصري المنتشر كثيرًا و قد نال إعجابها

بعد مدة قصيرة كان وجه آدم قد تمكنت منه الحُمرة، اصطبغ بالكامل باللون الأحمر مع تخلل بعض قطرات المياه على وجه نتيجة العرق، نظرت إليه مرام بقلق مستفسرةً عن سبب حالته تلك ظنًا منها أنه مريض مجددًا

«تقريبًا زودت الشطة أوي!!»

قالها و هو يجاهد لإخراج كلماته، شعر بالضيق و الكثير من الحرارة لتنظر إليه مجددًا محمحمةً ثم تسأله بـريبة

«فين الشطة؟! مفيهوش شطة»

أثار هذا السؤال شك آدم ليسألها إن كان طبقها حارًا كـخاصته لتنفي سريعًا بينما يشك هو بالأمر، كان أشبه بـمن يختنق لتنهض سريعًا عن مقعدها لتحضر له زجاجة من الحليب البارد من المتجر المجاور للمطعم

أعطته الزجاجة، فـبدا كـمن يبتلع نيرانًا يريد إطفاءها، بعد أن شرب الحليب شعر بالكثير من الراحة، بعدها قام بتذوق طبق الصلصة الموضوع بـجانبها و لكنه صعق عند تذوقه، فـما كان سوى طبقًا من الصلصة الباردة دون أي ذرة شطة، بينما طبقه كان مليئًا بالشطة

عند اكتشافه لذلك نادى النادل مدعيًا الغضب ليستنكر وضعه لطبقين من الصلصة أحدهما مع الشطة و الآخر بدونها ليخبره النادل أنه قد حذره مسبقًا و لكنه لم يكن يستمع

«أنا سمعته بس لقيتك متحمس أوي فكرتك بتحب The spicy food»

إذًا فـخطته تلك قد انقلبت عليه، كان عليها تحذيرهعلى الأقل فـهو لم يستمع إلى النادل جيدًا، نظر إليها ممثلًا الغضب

«أنا مبحبش الأكل السبايسي بتعب منه جامد، كان لازم تحذريني»

«مكنتش أعرف»

أجابت باختصار ليرمقها هو بغضب بينما هو من كان ينوي على إحراق فمها بـتلك الشطة، هو من افتعل المشكلة و الآن يأتي ليلقي اللوم عليها، كم هو بارع بذلك!

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now