قدوم

313 31 10
                                    

فتحت مرام باب الغرفة بعدما طرقت لعدة مرات و لكن لا اجابة تأتيها، دخلت بهدوءٍ رفقة والدتها و آسر الذي قدم لـتوّهِ، جالوا أرجاء الغرفة بأعينهم بحثًا عن أحمد الذي لا أثر له.

خافت مرام كثيرًا عليه، فـليس من عادته التحرك إنشًا واحدًا دون إخبارها، هرولت سريعًا ناحية غرفتها بحثًا عن هاتفها، وجدت الهاتف بعد خمسة عشرة دقيقة من البحث.

هاتفت أحمد على الفور و لكن لا يأتيها أي رد، هل يُعقل أنه قد ترك المنزل دون إخبارهم؟!

قررت أخيرًا الذهاب للبحث عنه و هي لا تتذكر سوى رؤيتها له صباح اليوم، طلب آسر مرافقتها فوافقت حتى لا تصبح بمفردها بينما أصرت والدتها على الذهاب معهم و لكن مرام أقنعتها بالبقاء حتى إذا عاد أحمد تخبرهم بوصوله.

ذهبا إلى الكورنيش فـمن عادته الذهاب هناك و لكنه لم يكن، عندما لم تجد مرام حلًا آخر سوى الاتصال بآدم قررت مهاتفته علّه يعلم أين ذهب.

-أخيرًا فتحتي، أنا بكلمك بقالي كتير

جاءتها كلماته فور أن أجاب عليها لتتحدث سريعًا بنبرة خائفة أقلقته كثيرًا

-مش وقته دا مش وقته يا آدم

فور سماعه كلماتها القلقة تحدث سريعًا مستفسرًا عمَّ حدث و أقلقها إلى ذلك الحد

-في ايه؟! انتي تعبانة طيب؟!

أجابته و الدموع تتكون بـمقلتيها وسط شهقاتٍ قد أثرت على سماعه لِمَ تقول

-براحة طيب مش فاهم حاجة، اهدي و اتكلمي براحة عشان أعرف أسمع.

-أحمد، أحمد مش موجود من الصبح، آكيد زعل و مشي أنا السبب.

تنهد قليلًا بعدما طمأنته بأنها بخير، و لكنه ضيق عينيه بعدم فهم عن كونها السبب في رحيل أحمدمن المنزل

-ازاي؟! انتي السبب؟! عملتي ايه طيب؟!

تساءل بعدم تصديق، فـهو يعلم تمامًا أنها لا تؤذي أحد فـكيف لأحمد أن يترك المنزل بسببها؟!

-أنا زعلته بكلامي جامد الصبح، مكانش لازم أقول كدا خالص.

تحدثت بندم و شهقاتها تكاد تلتهم الكلمات بينما يقف آسر بجانبها يتأمل المكان من حوله، فـهو لا يفهم ما تقوله لذلك آثر التجول بعينيه في المكان.

-طب براحة بس و ابعتيلي اللوكيشن بتاعك و أنا هاجي و ابقي احكيلي بعدين.

أرسلت له الموقع الخاص بها، لم تنقضي الرُبع ساعة حتى كان أمامها بسيارته ليحثُها على الدخول إليها سريعًا، لاحظ وجود آسر برفقتها ليطلب منه الدخول على مضض.

«هنروح فين؟!»

سألت مرام آدم عن وجهتهم ليجيبها ببساطة بعدما ارتسمت ابتسامة فخر على ثغره ليتحدث بـثقة

«أكيد على المطار، هو هيروح فين غير هناك؟! »

فكرت مرام قليلًا في ما قال لتجده حديث منطقي و لكن سرعان ما تسللت إلى ذهنها أفكار أخرى عن إقلاع طائرته إلى فرنسا قبل وصولهما و لكن آدم طمئنها حينما توقع ما تفكر به.

«أنا عارف إنك حاليًا شاكة إنه ممكن يكون سافر، بس على ما يحجز تذكرة في أول طيارة على فرنسا و يوصل المطار و يجهز حاجته كل دا بياخد وقت فـمش هيسافر في ساعتين تلاتة يعني..»

اقتنعت بما قاله فقد كان منطقيًا بالنسبة إليها ليُشغل آدم المحرك متجهًا نحو المطار بأقصى سرعة يمكنه القيادة بها  مع مراعاته لحد السرعة المسموح به.

بعد مدة قصيرة كانوا أمام المطار ليدخلوا جميعًا للبحث عن أحمد، بينما هم يبحثون عنه رأت مرام من لم تتوقع رؤيته أبدًا لفترة من الزمن ليست بالقصيرة.

" Mon père!Vous êtes di'ci?!"
'والدي!أنت هنا؟!"

نظر إليها بحزنٍ شديدٍ بينما حاول إخفاء غضبه منها قدر المستطاع، بادلته هي النظرات و لكن خاصتها كانت لائمة.

فهى إن جاءت دون موافقته، فـهو كان سببًا بحادثٍ لها يومًا ما، رق قلب والدها لتلك النظرة المُعاتبة التي بدت بوضوحٍ عليها ليحتضنها سريعًا بينما الدموع تترقرف من عينيه.

كل ذلك تحت أنظار آدم المحدقة بهما، و بعد ذلك العناق توقع أنه والدها كما أن آسر كان يتبادل النظرات معه لعدة دقائق بـاستنكار ليفصلها مجددًا بحثًا عن مرام و والدها بعينيه.

« مرام! أنتي عرفتي إنه coming'قادم'؟!»

سأل أحمد بينما يمسك بحقيبة خاصة بالسفر و تبدو و كأنها لوالد مرام، بعدما رأت الحقيبة بيده خرجت سريعًا من المطار دون أن تنبس ببنت شفة ليلحقوا بها جميعًا في محاولة لإيقافها.

ركضت مرام بعيدًا بينما تذرف الدموع ليلحق بها آدم ثم يوقفها محدثًا إياها بعدما أحكم قبضته على ذراعها حتى لا تركض مجددًا.

« استني، انتي رايحة فين! كل دا عشان أحمد و باباكي يعني؟!»

قال الأولى بـحدة و لكن نبرته سرعان ما لانت بعدما نظرت إليه و الدموع تملأ مقلتيها لترتخي قبضته قليلًا على ذراعها

«أنا آسف والله مش قصدي، بس عشان متمشيش تاني»

كفكفت دموعها ثم نظرت إليه بحزنٍ لتتحدث بحشرجة

« لا مش عشان كدا، أحمد مقاليش  I didn't  know that he was coming! »
'لم أكن أعلم أنه قادم'

فهم آدم مقصدها، فأحمد لم يخبرها بأن والدها سيصل اليوم أو حتى بأنه قادم، بينما يقف أحمد على بعد بسيطٍ منهما برفقة والدها و آسر يراقبان حديثهما.

اثنان على واحدWhere stories live. Discover now