وفاة

231 17 3
                                    

وضع آدم يده بجيبه لينظر له الشاب بنظرة راضية،  ولكن تخرج يده مع "مطواة" صغيرة كان قد دسَّها بالفعل في جيبه ليتحدث بنبرة واثقة بعدما رفعها بوجه السارق:

-والله أنا حالًا بدعي للبياع اللي أقنعني أشتري مادلية فيها مطواة، ولحسن حظك لسة مركبتهاش في المفاتيح.

سخر منه السارق بينما يرمقه بنظرة ساذجة منتظرًا خطوة آدم التالية، تقدم منه آدم ليجرحه بوجهه حينها تأوه السارق بدهشة ليأتي كل من معه رافعًا مسدسه بوجه آدم.

صرخت مرام واتجهت سريعًا ناحية آدم في حين أن أحمد طلب منها الهدوء وأن تفر بالسيارة مع والدها وآسر وهو سيتولى الأمر رفقة آدم ولكنها أبت وتشبثت بآدم بينما تترقرق عيناها بالدموع.

طلب منها والدها الابتعاد ولكنها لم تستمع إليه، حينها احتد الموقف ليطلق أحد الرجال رصاصة بالفعل ولكنها كانت مجرد تهديد فقط لإخراج ما بحوزتهم.

-طلع المسدس حقيقي مش لعبة بس بردو متتوقعش مني أديك حاجة عشان مبتثبتش أنا يا حبيبي.
قال آدم بتحدٍ، حينها أخرج أحمد محفظته ليلقيها لهم سريعًا متوقعًا أنه بذلك يطفئ النار التي أشعلها آدم ولكن تحدي آدم لهم جعلهم يصرون على موقفهم.

-شفت صاحبك جدع ازاي، ياريت تتعلم منه يا عم شاروخان.

قال قائدهم بتهكم بينما يمسك بجرح وجهه، وعلى حين غرة اتجه ناحية آدم محاولًا سحب "المطواة" منه ولكن مرام قامت بلطمه على وجهه تحديدًا بمكان الجرح ليصرخ متألمًا ثم يجتذبها من شعرها ناحيته مهددًا إياها.

لم يكتفِ بذلك فحسب بل سحبها ناحية سيارة آدم ثم قاد السيارة سريعًا بعدما أعطى إشارة لرجاله بمحاصرة كل من آدم وأحمد وآسر و والد مرام.

حاول آدم ضرب أحد الرجال ليستولي على مسدسه ولكن آخر كان قد صوب ناحيته المسدس لتستقر الرصاصة بصدره.

جثى آدم على ركبتيه وهو يصارع الألم بينما امتلئت عيناه بالدموع، اتجه أحمد ناحيته متفحصًا جرحه بينما يصرخ بهم بأن يسمحوا له بمهاتفة الإسعاف.

و والد مرام لا يستطيع كبح دموعه التي انزلقت من عينيه رغمًا عنه بينما يقف آسر بجواره محاولًا مواساته ومبشرًا إياه بأنهم سيستطيعوا إيجاد مرام ولكن قبل ذلك عليهم إنقاذ آدم الذي ينازع لكي يبقى على قيد الحياة بينما تغطيه الدماء.

طلب آدم من أحمد أن يدنو منه قليلًا ليتحدث من بين شهقاته:

-أحمد، أهم حاجة حالًا إنك تلاقي مرام، أنا كدا ميت ميت، ملكوش دعوة بيا حد...

لم يستطع اكمال كلماته لتنغلق كلتا عينيه مستسلمًا لذلك الظلام الحالك.

بكى أحمد بحرقة متأثرًا بوضع آدم وباختطاف مرام، فهو وإن لم يحبه منذ البداية إلا أنه يبكي رثاءً لحالة آدم المزرية.

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now