الخاتمه 3

32K 1.8K 373
                                    

كانت سعاده ماس لا تصفها كلمات طوال طريق عودتهم من حفل زفاف صديقتها برفقه جاسر الذي لم يتوقف عن الحديث والضحك والتغزل بها. ... صمتت لحظات تتطلع اليه والي هيئته الكامله وهو بتلك المثاليه التي ربما لم يعدها بها بلسانه ولكنه ينفذها منذ عودتهم سويا وقد مر عليهم هذا الأسبوع كالحلم الجميل لتعيش معه مشاعر الحب والعشق والشغف والاشتياق وكأنهم زوجان بشهر العسل بينما نافست تلك الأيام بذاكرتها بالفعل ذكرياتها عن شهر عسلهم ...انفلتت تنهيده من شفتيها ليلتفت جاسر إليها : مالك يا حبيتي ؟!
هزت راسها ومالت عليه تحتضن ذراعه وتضع راسها علي كتفه : مفيش حاجه غير أن انا بحبك اوي
ضحك بسعاده ليشاكسها وهو ينفخ صدره بغرور محبب : لسه عارفه ده دلوقتي  .... طول عمرك بتحبيني
ضحكت ماس وهزت راسها : في دي عندك حق
اختطف قبله من وجنتها وعاد لينظر الي الطريق أمامه : وانا بموت فيكي
تنهدت ماس مجددا لتقول بنبره حالمه : الفرح بتاع ريم كان حلو اوي
اوما جاسر لها : هي بنت طيبه تستاهل واحد زي داغر
تنبهت ماس لترفع راسها من علي كتفه قائله باستدراك : اه صحيح انت عمرك ما كلمتني عن سلمي دي
حمحم جاسر وهو يحدث نفسه ( وانا عمري كلمتك عن اي بنت كنت اعرفها )
رفعت ماس حاجبها بتوجس لصمته: وده ايه .... زي سحر برضه
ضحك جاسر وهز رأسه ببراءه مزيفه: لا خالص ....دي كانت جارتنا
رفعت حاجبها : والله ...
اوما لها : طبعا ياروحي .....المهم سيبك بقي من سلمي دي وخلينا في المهم
نظرت له باهتمام : ايه المهم ؟!
مال تجاه أذنها يهمس ببضع كلمات من غزله الجريء ليتطلع الي حمرة وجهها ويتابع كلماته بجوار أذنها والتي ختمها بنظرته العابثه تجاه جسدها : ايه رايك ؟
أخفت ماس عيونها عن عيناه وهزت راسها : لا طبعا
رفع حاجبه بعبث : مفيش اعتراض ....خلينا بس نوصل البيت وانا هقنعك ...
نظرت ماس اليه بتوجس حينما تحرر من قميصه واتجه ناحيتها فور عودتهم الي منزلهم  ...ايه ده انت هتعمل ايه ؟
رفع جاسر حاجبه وهو يقترب منها ويحيط خصرها بذراعيه يقربها من صدره العاري  : هو ايه اللي هعمل ايه ... غمز لها بوقاحه : واحد ومراته رجعاله بعد شهور  هكون هعمل ايه ....؟!
مال تجاه أذنها وهمس ببضع كلمات لتتسع عيون ماس بخجل وتتراجع سريعا مشيرة إليه باصبعها : لا بقولك ايه انسي الكلام اللي قولته ...اصلا مش عارفه انت قولت كده ازاي  ..!!
ازدادت حمرة وجهها وكأنه يقترب منها لاول مره بينما كانت تلك هي حقيقه مشاعرها بعد طول غياب وكأنها عروس لأول مرة تكون معه لتكمل بتهرب محبب :
انا راجعه تعبانه جدا أخري تاخدني في حضنك كده وتنام
اتسعت عيون جاسر باستنكار : انام ... لا مفيش نوم النهارده
أخفت ماس ضحكتها الخجوله : امال في ايه ...
غمز لها بشقاوة : في اللي قولته في ودانك ....
مد يداه تجاه سحاب سترتها الجلديه التي ارتدتها فوق فستانها الرقيق ليحررها منها
وهو يتابع بهمس خطير : بصي بقي انتي تسبيلي نفسك خالص وتخليني أطبق كل الافكار اللي في دماغي عشان من امبارح وانا بتخيلها
وكزتة ماس بكتفه : بتتخيل ايه ياقليل الادب انت !
جذبها إليه وعاد ليهمس لها من جديد بكلماته العابثه التي تناغمت مع نظراته اللعوب ويداه تتحرك الي ازرار قميصها  لتندفع الدماء الي وجهها : جاسر ..!
