مساعدة

350 36 14
                                    

أجرى محمد مكالمة هاتفية مع نوران لتجيب سريعًا و كأنها كانت تنتظر تلك المكالمة بـفارغ الصبر، تحدث محمد بنبرة ممزوجة بالضحك

-بقولك، خطتنا ماشية زي الفل

-بجد؟! يعني هي في المستشفى حالًا!

-عيب عليكي، جوا في الأوضة بتتطمن عليه

استمرت المكالمة لمدة نصف ساعة و الاثنان يتهامسان حتى لا يعلم أحد بـخطتهما تلك، فقد وضعاها للصلح بين مرام و آدم حتى لا تسوء الأمور أكثر و تتعقد، حينها لن يستطيع أحد التدخل

جلست مرام على الكرسي المجاور لسرير آدم ليمثل هو المرض، بينما تقلق هي من تعابير وجهه لتسأله سريعًا

«انت كويس؟!»

عند سماعه لسؤالها اشتد سعاله لتحضر له كوبًا من الماء، شرب الكوب بأكمله ثم نطق بـكلمة واحدة فقط كانت كفيلة بجعلها تستمع إليه

«آسف»

«انت عارف أنا جاية لي؟! أنا مش جاية عشانك بالعكس أنا جيت only because you helped me alot'فقط لأنك ساعدتني كثيرًا' و مش مستنية منك أي aplogise'اعتذار'»

قالت كلماتها بـحنق بينما ينظر إليها الآخر بأسف، لقد عزم على عدم التفوه بـتلك الكلمة أمام أي فتاة، لم يسبق له حتى و أن اعتذر، لطالما ظن أن تلك الكلمة تجعل كبرياءه ينحني ليعانق الأرض

«أنا بجد آسف، أنا غلطت في حقك، بس غصب عني! عمر ما حد زعقلي قبل كدا، باباكي هددني و رسالته دايقتني جامد، بس انتي ملكيش ذنب خالص»

نظرت إليه محاولةً عدم التأثر بكلماته، فـلأول مرة تراه جديًا، لطالما كان يحول أي موضوع أو مناقشة إلى نكاتٍ، لأول مرة ترى دموعه، ترى ندمه، هي لم تعرفه سوى لـمدة قصيرة و لكنها قد اعتادت منه على ذلك.

وضعت تلك الأكياس المملوءة بالفاكهة بجانبه، فـهي قد أحضرتهم في طريقها إليه، بعد وضعها للأكياس غادرت الغرفة بـهدوء دون أن تعطيه أي رد على ما قال، فـلقد جرح مشاعرها كثيرًا بـحديثه، و ليس من السهل أن يداوي ذلك الجرح بـحديثٍ آخر.

«هتروحي؟!»

سأل محمد لتومئ، حاول إيقافها و لكن من ملامحها بدى عليها الحزن، تركها تذهب دون أن يلحق بها، تسللت شكوك إلى ذهنه بأن أخيه قد جرح مشاعرها ثانيةً ليقتحم غرفته بقوة، نظر إليه آدم بتفاجؤ، تحدث بنبرة أشبه بالتهديد

«بص يا آدم، أنا سكتلك أول مرة و قلت هتصلح غلطك، بس باين إنك زودته أكتر، لو مصالحتهاش دلوقتي مش هيهمني إنك تعبان!»

نظر إليه آدم بـلوم، هو قد اعتذر عن ما بدر منه و لكنها لم تسامحه، لها كامل الحق بـذلك، هو قد جرحها بـحديثه، قرر إخبار أخاه بـما حدث ليحاول مساعدته.

اثنان على واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن