«لا تفقد الامل فيها!»الفصل الرابع والاربعون.

Start from the beginning
                                    

"من يدري.. ربما!" اجابته وكأنها لم تجبه..

"هل ستأتين معي بارادتك؟" سأل بهدوء هذه المرة.. هدوء حقيقي!
ناظرته مركزة في ملامحه الجدية.. لا تدري لما هذه الثقة في عينيه! ماذا في جعبته هذا الذي سيجعلها ترضى بالذهاب معه؟
"ولما سأفعل؟.. لا تخبرني من اجل دِلِير لان ذاك الرجل يمكنه تدبركم جميعا!"

"ليس من اجله هو تماما!.. من اجل تولين و.." وقطع كلمته الاخيرة دون اكمالها!

ورغم ان هناك سبب اخر سيجعلها تذهب معهً لم يصرح به بعد، الا ان كل ما رغبت به في تلك اللحظة هو معرفة اي امر عن تولين!
الامر واضح.. لا داعي للتلاعب الان! لعله لا يعلم من هي تحديدا، لكن حقيقة انها على معرفة بتولين لا يمكن نكرانها الان!

"اذن لَاتُويَا دِي رَاشِيل... هل انت تلك الصديقة التي كانت بمثابة اخت لتولين، والوحيدة التي تركت لها رسالة وداع قبل انتحارها؟" قال بهدوء.. وبساطة من يتحدث عن نشرة الاحوال الجوية..

استغرق استيعاب كلامه القليل من الوقت بالنسبة للَاتُويَا... رسالة؟

"اي رسالة؟.." سألت بحيرة!

بعد انتحارها، كانت لَاتُويَا تبحث مستميتة عن اي شيء تركته تولين لها! اي شيء يوضح لها ما سبب فعلتها.. اي شيء يجعلها تتشبث بتلك الخياة البائسة مجددا!
اي شيء منها كان ليبعدها عن دمار نفسي كان ليودي بها الى هاوية الركود..

"همم.. رسالة كانت معي كل يوم ولم أدرك قيمتها الى اليوم! اعتدت على العابي وهم يتركون رسائلهم قبل انتحارهم.. ولعلها كانت هواية لي ان اجمعها وابقيها معي كتذكارهم! لم ارغب يوما في قراءتها! .. انها مجرد كلمات نابعة من بشري لا يقف القدر الى جانبه... وها انت تجعلين من تولين مميزة بجعلي افتح رسالتها لعلي اجد حبلا يقودني لمعرفه من انت!.. اذن فأنت كنت تلك الفتاة التي ما كفت تتعب والداي بقضايا المحاكم الغبية؟.. من قال ان القدر يحب مثل هذه الالعاب!"

ظلت لَاتُويَا تركز فيه وفي كل كلمة قالها بملامح يظهر فيها طيف من الغضب وعدم التصديق ان شخص مثله لازال على قيد الحياة امامها!
برغم انها تعلم من هو وما هو قادر على فعله، الا ان اعترافه المباشر لم تعتد عليه بعد! ما الشيطان الا مخلوق يفتخر بشيطانيته.. وها هو مخلوق هنا تعدى الشيطان بشيطانيته!

اذن في الاخير، تلك الرسالة التي رأتها يوما كانت لها! اذن فتولين لم تختفي دون اثر! .. ماذا تحتوي تلك الرسالة؟ عتاب؟ كره؟... هل تكرهها وارادت معاتبتها بكلماتها؟

تدري ان تلك العلاقة لم تكن مجرد علاقة صداقة جمعتها بفتاة عادية!
كانت لها حياة تحييها كلما احست ان الموت على بعد خطوات منها!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now