فداء

223 18 1
                                    

خرج الطبيب ليهرع إليه أحمد سائلًا إياه عن حال آدم، نظر إليه الطبيب بأسى ثم تحدث بحزن:

-حالته مش مستقرة خالص، نزف كتير جدًا ومحتاج دم حالًا وللأسف فصيلته نادرة ومش متوفرة حاليًا في المستشفى...

أجاب أحمد سريعًا مستفسرًا:

-طب فصيلته اي واحنا نحاول نلاقيها المهم يا دكتور يبقى كويس!

أخبره الطبيب بسرعة بفصيلة آدم التي كانت مطابقة تمامًا لأحمد لذلك يتطوع بلا تردد بالتبرع له بالدم، كان آسر في تلك الأثناء قد وصل بالفعل ليسأل أحمد عن حالة آدم.

أجابه أحمد بالإنجليزية شارحًا له الوضع ليمسك به آسر مانعًا إياه من التبرع، فأحمد يعاني من فقر دم حاد وإن أعطى آدم من دمائه سيشعر بضعف وخمول تام ولكن أحمد لم يستمع إليه ولا حتى إلى الطبيب الذي حذره من خطورة الأمر.

جهزه الطبيب لسحب الدم وبالفعل قام بسحب كمية لا بأس بها، ولكن كما توقع الطبيب لم يحدث تجلط لدمائه بعد السحب بل ازداد نزيف ذراعه بشكل رهيب.

حاول الطبيب الضغط على منطقة السحب وتضميدها جيدًا حتى يتوقف النزيف ولكن النزيف تفاقم وأصبحت الضمادة مغطاة تمامًا بالدماء، بذلك الوقت أمر الطبيب بجلب طبيب آخر للاهتمام بآدم وإعطائه الدماء اللازمة بينما هو سيتولى أمر أحمد.

طلب الطبيب سريعًا من آسر احضار دواء "الأيبوبروفين" الذي يعمل كمثبط لنشاط الصفائح الدموية ولكن لا جدوى من استخدامها، فقرر الطبيب إجراء جراحة للسيطرة على النزيف سريعًا قبل أن يهدد حياة أحمد بالخطر.

في مقر الشرطة يجلس والد مرام بعد أن قدم بلاغًا باختطاف ابنته من قِبل زعيم تلك العصابة، وقف فجأة وهو يصرخ بهم بأن يجدوا ابنته سريعًا قبل أن يفعل بها ذلك الخاطف شيئًا.

ولكنهم هددوه بالسجن إن لم يتوقف عن تصرفاته تلك، هم يتفهمون جيدًا وضعه بعدما اختُطفت ابنته الوحيدة ولكن هذا لا يسمح له بأي شكل بالتعدي على رجال الشرطة، فهم يفعلون ما بوسعهم للقبض على الخاطف وايجاد ابنته.

سمعت مرام والفتاة برفقتها صوت بالخارج لتحتضنا بعضهما البعض، كانت مرام ترتعش بقوة خوفًا مما سيحدث تاليًا وتتشبث بصديقتها الجديدة وكأنها على وشك إخفائها بين ضلوعها حتى لا يتمكنوا من قتلها.

دخل زعيم العصابة إلى الغرفة ضاحكًا بسخرية بينما اجتذب ذقن مرام إليه بعدما أبعدها عن الفتاة ثم تحدث أخيرًا قاتلًا الصمت:

-أنت مفكرة إن اللي عمله البيه بتاعك دا هيعدي كدا؟ تبقي غلطانة يا جميل! ولو مفكرة إني مكنتش أقدر أندمه على الجرح اللي في وشي دا ساعتها تبقي هبلة! أنا بس سيبته يعمل اللي هو عايزه عشان لما آجي أخد حقي، أعرف آخده صح!

اثنان على واحدWo Geschichten leben. Entdecke jetzt