: جاسر هيتجنن عليكي  ...تابع وهو يداعب ظهرها بأطراف انامله ويهمس بحميميه مجددا : تعالي بس ياماسه
تعلثمت بخجل وهي تبتعد عنه  : ماهو ياجاسر ....
رفع حاجبه كطفل مشاكس : ماهو ايه ....لا ماهو انا مش مجهز كل ده وتقولي ماهو.  ....تعالي يابنت الناس بالذوق
ضحكت ماس : ايه يا بنت الناس دي ؟!
ضحك هو الآخر وهز رأسه : بلاش بنت الناس.  ... تعالي ياقلبي وياروحي ويا حبيتي 
امسك بيدها وقربها إليه ليضع قبله بداخلها وينظر في عيونها قائلا بنبرته الناعمه : حلو كده
قالت بابتسامه واسعه بينما اختطفتها نظراته المولعه بها هيام : حلو اوي ....انسابت بين ذراعيه حينما احتضنها لتحيط عنقه بذراعيها وتتطلع إليه بعيونها التي تأثره : جاسر انت وعدتني هتفضل كده علي طول
اوما واقترب من وجهها بينما امتزجت حبات الهواء بينهم بتلك الجاذبيه المطلقه بين كلاهما وكأنها مغناطيس يجذب كل منهم تجاه الآخر ....تمتم بالموافقه : مم
نظرت إلي عيناه والي ملامحه وكررت : اوعي تكون بتضحك عليا
هز رأسه وتابع اقترابه متمتم : توء
ازدادت لمعه عيونها الهائمه وهي تمرر يداها علي جانب وجهه بحب :  يعني هتفضل كده علي طول
هز رأسه واغمض عيناه بينما تفجرت بداخله كل تلك المشاعر والأحاسيس تجاهها ليختم حديثها بشفتيه التي أطبقت علي شفتيها ... 
................
....
اخذت سعاد الدواء من يد سندس التي قالت
يلا بقي ياطنط سعاد خدي الدواء بتاع قبل العشا
قالت المراه بامتنان : تعبتك معايا يابنتي
هزت الفتاه راسها بابتسامه هادئه : مفيش تعب خالص
هزت المراه راسها : ازاي بس يابنتي ده انتي بقالك اسبوع قاعده تحت رجليا وسايبه كل اللي وراكي ومتحمله قعدتي معاكي
ابتسمت الفتاه قائله بعتاب : كده برضه يا طنط سعاد ....دي قعدتك معايا انا بتمناها من زمان وبعدين  وانا ورايا ايه ...أشارت إلي مجموعه الخيوط والابر الموضوعه بجانبها وتابعت :  وبعدين انا قاعده بشتغل جنبك
تنهدت المراه وربتت علي كتفها بامتنان : ربنا يخليكي ليا ياسندس انا لو كان عندي بنت مكانتش هتعمل معايا اللي بتعمليه ....نظرت إليها وتابعت : انتي بكرة أن شاء الله هتتعبي معايا شويه وتاخديني اقبض المعاش وبعد كده نشوف اي اسطي يجيي يوضب ليا الشقه مكان الحريقه
هزت سندس رأسها : ومستعجله علي ايه ....انتي قاعده معايا بدل قعدتي لوحدي وقعدتك لوحدك ...خليكي يا طنط معايا
أومات المراه : هفضل معاكي كام يوم بس برضه خليني أوضب الشقه
هزت سندس رأسها قائله : انا هقوم اجهز العشا
أسرعت الي تجاه باب الشقه ما أن استمعت لصوت فتح الباب المقابل لتتطلع من خلال فتحه العين السحريه لتري ذلك الغامض يخرج من باب شقته وعلي الفور كانت تتجه الي الشرفه تتظاهر بجمع الغسيل وهي تتطلع إليه بينما يركب سيارته
تنهدت وتلك الفراشات التي لاتعرف لها سبب تراود معدتها لرؤيه ذلك الرجل ....!
تنهدت وهي تعود إلي الداخل ومازالت تلك الابتسامه الحالمه مرتسمه فوق شفتيها كأي فتاه تري رجل كامل مثله ...أنه كبطل من ابطال الافلام بالنسبه لها ...تنهدت وتابعت تحدث نفسها ( بس لو يتكلم كلمتين علي بعض )
.......
....
جلست ياسمين تدندن أحدي الأغنيات وهي ترسم بينما مرت عليها الايام بسعاده كالحلم ... اخيرا أصبحت تعيش الهدوء و السعاده التي طالما حلمت بها  .... مضي كل شيء ولم تتوقف عن شيء بالماضي مجددا فقط دعت كل شيء يمضي الي سبيله ونظرت الي امامها دون نظرة واحده للخلف وهاهو صالح لايترك في جهده شيء لاسعادها بينما ياسمين منذ أن عرفها وهي بسيطه ترضي بالقليل ولكن اين القليل في هذا العقد الخلاب الذي دخل يحمله إليها ....اتسعت عيونها ولمعت بالانبهار : صالح ده ...هز رأسه وهو يبتسم بينما يمسك بكلتا يداه ذلك العقد الضخم الذي طلبته منها أحدي النساء والتي تعيش بالخارج وعكفت ياسمين على تصميمه كما أرادت المراه شيء مبهر وخلاب يمتد من عنقها ويغطي كامل صدرها لتتفاجيء بصالح يحضر نسخه لها منه والتي طلب من الحاج ابو النجا أن يصنع من تصميمه واحد لياسمين ليفاجئها به وحقا كم كانت مفاجاه
لتهب ياسمين من مكانها وتمسك العقد : صالح ده كتير اوي اوي
احتضنها صالح وقبل وجنتيها: مفيش حاجه كتير عليكي ....انا حسيت أنه عجبك وقولت لازم يكون عندك واحد زيه
ضحكت ياسمين بعدم تصديق : عجبني عشان كبير بس انا عمري ما لبست حاجه زيه ....ازدادت ضحكتها وتابعت : انت كده بقيت الشيخ صالح
ضحك صالح وتقمص شخصيه الثري العربي : والشيخ صالح تحت امر الشيخه ياسمين
ضحكت ياسمين وأخذت العقد الثقيل للغايه من يده واتجهت الي المراه لتجربه ولكن صالح أوقفها سريعا : لا ...لا ...ده مش بيتلبس كده
نظرت له ياسمين بعدم فهم ليميل علي أذنها يهمس ببضع كلمات لترفع ياسمين عيناها المتسعه تجاه صالح الذي همس في أذنها بتلك الكلمات لتهز راسها ....لا بتهزر
هز صالح رأسه ولمعت النظرات اللعوب في في عيناه : لا طبعا بتكلم جد
خفضت ياسمين عيناها سريعا بخجل : لا طبعا
قربها صالح إليه ويداه لاتتوقف عن التحرك علي طول ظهرها بتلك الحركات التي جعلت الدماء تهدر بعروقها بينما بدأت تذوب من همسه : مش انتي اللي قولتي أن العقد ده يتلبس لوحده من غير اي حاجه ...!
أومات ياسمين ضاحكه: اه قصدت مش محتاج بهرجه هو لوحده كفايه
لمعت النظرات اللعوب بعيون صالح قائلا : وانا برضه شايفه كفايه ....
خفضت ياسمين عيونها بخجل وهي تهز راسها ليتجه صالح الي الفراش الوثير يتمدد عليه قائلا بعبث : انا قاعد اهو ومستني اتفرج علي العقد ....
وليته لم يطلب بينما اختطفت انفاسه حينما خرجت بعد قليل وقد ارتدت تلك القطعه الذهبيه الخالبه للأنظار فوق قميص حريري قصير للغايه باللون الذهبي الذي زاد من جمال العقد فوق عنقها المرمري وتماوجت طياته فوق بطنها المنتفخه بينما زاد الحمل من جمالها كما فعلت بها تلك السعاده التي يرسمها صالح بعالمها ...ابتلع صالح ببطء بينما عيناه تكاد تقفز من مكانها مع كل خطوة تخطوها ياسمين تجاهه لتتوقف أمامه وتسأله بخجل : ايه رايك ؟!
بصوت مغوي نطق صالح وهو يحيطها بذراعه وعيناه تكاد تلتهمها : رأئي مش بالكلام ....وبالفعل تحركت شفتاه ولكن ليس لقول شيء بل لتذوق شفتيها بتلذذ وتنعم بحبها الذي لم يحلم طوال حياته بشيء سواه وهاهو اخيرا ترسو سفينته علي بر الحب والسعاده برفقتها بعد أن مزقته امواج الحياه الضارية .
........
...
تلهفت سندس وهي ترفع تلك القطعه بين يديها أمام عيون سعاد : ها ....ايه رايك يا طنط ؟
قالت المراه التي وضعت نظارتها الطبيه فوق عيونها وأخذت تتفحص بانبهار تلك القطعه التي حاكتها سندس بيدها :  حلو اوي
عضت سندس علي شفتيها بخجل وهي تسألها : يعني هيعجبه
ابتسمت المراه قائله :  شغل ايدك بيعجب الناس كلها
جلست سندس علي تلك الاريكه حيث اعتادت تشغل نفسها بحياكه هذا الصوف بينما تعلمت الاشغال اليدويه من سعاد وطورت من مهاراتها كثيرا وأصبحت تبيع مشغولاتها وتعيش من مكسبها بالاضافه لمعاش ابيها البسيط .... شردت قليلا بتفكيرها الذي لم يعد يبرح مكرم وجوده به بينما اختطفها بهيئه وشخصيته التي لم تتبين منها الكثير ولكنها لا تتوقف بشغف عن محاوله معرفه اي شيء عنه وعلي استحياء كانت تتصنع بعض الفرص لرؤيته سواء في طريق نزوله أو صعوده الدرج بينما هو غامض للغايه يكتفي ببضع كلمات باقتضاب حتي حينما أصرت سعاد علي شكره بنفسها اكتفي بالرد الهاديء الذي لم يتجاوز كلمتين ....قضمت أظافرها وهي تستحضر صورته الوسيمه بخشونه بينما اخذت تفكر في سبب عيشه بمفرده ولماذا هو صامت واين يذهب و...و. .و ..تفكير كثير جعل عيونها تتسع حينما
شعرت أنها تجاوزت بتفكيرها به لتزجر نفسها ( ايه اللي بتفكري فيه ده يا سندس ... مالك وماله  )
قبل أن تتابع تأنيب نفسها كانت تقفز من مكانها سريعا ما أن استمعت لصوت خطوات علي الدرج لتسرع تجذب تلك القطعه بيدها وتتجه مسرعه الي الباب وهي تهندم من حجابها ....حمحمت وهي تفتح الباب لينتبه مكرم إليها ويلتفت وكعادته فقط يكتفي بايماءه بسيطه من رأسه ....استجمعت سندس شجاعتها واسرعت ترفع يدها اليه بتلك القطعه لينظر لها مكرم بعدم فهم : ايه ده ؟
تعلثمت سندس وشعرت بالحرارة تندلع بدماءها كما قفزت تلك الحمره القانيه الي وجهها بينما تقول :  ده ....ده ..بلوفر
اوما رافعا حاجبه بعدم فهم  : شايفه .... قصدي بتهديهولي ليه ؟
ازداد تعلثمها ولم تجروء علي النظر لعيناه وهي تقول :  اصل اصل البلوفر بتاعك باظ في الحريقه ففكرت. ...قصدي يعني انا وطنط سعاد فكرنا اننا نعمل واحد تاني ليك ...قصدي يعني نشكرك و...و ...
غرقت بخجلها لتمد يدها المرتجفه الي ذلك البلوفر الذي حاكته ببراعه لامثيل لها : ده شغل ايدي ....انا لقيت انك بتلبس اسود كتير اوي فعملته اسود ....وكمان خيط حلو جدا هيعجبك وكمان ....كمان يعني افتكر مقاسه هيطلع مضبوط ولو في حاجه مش عجباك انا أقدر افكه واعمله تاني و.....كالعاده شعرت أنها تحدثت كثيرا لترفع عيناها ببطء تجاه وجهه لتري واخيرا شبه ابتسامه مرتسمه علي جانب شفتيه بينما من فرط بساطه تلك اللفته منها إلا أنها اختطفت قلبه وجعلته يتحرك بمشاعر لا يفهم منها إلا هذا الاهتمام من جانبها لتحيك له ستره .!
بدي الإحباط بعيون سندس من صمته الذي اعتادته لتخفض عيونها التي هددت بالدموع وهي تقول بصوت متحشرج وتسحب الكنزه من يده  : انا عارفه أنه مش غالي طبعا زي بتاعك بس ...بس انا
تفاجأت به حينما استعاد الكنزه من يدها وقال بنبره ممتنه : بالعكس حلو اوي
قفزت السعاده من عيونها كطفله صغيره : بجد ...بجد عجبك
نالت واخيرا ابتسامه صريحه منه وهو يهز رأسه : متشكر اوي ...تعبتي نفسك
عادت لتتحدث كثيرا كعادتها : مفيش اي تعب بالعكس أنا بحب التريكو اوي وكمان الكروشيه ....لو عجبك انا هعملك كوفيه كمان
ابتسم مكرم وهو رأسه بامتنان : لا متتعبيش نفسك ده كفايه اوي
ابتسمت سندس له قائله : مبروك عليك
اوما لها بابتسامه ليقف كلاهما قليلا بصمت بينما هربت منها الكلمات كما لم يجد مكرم كلمه يقولها وقد تبعثر تفكيره من تصرفات تلك الفتاه البسيطه التي تتسرب بتصرفاتها العفويه الي قلبه الذي ظنه فقط ملك لتلك التي لم يجرؤ يوم ولو لنفسه حتي بالاعتراف بأنه يحبها لتتبدل تلك الصورة بأخري تماما لمشاعر غريبه تغزو كيانه .....أخرجهم صوت سعاد من هذا الصمت بينما تنادي سندس : سندس ...انتي فين ياسندس
قالت سندس سريعا : انا جايه ياطنط ....لحظه
أشارت له : طنط سعاد بتنادي
هز رأسه لتقول بنبرتها الهادئه : تصبح علي خير
اوما مكرم واستدار تجاه باب شقته : وانتي من اهل الخير
تمهلت سندس وهي تغلق الباب بينما لاتريد أن تفوت علي نفسها فرصه رؤيته إلي أن أغلق باب شقته لتسرع الي سعاد : نعم ياطنط
قالت المراه بابتسامه : كنتي بتكلمي مكرم
أومات سندس بسعاده وهي تتذكر ابتسامته وكلماته بينما لأول مرة يتحدث معها أكثر من كلمتين .
