اختفاء

357 33 17
                                    

"Who was that young man?!"
'من كان ذلك الشاب؟!'
سأل آسر عندما اقترب مرام من الطاولة و قامت بـسحب الكرسي لتجلس عليه، لاحظت هي الاستنكار بـنبرته لتجيب بغضب حاولت كتمانه قدر استطاعتها.

" Adam is my friend like you! I think This returns to me! "
'آدم صديقي مثلك! اعتقد أن هذا يرجع لي!'

استشف الغضب من نبرتها ليحاول تهدئة نفسه حتى لا تثور عليه مجددًا، بينما حاول تغيير مجرى الحديث و إبعاد شكوكها عن كرهه لآدم.

" So, Where is Ahmed? I missed him so much "
'إذًا، أين أحمد؟ لقد افتقدته كثيرًا'

علمت أنه يريد تغيير مجرى الحديث لتحاشي إغضابها حيث هو يعلم جيدًا أنها تكره أن يقتحم أحدهم خصوصيتها واضعًا أنفه داخلها دون أن تأذن هي له.
"  I think he is at home "

أجابت باختصارٍ ليطلب منها أخذه لرؤية أحمد، فـلطالما كان أحمد صديقه المفضل و المقرب منذ الجامعة إلا أنه كان يغار منه أحيانًا حينما تذهب مرام لتخبره بـكل ما يحدث معها دون أن تخفي عليه أي تفصيلة و إن كانت بسيطة بينما لا تخبره هو أي شئ مما يحدث معها و إن كان بسيطًا.

طلبت مرام سيارة أجرة لكليهما لتُقلّهما إلى المنزل الخاص بوالدة مرام، أثناء الطريق أخرج آسر هاتفه ليبعث بضعة رسائل لرقمٍ ما.

" Iam with her now,I can bring her to you "
'أنا معها الآن،أستطيع إحضارها إليك'

بعث آسر تلك الكلمات ليأتيه الرد في ذات الثانية من إرساله لها حاملًا بعض النصائح
" Not now!Just let her trust you more first "
'ليس الآن! فقط اتركها تثق بك أكثر أولًا'

كان حديثه منطقيًا ليجيبه آسر بالموافقة ثم يغلق هاتفه ناظرًا نحو الطريق بـتأمل فـهو لم يسبق له أن أتى لممصر و الآن تسنح له الفرصة ليرى جمال معالمها، و لكنه قد أتى فقط لتنفيذ غرضٍ ما و ليس لزيارة تلك المعالم الأثرية العتيقة المتواجدة بـمصر.

بعد قُرابة خمسة عشرة دقيقة، كانا قد وصلا إلى وجهتهما، أدخلته مرام المنزل لتستقبله والدتها بـحرارة بينما بقي هو صامتًا يُحدّق بُكلِ إنشٍ بالمنزل و كأنه يلتقط الصورة الأخيرة له بعينيه.

" Come to show you your room. "
'تعال لأُريكَ غرفتكَ'

قالت والدة مرام تلك العبارة مع ابتسامة بسيطة قد زينت ثغرها، صعدوا السلالم ليتجهوا ناحية الطابق العلوي حيث اختارت له غرفة تقع على يسار السُلم إلى جانب غرفة مرام و أمام غرفة أحمد.

فتح باب الغرفة ببطءٍ ثم جال بعينيه الغرفة، أخذت اللون الأزرق المائل للون السماء، فـبدا و كأنه يُحلق بين السحاب كُلما خطا خطوةً داخل الغرفة، و بالسقف تتدلى ثُرية ذهبية اللون بسيطة التصميم يخرج منها أذرع طويلة نسبيًا مُزينة بِـلآلئ فِضية صغيرة زاتها رونقًا و جمالًا.

بـمُنتصف الغرفة يوجد سرير متوسط الحجم مع ملاءة بيضاء يتداخل مع بياضها بِضعة رسوماتٍ بسيطة فـكانت الملاءة كالسحاب وسط سماء الغرفة.

