أخي

367 41 29
                                    

جلس آدم على سريره يستعيد ما حدث خلال اليوم ليعبث بشعره بعشوائية ثم يزفر و كأن ما أخرجه من هواء قد أزال الحزن عن قلبه، هو لا يريد أن يجبره أحد على أي شئ، فـعندما يتعلق الأمر بالعمل يحب أن يختار هو مستقبله المهني كما اختار الطب ليدرسه.

بعد دقائق أنار هاتفه معلنًا استقبال مكالمة، أخذ آدم الهاتف لينظر إلى المُتصل و قد كان أخاه، كان سيغلق الخط و لكنه قرر الرد بنهاية المطاف.

«في حاجة نسيت تقولها هناك رانن عشان تقولها و لا اي؟!»
أجاب آدم بنبرة باردة على عكس النيران التي تلتهمه من الداخل ليتحدث أخوه بصدق

«أنا آسف على أسلوبي معاك النهاردة، أنا عارف إني زعلتك جامد»

«طول عمر بابا عاوزني أشتغل معاه بس عمره ما فكر دقيقة واحدة أنا عايز اي! حتى أنت المفروض أخويا الكبير و فاهمني عمرك ما فكرت تتكلم معاه.. »

رمى آدم كلماته ليعتذر الآخر و لكنه حاول تغيير مجرى الحديث قليلًا لتخفيف تلك الأجواء المتوترة بينهما

«أنا ممكن أساعدك بس أنت عارف كويس إن بابا عنيد فالكلام معاه بدون فايدة، بس أوعدك إني هحاول، سيبك بقى من جو الأفلام دا و انزل مستنيك تحت البيت»

بمجرد ما سمع آدم كلماته حتى نزل عن الدرج ليجد أخاه جالسًا بحديقة المنزل، جلس بجواره ثم تبادلا أطراف الحديث لبعض الوقت، و لكن آدم قرر أخذه و الذهاب للجلوس سويًا قرب النيل

بمنزل مرام كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها بينما أحمد ينتظرها بالأسفل كعادته، و سرعان ما سمع صوت خطواتها على الدرج ليخرجا سويًا ثم يطلب أحمد سيارة أجرة لتأخذهما إلى «كورنيش النيل» المكان المفضل لديهما.

بعد قليل كانا قد وصلا إلى هناك و استأذن أحمد للذهاب قليلًا و شراء المثلجات "ice cream" لكليهما

«اي دا؟ انتوا الاتنين؟! بتعملوا اي together!!'سويًا'»

«بنتمشى، دكتور و بيفسح طلابه انتي مالك؟!»

أجابها آدم ساخرًا ليرمقه الآخر بحدة ثم يهم بتفسير الأمر لها

«احنا أخوات»

اختصرها بكلمتين فقط دون الإطالة بالحديث فـشعاره بالحياة هي تلك المقولة «خير الكلام ما قل و دل»

«و دا تفسير لإنك دخلتنا اليوم دا؟!»

سألت مرام موجهة حديثها إلى ذلك الدكتور الذي قد أدخلهما محاضرته بعدما تأخرا و هذا الأمر أشبه بالمعجزة

«لا، منا طردته عادي جدًا قدام الكل و هو أخويا»

«استعنت بواحد كبير جدًا عشان يدخلنا، لأن الواد دا كان مستحيل يدخلني حتى لو قعدت أطبل على الباب من هنا لبكرا»

اثنان على واحدOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz