المستحيل

370 45 19
                                    

«دا مش هيدخلني»

قالت بتوتر لينظر لها هو بابتسامة نصر، فـلقد انتصر لنفسه أخيرًا، و لكن ملامح وجهه تجهمت عندما وجدها قد شرعت بالبكاء

«بتعيطي لي؟ دا على أساس إن حد بيطيقه أصلا!! »

قال متسائلًا عن سبب بكائها بدون أية أسباب قوية-بالنسبة إليه-

«طب انت بتحب الطرد لكن أنا لا، أنا عاوزة أخلص السنة دي بقى، أنا تعبت من الكلية»

«تعبتي من تاني يوم ليكي هنا!!»

قال بتعجب لتنظر هي بدرامية ثم تحاول تغيير مجرى الحديث لصالحها

«أيوة الدكتور دا بيخوف أوي وأنت السبب من الأول»

«آه، دا انتي بتقلبي الترابيزة بقى، لا عارف أنا الحاجات دي!»

قال ممثلًا التأثر لتتجه هي إلى الداخل بينما يهُم هو باللحاق بها

«طيب لو قلتلك إني ممكن أدخلك حالا؟»

نظرت له نظرة ذات مخزى، حملت تلك النظرة في طياتها العديد من الكلمات التي لم تتفوه بها، كانت تحمل تلك الجملة الشائعة'كان القرد نفع نفسه'

أخرج هاتفه و بدا حينها و كأنه شخص شديد الأهمية ثم أجرى مكالمة استمرت بضعة دقائق، لم تمر سوى دقيقتان بعد المكالمة حتى تصله رسالة، بعد رؤية محتوى الرسالة أخذ آنچيل ثم دخل كلاهما إلى قاعة المحاضرات

نظرت إليه بتوتر ليُطمئنها بنظراته ثم تدخل خلفه، ما أدهشها هو عدم إبداء الدكتور أي ردة فعل تجاههما، أيعقل أنه و بمكالمة واحدة منه استطاع جعل الدكتور يدخلهما؟!

لابد أن هناك أمرًا ما لا تعلمه هي بعد، و لكنها ستحاول معرفته، فقد أثارت تلك المكالمة القصيرة فضولها، لقد حاول ذلك الشاب أن يبدو بصورة جيدة، لقد بدا لها و كأنه عميد الجامعة بفعلته تلك، أردات منه تفسيرًا عمَ حدث.

«بعد كدا احفظي الطرق كويس عشان متتوهيش!»

قال الدكتور بغضبٍ مكتوم و هو يتوعد لذلك الشاب بجانب مرام و لكن الآخر بادله نظرات باردة ليُحيل نظره عن الشاب.

«أكيد»

اكتفت هي بتلك الكلمة كـرد على تلك الأجواء المتوترة، بينما نظر إليها الدكتور بمعنى'لا بأس' لتجلس بجانب ذلك الشاب الذي أنقذها بمكالمته حتى و إن كانت لا تعلم بعد مضمونها

أكمل الدكتور ما كان يفعله بينما حاولت مرام الإصغاء جيدًا، ولكن ذلك الأمر يتسلل إلى ذهنها من الحين و الآخر و بقي بـذهنها سؤال واحد أرادت له إجابة

«من يكون ذلك الشاب؟!»

بعد انتهاء المحاضرة خرجت مرام برفقة الشاب عازمةً على سؤاله عن الأمر و لكن قبل أن تتفوه بحرف كان أحمد واقفًا أمامها

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now