«هل كنت بطلتك في هذه الحياة؟» الفصل الخامس والاربعون.

Start from the beginning
                                    

ومن جهة اخرى.. ها هي تراه يجرح فتاة بكلامه.. فتاة رفض يوما ان يلحق بها الضرر فقط بسبب عائلتها! لم تفهم ما يخطط له، ولا تدري ان كان حقيقة على مقدرة ان يقتلها.. ما تدريه ان ما تستطيع لمحه في عينيه هي شرارة يمكنها تدمير كل شيء ان لم تصل الى مبتغاها.. ان لم يصل هو اليها!

"لما دِلِير يتصرف بهذا الشكل لَاتُويَا ؟ ما هي طبيعة عمله؟ اليس مجرد رائد اعمال؟ ... كيف يمكنه تهديد الفتاة بالقتل بهذه السهولة؟.." سألت نورسين المتربعة الى جانبها بشيء من عدم التصديق وهي تناظره...
ظلت لَاتُويَا تنظر نحوه لفترة وهي تفكر في سؤال نورسين لتنطق بعدما مجيبة بينما لم تتزحزح عينيها من على دِلِير: "منذ البداية، لم يكن ذلك الرجل مجرد 'مجرد'... منذ البداية وقد ادركت ان ذاك الرجل يحمل في طياته الكثير من الروايات التي ارغب مستميتة في قراءتها.. وبشكل لم افهمه، اصبحت انا واحدة من رواياته!... دِلِير ليس 'مجرد'.. حياتنا لم تكن يوما بهذه البساطة"

همهمت نورسين بشيء من التفهم ولم ترد ان تسألها عن الامر بشكل اعمق..
"من كان يتوقع ان زميلاي في الجامعة سيصبحان بهذا الشكل! حياتكما مثيرة حقا!" ابتسمت نورسين وهي تقول كلماتها التي دفعت بلَاتُويَا ان تبتسم.. بألم!

"للإثارة ثمن يا نورسين!.. لم تكن هذه هي الحياة التي تمنيتها! رغبت ان اتخرج فأفرح والدتي.. تمنيت حياة اكثر بساطة مع اناس احبهم.."

احست الفتاتان بألم لَاتُويَا لهذا قامت نورسين بترطيب الاجواء وهي تقول: "لَاتُويَا، لعلك لا تعلمين بسبب انشغالك في الايام الفائتة.. لكن علامات الفصل الاول قد تم الاعلان عنها.."
جملتها دفعت من لَاتُويَا الى التركيز معها والاشارة لها ان تكمل كلامها..

ارادت نورسين ان تلعب باعصابها قليلا لكنها بدأت مباشرة بالحديث وهي ترى توقها لمعرفة علامتها: "الجميع فخور بك يا لَاتُويَا، حتى احمد ما ان علم حتى وعد ان يقدم لك هدية لن تستطيعي تصورها.. علامتك هي الاعلى في الصف، مبارك لك صديقتي.."

في ذلك الكهف المعتم، بين الحياة والموت التي تدور بها من كل جهة، احست لَاتُويَا بشعاع من الضوء وسط كلماتها!
ابتسمت ... ابتسمت بسبب الخبر، وابتسمت بسبب جملتها الاخيرة .. 'مبارك لك صديقتي..'! الحياة تعيد نفسها ببعض الاختلافات!

احست لَاتُويَا انه ان اكملت في التفكير فلن تستطيع التحكم بدموعها اكثر! منذ ان تعرفت على دِلِير والتحكم في دموعها اصبح ضعيفا.. لا تريد ان تضعف الان!

"اذن فلم يتبقى الكثير.. سوف احقق حلم امي.. لم يتبقى الكثير ويعود كل شيء الى مجراه الطبيعي! سوف اكون عند وعدي لتُولين ولو كان آخر ما سوف افعله!"
ورغم ان نورسين لم تستوعب تماما ما ترمي اليه الفتاة، لكنها فظلت السكوت فلم يكن الوقت المناسب حقا لمثل تلك الاسئلة!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now