.........
.....
استغرب مكرم تلك المكالمه التي أتت له  من صالح هذا الصباح وسرعان ما أزال صالح دهشته وهو يخبره بأنه يريده أن يعمل لديه ليحمحم مكرم متسائلا : شغل ايه ؟!
هز صالح كتفه : اللي يعجبك .... عندك المكتب والمزرعه والثلاجات ...تقدر انت ورجالتك تشتغلوا فيهم من النهارده ومش هنختلف علي اي حاجه
ارتسمت ابتسامه علي طرف شفاه مكرم الذي قال ببديهه : واضح أن ياسمين هانم وصت سيادتك عليا
ضحك صالح وهز رأسه : هو حق ربنا اه بس ده ميمنعش اني انا عاوز كده ....نظر له وتابع بجديه : انت راجل محترم يا مكرم ووقفت جنب ياسمين وحتي حمايا واصلا مفيش حد قال عنك الا انك راجل يعتمد عليك واحسن حاجه عملتها انك سبت السكه الشمال وعشان انا عارف أنه صعب عليك تكمل قولت اساعدك ولو بخطوة
نظر له مكرم بامتنان ليتابع صالح بإصرار : عارف انك ممكن ترفض بس انا مش هقبل انك ترفض ولو مش عشانك عشان رجالتك ...ساعدهم هما كمان يكملوا صح ....حرام واحد منهم يروح بسبب واحد زي زياد يكون مجبر يشتغل معاه ...خلينا كلنا نساعد بعض
انا محتاج واحد اعتمد عليه .
.............
.....
مضت مركب الحياه علي الجميع بهذا الشهر بهدوء وسعاده علي الجميع اختتمها حفل زفاف محمود وبسمه التي كادت تطير من السعاده بينما رزقت بزوج مثل هذا الشاب الذي حتي الآن لم تري به عيب واحد
عقدت ماس حاجبيها وهي تتابع مشاكسه جاسر : بطل غلاسه بقي ياجسورة احنا في فرح
ظل جاسر متمسك باقتضاب ملامحه وهو لا ينظر إليها : انا ساكت اهو
مالت عليه تحتضن ذراعه بدلال : وانا مش عاوزاك ساكت
التفت لها رافع حاجبه : عاوزني اتخانق معاكي ؟!
هزت راسها سريعا : لا مش للدرجه دي ....ابتسمت له بدلال : عاوزاك تعديها
نظر لها بطرف عيناه التي تحركت تتأمل فستانها الذي صممت علي ارتداءه ليتبرطم بغيظ : طول ما انتي لابسه الفستان ده الاحسن تختفي من قدامي
ضحكت ماس علي غيرته التي لم تقل مهما حاول السيطرة عليها لتدغدغ غرورها كأنثي بينما تقول بتدليل : جسورة الفستان مفيش فيه حاجه خالص
نظر لها بغيظ : لا يا شيخه ... علي أساس ايه
عضت علي شفتيها وقالت بغرور محبب : علي أساس أنه فستان عادي بس حلو شويه عليا
تأملها جاسر بحب فاض من عيناه : شويه بس
ضحكت ماس قائله : شوفت بقي ....مالت عليه ووضعت يدها علي ساقه من أسفل الطاوله :جسورة متزعلش بقي ....تابعت تمرير يدها ببطء بجرأه علي ساقه  بينما تهمس باغواء أصبحت ماهرة به : هصالحك لما نرجع
لانت ملامحه وابتلع ببطء مما تفعله ليفشل في التمسك بجبينه المقطب وسرعان ما يعود طفلها المدلل وهو يهتف : بقيتي بتضحكي عليا
هزت راسها وقالت بابتسامه واسعه بريئه : خالص يا حبيبي ....اسمها بحبك وبقفل باب الخناق
فعلت حركتها الافاعيل به بينما لا تتوقف يداها عن بعثره مشاعره كما لم يتوقف لسانها عن حلو الكلمات : يا روحي انا مقدرش علي زعلك ابدا ....وبعدين انت مش عاوزني اكون حلوة والناس تقول انك اتجوزت واحده مش حلوة زيك
ضيق جاسر عيناه بغيظ واه من مكرها ودهاء الانثي التي نالت منه بينما أصبحت ماس ماهرة في تجنب تلك الخلافات اليوميه البسيطه بينهم ...تفعل ما تريد ولكنها ببساطه لا تجعله يفهم هذا وكأنه المسيطر ...تري ثوبها عادي ولكن غيرته مازال تتحكم به لذا لا تستفز غضبه اطلاقا بل تروضه وكم أصبحت ماهرة حتي أنها لا تتذكر يوم خلاف بينهم منذ عودتهم لبعضهم .....
احتضنها جاسر يراقصها علي انغام تلك الموسيقي الهادئه ومعها تذوب اخر قطرات غضبه وتختفي لتمضي الليله سعيده كما تمنت ......
..........
....
يعرف محمود ماتشعر بسمه به بتلك اللحظات ما أن وضعت قدمها بمنزلهم ....أنها فتاه بمنزل غريب تماما وحدها معه لذا يتفهم تلك الارتجافه التي أصابت جسدها ....هديء من فوران مشاعره ليعرف كيف يهدئها هي اولا لذا ارتسمت تلك الابتسامه الهادئه علي شفتيه بينما يقول بصوت اثر : مبروك يا حبيتي
خفضت بسمه عيونها بخجل شديد من سماع تلك الكلمه ليذوب محمود بتأمل جمالها بفستانها الأبيض الذي افترش ذيله الطويل معظم الارضيه حولهم ....لمعت عيناه بتلك الفكره التي استحضرها لصرف تفكيرها عن خوفها ليقول وهو يمد يداه يحمل ذيل فستانها الطويل : كل ده ديل فستان ....طويل اوي
ابتسمت بسمه بسعاده وهي تمسك بذيل ثوبها المطرز بعنايه : طول عمري كان نفسي البس فستان فرح بديل طويل اوي ....وكان كل ما يجي فرح في التليفزيون اقول نفسي البس فستان زي كده وقعدت انزل صور كتير لفساتين بديل طويل ومع أن فيروز وماس قالولي الموضه الفستان البسيط بس انا صممت اعمل الديل كده ...حلو
اوما محمود وهو يتطلع الي حسن اختياره  : حلو اوي ...
غمز بشقاوة وتابع : بس مش احلي منك
احمرت وجنتها خجلا لتخفض عيونها سريعا عن النظر إلي عيناه وتعض علي شفتيها ....نظر لها محمود وهو يضع أنامله أسفله ذقنها ويرفع وجهها إليه قائلا بتأمل : انتي حلوة اوي يابسمه ....
هربت بعيونها من عيناه بخجل ليبتسم محمود ويعود مشاكسا : انا حاسس ان ديل الفستان عامل زحمه في المكان ...ايه رايك تغيري الفستان
اتسعت عيون بسمه بهلع لتهز راسها سريعا : ايه ده ....لا ...لا
ضحك محمود علي خجلها قائلا : وهو انتي هتفضلي بالفستان كتير .....مال تجاه أذنها وهمس : ده حتي كانت تبقي فضيحه ليا ...!
أسرعت بسمه تلملم أطراف فستانها بخجل شديد وتتجه الي الغرفه بخطوات متعثره لتتفاجيء بمحمود يستغل الفرصه ويحمل معها ذيل فستانها قائلا بشقاوة محببه : هساعدك .... تابع بخبث وهو يدلف معها الي الغرفه : حلوة فكره الديل دي .... 🫣
.........
....
