خدعة

1K 62 8
                                    

استيقظت مرام قبل مجئ والدها لتبحث عن هاتفها سريعًا و لكنها لم تجده حولها، دقت ذلك الجرس الموجود جانبها حيث أخبرتها الممرضة إن احتاجت لشئ أن تقرعه

ما إن سمعت الممرضة ذلك الصوت حتى هرولت سريعًا إلى غرفة مرام التي أخبرتها أن تحضر لها هاتفها في الحال لتنصاع الأخرى لطلبها

"ciao"
'مرحبًا'

"ciao, Où es-tu"

'مرحبًا، أين أنتِ؟'

أحست مرام أن أحمد علم بقدومها إلى المستشفى و لم يأتِ لتعض على شفتيها بحزن، فـهو لم يهتم لأمرها بتاتًا.

"à l'hôpital"
'في المستشفى'

أجابت باختصار ليقلق هو متسائلًا عن سبب ذهابها إلى هناك لتخبره أنها قد تعرضت لحادث و لكنها لم تخض بالتفاصيل بل أخبرته بسرٍ لإخفائه، فـهو يعلم الكثير حولها، فكان هذا السر ما هو إلا سر جديد يحتفظ به أحمد فـهو قد احتفظ بالكثير من أسرارها دون أن يبوح بأحدهم في نوبة غضب.

سرعان ما سألها عن اسم المستشفى لتخبره ببساطة أنها لا تعلم و أنها لا تقوى على تجاذب أطراف الحديث معه الآن فرأسها تكاد أن تنفجر من شدة الألم

حينما أنهت الحديث معه اتصل سريعًا بوالدها لسؤاله عن اسم المستشفى فـهو بالطبع يعلم، أجابه والدها باختصار حيث أنه لا يطيق أن يستمع إليه فـلطالما أخبرته مرام بما يدور بمنزلها، لذلك لا يشعر نحوه بالارتياح و خاصةً أنه يعلم أنها تحادثه كثيرًا عن خصوصياتهم ظنًا منها أن والدها لا يعلم بالأمر.

كما أن والدة أحمد و والدة مرام صديقات منذ الجامعة، و لكنه أيضًا ينتابه شعور سئ حول تلك الصداقة الحميمية بينهما.

لم تمضِ عدة دقائق حتى وصل أحمد من المستشفى التي كانت على مقربة من منزله، ذهب سريعًا إلى غرفتها للإطمئنان عليها، و كأنها لم تكن تحادثه منذ دقائق

عندما دخل إلى غرفتها وجدها بـمفردها لتحثه على الاقتراب سريعًا لتخبره بشئ هام قبل وصول والدها، تحدثت إليه مدة لا تتجاوز العشرون دقيقة حتى وصل والدها لتتحدث هي بهلع شديد

"Qui êtes-vous? sors d'ici! "
'من أنتم؟ اخرجوا من هنا!'

سرعان ما انصاع كلاهما لرغبتها، فالطبيب قد حذر كليهما من محاولة ذكر أي شئ أمامها أو حتى تعريفها بأنفسهم اليوم، يمكنهما المحاولة معها بعد انقضاء يوم، فـهي لن تقدر على الحديث الآن

بتلك الڤيلا الواسعة تسكن والدة نور بـمفردها، بڤيلا واسعة لم يكن معها سوى بعض الخادمات لمساعدتها بالتنظيف و طهي الطعام و ما إلى ذلك، حاولت نور-والدة مرام-مهاتفة ابنتها و لكنها لا تجيب

تسلل القلق إلى قلبها خشية أن يكون والدها قد فعل بها شيئًا ما، و مع أنها تستبعد الأمر و لكن كل شئ وارد كما قالت لنفسها، يمكنه أذيتها بكلامه الجارح، كان عليها الإبقاء على ابنتها برفقتها بمصر، حيث ستتمكن من الحصول على حياة هادئة خالية من أجواء التوتر التي يضفيها والدها إلى المنزل، وقفت سريعًا ثم قررت الاتصال بوالدة أحمد-المصرية-علّها تعلم شئ عن الأمر

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now