«كلنا مرتبطين» الفصل الاربعون..

Start from the beginning
                                    

ظل الشاب ينظر الى ملامحها بنظرات لم تستطع الفتاة فهمها ولا قراءتها!
"ما اسمك يا فتاة؟" سأل الشاب، وهذه المرة رسم على وجهه ابتسامة خفيفة رغم ان عينيه لم يبتسما قط..

"آه.. انا تولين"

"مرحبا تولين.. معك لَازَارُو ديفايو!"

"تشرفت بمعرفتك سيد دِيفايو!" قالت تولين بابتسامة لطيفة على وجهها.
عقد لازارو حاجبيه وكانه لم يتوقع قط مثل ردة الفعل تلك! حسنا، طالما ان الجميع هنا يعلم من هو وليام ديفايو ومن هو ابنه، فكل ردات الفعل التي تلقاها بعد ان عرّف بنفسه كان سؤالهم 'اوه.. هل والدك هو الوزير ديفايو؟'..

اراد دوما ان يقول 'لا انا لازارو فقط'، ولقد مرت سنين من عمره اين قرر ان يتخلى عن اسم والده كلما عرف بنفسه، لكن لم يفلح الامر حقا، فلقد كان حلا مؤقتا لمشكل دام حياة بأكملها!

"الا تعرفين من انا؟.. اقصد والدي.." سأل بهدوء رغم ان التفاجؤ كان واضحا في نبرته..
عقدت تولين حاجبيها وكأنها لم تفهم ما يرمي اليه لتبتسم مجددا وهي تحك شعرها: "لست من النوع المترصد انا، وصدقني لم ارك منذ قبل كي احاول ترصدك!"

"احقا الامر هكذا ام انت من تمثلين الغباء بهذه الجدارة؟" سأل بعد ان بانت معالم الانزعاج والغضب على ملامحه..
لم يتعود على مثل هذه الناس البريئة التي تظهر وكأنها لم تُلعن ببشاعة هذا العالم! كل ما تعود عليه هو ناس ولدوا واغتسلوا من شر هذا الكون فأصبحوا يتنافسون ايهم اشد شرا!
بعد اتهام لازارو لتولين، احست بشيء من الغضب يعتليها رغم انها ليست من النوع الذي يغضب بسرعة.

لطالما كانت الهادئة والتي تفكر مائة وعشرون مرة قبل اتخاذ اي قرار ولو كان شراء فستان!..
كانت تمضي وقتها في عالمها الخاص اكثر من العالم الحقيقي! كانت تعلم من هي .. تعرفت على روحها حق المعرفة فرضيت على نفسها!

ورغم صداقة لَاتُويَا مع تولين، الا ان لَاتُويَا كانت عكسها تماما! كانت تلك المتسرعة والتي تغضب على ابسط امر كان!
لم تكن لَاتُويَا من محبذي الهدوء حتما! كان عالمها صاخبا، كانت مفعمة بالحياة ذات مشاعر متاحة للجميع!

"اسمعني يا سيد، لا ادري ما هي حكايتك، لكن هذ-.."
"سيد ديفايو، من فظلك تقدم! لقد بدأت الحصة منذ مدة!" حارس شخصي قال من جانبه بشيء من الحزم.. وكأن فكرة ان لازارو تحدث مع فتاة لتوه لم تعجبه حقا!

ناظره لازارو بنصف عين بملامح فارغة ثم اعاد موضع نظراته كي تستقر في التي امامه!
ثانية.. اثنتان.. ثلاث ثوان وهو يركز في ملامحها دون ان يظهر شبرا من ملامحه!

ولو وقف هناك احدهم لادرك مدى اختلاف هذين البشريين!
فتاة بمشاعر شفافة تسمح لك برؤية باطنها بين عينيها وكان ليس لها ما تخفيه حقا!
وهناك.. شاب احاط نفسه برداء الغموض لدرجة ان لا فكرة ستختلجك حول مكنوناته!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيWhere stories live. Discover now