كبحت مي ذلك الشعور بالألم الذي يراودها منذ الصباح لتخفي ملامحها المتألمه فور عوده مالك الذي اتجه إليها يقبل وجنتها ويحتضن ادم : عامله ايه يا حياتي
ابتسمت له وهي تبتلع المها : كويسه الحمد لله وانت
تنهد مالك بارهاق وهو يفك بضع ازرار من قميصه : مرهق اوي يامي ...مش عاوز الا دوش سخن واحضن السرير
أومات مي قائله وهي تربت علي يده : ماشي ياحبيبي ادخل خد دوش وانا هجهز ليك اكل خفيف ..اتعشي ونام علي طول
هز رأسه : لا ياحبيتي مش قادر ...انا هنام علي طول
قبل وجنتها مجددا وقبل ابنه : تصبحوا علي خير
تركت مي لملامحها المتألمه العنان ما أن قام مالك لتضع يدها بألم علي ظهرها الذي يؤلمها بقوة
اخذت طفلها لينام وظلت بجواره تحاول فرد ظهرها لعل الالم يقل ولكن بعد منتصف الليل لم تعد تحتمل
لتتجه بخطوات واهنه الي غرفتها لتوقظ مالك ومع كل خطوة يزداد المها الذي خشيت أن تخبر به أحد عقاب لنفسها عن ذنبها الذي مازالت تفكر به تجاه فقدان أخيها وزوجته طفلهم بسببها ....كلما شعرت بألم في حملها فكرت بيأس أنها تعيش ما عاشته ماس بسببها لذا تكتم الالم بداخلها بقبول ورضي عن عقابها ....افلتت دمعه ساخنه من عيونها حينما اشتد احساسها بالخوف الضاري علي طفلها وهي تفكر للحظه أنها ستفقده كما فقدت ماس طفلها ....انتفض مالك بهلع لرؤيتها بالك الحاله : مالك يامي ؟
قالت بصوت واهن : تعبانه اوي يا مالك ....
قام مالك مسرعا يتفحصها ليري تصبب العرق البارد علي جبينها .... مي حاسه بأيه ؟
قالت مي وهي تضع يدها علي ظهرها الذي كاد ينقسم منها من فرط الالم : وجع جامد اوي في ضهري
اوما قائلا : طيب اهدي وانا هاخدك المستشفي علي طول
بسرعه كان يتصل بأخيه محمود الذي هرع إليهم هو وبسمه ليبقوا برفقه الصغير بينما اسرع مالك الي المشفي ولم يحادث أحد إلا أخيه حتي لا يقلق باقي العائله
اطمأن مالك وهدأ قلقه حينما قال الطبيب الذي فحص مي : متقلقيش يا مدام ....دي ولاده مبكرة
سأله مالك بقلق : ليه في حاجه حصلت للبيبي ؟
هز الطبيب رأسه بابتسامه هادئه : ابدا ....بس مستعجل شويه
اوما مالك وابتسم لمي وامسك بيدها قائلا بحنان : المهم صحتها
قال الطبيب وهو يدون بضع اشياء للممرضه المجاورة : أن شاء الله هتبقي كويسه ...هي هتجهز للعمليات دلوقتي
نظرت مي الي مالك وسرعان ما طفرت الدموع المفاجأه من عيونها وهي تهتف : جاسر عاوزة جاسر
قال مالك بحنان وهو يتفاجيء بدموعها : طيب ما انا جنبك
هزت راسها بدموع تترجاه :  عشان خاطري كلم جاسر
نظر لها مالك بحنان : هكلمه ياحبيتي بس خلينا الصبح ....انا هكلمهم كلهم اول ما الصبح يطلع
هزت مي راسها بإصرار : عاوزة جاسر ....كلم جاسر بس
علي مضض وافق ليتصل بجاسر الذي انسحب من جوار ماس بهدوء وجذب ملابسه وارتداها بسرعه بينما تملك القلق من قلبه بالرغم من كلمات مالك المهدئه : هي كويسه بس عاوزاك تكون معاها قبل ما ماتدخل الولاده
هتف جاسر بقلب لهيف : مسافه الطريق وهكون عندك
وبالفعل قاد مسرعا الي المشفي ليتجا الي الغرفه ناطقا باسم أخته : مي
ارتمت مي في حضن أخيها تبكي بحرارة ليقول جاسر بقلق شديد : مالك ياحبيتي بتعيطي ليه ؟!
نظرت له مي بعيون راجيه بينما امتليء صوتها بالدموع : جاسر انا اسفه... مهما اعتذر ليم انت وماس مش كفايه انا مش عارفه ازاي عملت كده ....
لم يفهم جاسر شيء بالبدايه لتبدأ مي باخباره بما مازالت تشعر به من الذنب لفقدانهم طفلهم ليربت جاسر علي شعرها بحنان قائلا بسماحه :  يا حبيتي  انتي عبيطه يامي ايه اللي بتقوليه ده واصلا ليه لسه بتفكري في الموضوع ده
قالت مي بصوت مختنق : قلبي واجعني اوي عليك انت وماس ....ازداد اختناق صوتها بالبكاء وهي تتابع : كان زمانكم مستنين ابنكم زيي
ابتلع جاسر غصه حلقه بينما يؤلمه قلبه هو الآخر حينما يري الحزن بنظرات ماس  مهما حاولت إخفائه كلما رأت ياسمين أو فيروز أو مي بحملهم بينما تزداد نظرات الحزن بعيونها كل شهر يمضي ولا يحدث به حمل يعوضها عن فقدان طفلها .....يعرف انها تخفي حزنها بقلبها وتتظاهر أنها لا تفكر في هذا الأمر ولكنه يشعر بها ويزيد من حنانه لها 
نظر إلي مي بحنان وقال برضي تام :  دي أراده ربنا مكنش لينا نصيب فيه
نظرت له مي برجاء  : يعني مسامحني
اوما جاسر بتأكيد : طبعا
غص حلق مي وهي تفرك يدها بتردد : وماس....انا لازم اقولها علي اللي عملته واطلب منها تسامحني عشان ارتاح 
هز جاسر رأسه بعقلانيه قائلا : مش هينفع نفتح كلام في الموضوع ده تاني  .....كده احسن لينا كلنا ....