" It's very amazing!"
'إنها جميلة جدًا!'

قال آسر باندفاعٍ سارحًا بجمال الغرفة غير آبهًا بنبرته التي علت قليلًا حين تحدث فجأة، نظرت إليه والدة مرام بسعادة لأن الغرفة قد أعجبته، هي قد كانت أعدت تلك الغرفة لتأتي إليها عندما تشعر بالحزن، فـذلك اللون السماوي وسط عتمة الليل يبعث إليها شعورًا مختلفًا.

ظلام الليل وسط لون السماء المطلي به الغرفة يُهيئ لقاطنها أنه يطير وسط السُحب خلال الليل لتلفح وجهه النسمات الباردة التي تتسلل عبر النوافذ و الشُرفة التي دائمًا ما تترك مفتوحة، فـيُلاشي شعور النشوة ذلك أي حزنٍ يسكن القلب ليمحي آثاره.

" I made this room for relaxing"
'لقد صنعتُ هذه الغرفة للاسترخاء'

قالت والدة مرام ليومئ آسر بإعجابٍ متأثرًا بذلك اللون الذي اتخذته الغرفة الذي لم يكن سوى لونه المفضل.

" Where is Ahmed?! Is he outside? "
'أين أحمد؟! هل هو بالخارج؟'

سأل آسر موجهًا حديثه إلى نور-والدة مرام- لتجيبه على الفور مع الإبقاء على ابتسامتها

" He is sleeping from the last night.I was going to see him "
'هو نائم منذ الليلة الماضية، كنت ذاهبة لرؤيته'

ازداد قلق مرام عليه فـهي لم تره مطلقًا و لو صدفةً قبل رحيلها صباحًا، كما أنه لم يذهب للجامعة فـجزمت حينها أنه لا يمتلك محاضراتٍ لليوم.

بينما هم منشغلون بالتفكير بأحمد، كان آدم داخل المطبخ يُعد طعامًا فـهو لم يستطع تناول الكشري بعد أن ألهب حلقه حرارةً.

أخرج كيسًا من المعكرونة ليضعها داخل الوعاء الموضوع على الموقد و يمتلئ نصفه بالماء، ثم وضع بـإناءٍ آخر صلصة من الطماطم ليتركها قليلًا مع وضع بعض البُهارات المختلفة من الملح و الفلفل و غيرها.. ثم مزج الاثنين معًا ليحصل على معكرونة بالصلصة كما أراد ثم يُكمل إعداد الدجاج.

بعد مدة كان قد انتهى من الطهي بـمساعدة قناةٍ ما قد استمع إليها عبر هاتفه، نظر إلى الطعام بـرضا ليتحدث بـفخرٍ

«حتى أجمد المطاعم متعرفش تطبخ زيي كدا، معرفش الناس عايشة ازاي من غير طبخي! أنا لازم أفتح مطعم عشان الناس صعبت عليا..»

أخذ يتناول طعامه بينما يشاهد التلفاز و لكنه قرر أخذ صورة سريعة للطعام أولًا ليبعث بها إلى مرام و يخبرها أنه أصبح يجيد الطهي و أنها يجب أن تتذوق طعامه و حينها لن تتناول الطعام التي تعده والدتها.

انتظر ردًا منها إلى أنها لم تكن تجيب، انقضت نصف ساعة و مازالت لا تجيب لذلك ظن أنها بـرفقة آسر ليقضم شفتاه بغضبٍ فـذلك الآسر سيلتصق بها كظلها تمامًا كما يفعل أحمد.

- محتاجك بكرة ضروري في الشركة.

جاءت تلك الرسالة من والده ليعبس وجه آدم فـهذا ما كان ينقصه! حتى و إن كان اليوم قد ابتدأ بـخروجه رفقة مرام إلا أن ظهور آسر فجأة قد أفسد اليوم و ها هي الآن لا تجيب على رسائله و ما زاد اليوم سوءًا هي تلك الرسالة القادمة من والده التي أفسدت اليوم أكثر!



اثنان على واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن