اللقاء الثاني

437 47 17
                                    

توالت الأيام و صداقتهم مستمرة إلى أن جاء أول يومٍ لهما بالجامعة، دخلا من البوابة سويًا يتلفتون حولهما بتيه، قابلتهم نوران لتدل كل منهما على قاعة المحاضرات الخاصة بتخصصه.

كانت مرام قد تأخرت دقيقتين على المحاضرة بالفعل، أول يومٍ لها بالجامعة وقد تأخرت، و لكن لا بأس فـهما دقيقتان فـحسب

دخلت قاعة المحاضرات بتوتر لينظر لها الجميع و قد حاولوا إخفاء ضحكاتهم، فالدكتور سيفرغ غضبه عليها الآن، لطالما طرد من يتأخر و لو لدقيقة واحدة

«lam so sorry إني اتأخرت في أول يوم ليا »

قالت مرام محاولة إخفاء توترها الشديد لينظر لها الدكتور بتفحص محاولًا تذكر أين رآها من قبل، كذلك حاولت هي التذكر ليبتسم هو على الفور و يسمح لها بالدخول

«متتكررش تاني،أنا سمحتلك تدخلي بس المرادي عشان أول يوم ليكي و متعرفيش الأماكن»

شكرته مرام مع ابتسامة ليكمل هو الشرح و ينظر إليها من الحين للآخر كما فعلت هي، فـكلما تذكرت ذلك الموقف تعود تلك الابتسامة البلهاء لتزين ثغرها، بقيت على تلك الحالة حتى أشار لها أحد الطلاب الجالسين بجوارها

«لو سألك حالًا أنا وقفت فين أو سألك سؤال، هيحرجك قدام الطلبة كلهم!»

قال بنبرة جدية لتفيق من شرودها و تنظر إليه ببلاهة، فـما قال قبل قليل لم يصل إلى مسامعها ليعيد الكرّة و لكن الدكتور كان قد انتبه له بالفعل

«الولد اللي لابس تيشرت أحمر، اطلع برا و متحضرليش تاني!»

قال بغضب لينظر إليه الجميع خاصةً من يرتدون الأحمر، و لكنه خصص كلامه

«اللي قاعد جمب البنت الأجنبية!»

نظر إليه الجميع مجددًا، و لكن تلك المرة نظرت له مرام بارتباك فـذلك الشاب سيطرد بسببها، لقد كان يُنبهها فقط حتى لا تطرد، و لكنه الآن سيُطرد و بسببها!

لطالما حاول تجنب ذلك الدكتور بالذات، أيُطرد بسبب أنه كان يحاول تحذيرها فقط؟!!

لم يعلم بالبداية أنه المقصود و لكن عند النظر إلى الجالسة بجواره يتضح من ملامحها أنها ليست مصرية، فتلك العيون الخضراء و الشعر الأشقر و ملامحها الأوروبية لا يُعقل أن تكون مصرية، كما أنه يرتدي الأحمر بالفعل

استقام من موضعه بهدوء و خرج من القاعة تحت أعين الطلبة المذهولين دون أن ينبس ببنت شفة، جل ما يدور بأذهانهم الآن هو سؤال واحد

كيف و لماذا طُرد هذا الشاب؟

فـلطالما كان من الطلبة المميزين و قد حصل على المركز الأول بينهم منذ السنة الأولى له بالجامعة، فـكيف يُطرد الآن؟

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now