ماس لو عرفت هتتجرح وهترجعي تفتحي كل اللي هي نسته...خلاص يامي اللي حصل حصل واحنا رضينا بقضاء ربنا
دخلت الممرضه لتخبر مي أن عليهم اخذها لغرفه العمليات بينما بقي الطبيب بانتظارها
أمسكت مي بيده قائله : خد بالك من ماس ومتزعلهاش
ضحك جاسر قائلا : حاضر يا ستي ...عشت وشوفت انك بتوصيني عليها .
ابتسمت مي وقالت وهي تمسح دموعها :  غيرت منها عشان هي احسن مني
داعب جاسر وجنتيها بحنان قائلا : انتي كنتي عبيطه يلا بقي بطلي عياط ويلا علي العمليات احسن الدكتور هيخنقني اني معطله كل ده
وحرام تقلقي الراجل اللي واقف برا ده مستني بنته ....يلا ربنا معاكي
نظرت مي له قائله بحب : انت احسن اخ في الدنيا
قبل راسها قائلا : وانتي اغلس اخت في الدنيا  ...
وكزته بكتفه ليداعب وجنتها : بهزر .....يلا حبيتي ربنا معاكي 
تحرك للخارج برفقتها ليسرع مالك ناحيتها يمسك بيدها ويطمئنها ....
..........
....
نظرت بسمه بتوجس الي محمود الذي قام من جلسته علي أحد المقاعد واتجه ليجلس بجوارها ملاصقا لها علي الاريكه ..ايه ؟!
قال محمود متظاهرا بالبراءة وهو يلتصق بها أكثر ويمرر يداه علي ظهرها  : ايه ...ايه ؟!.بقول اقعد جنبك اهو نتسلي بدل ما احنا قاعدين كده
ابتسمت بسمه له بخجل : وده وقته
اوما محمود قائلا : واحنا ورانا ايه ....ادم بيه نايم جوه ومالك ومي في المستشفي
عضت بسمه علي شفتيها بخجل وهي تبعد يداه التي بدأت تزداد جرأه : بطل قله ادب ...عيب احنا مش في بيتنا
مال محمود تجاهها وعيناه تتطلع الي شفتيها التي تعض عليها ليهمس بعبث : وانا قولت ايه ....التقط شفتيها بين شفتيه وهو يتابع : دي بوسه تصبيرة لغايه ما نروح
........
..
عقدت ماس حاجبيها وهي تتحرك في أرجاء المنزل بينما استيقظت ولم تجد جاسر بجوارها ....أمسكت هاتفها بقلق واتصلت به : جاسر انت فين ؟
قال جاسر وهو يكفيء محرك سيارته التي وصل بها للتو اسفل منزله : انا تحت
عقدت ماس حاجبيها باستفهام : تحت فين ؟
قال جاسر بهدوء : طالع يا حياتي
بلحظات كان يفتح باب الشقه ويبتسم لها : صباح الفل .
نظرت ماس اليه بعدم فهم : انت كنت برا ؟!
القي مفاتيحه علي الطاوله وخلع سترته وهو يقول :   اه مي ولدت
قفزت ماس بعدم تصديق : بتتكلم جد ....امتي وازاي و....قاطعها جاسر وهو يحل ازرار قميصه : حاضر هحكي
بس اغير هدومي واخد دوش انا واقف علي رجلي من بليل
تبعته ماس الي الغرفه : انت نزلت امتي محستش بيك وليه مصحتنيش اجيي معاك
قال جاسر وهو يهز رأسه : مرضتش اقلقك وحتي مالك مكانش عاوز يكلمني بس مي كانت عاوزة تشوفني ....
قالت ماس بلهفه : وهي كويسه والبيبي كويس
اوما بابتسامه وهو يدخل الي الحمام:
طيب تعالي معايا وانا باخد دوش احكيلك
استقبلته ماس بالمنشفه بعد ان انهي استحمامه لتقول بفرحه : حلوة البنوته
داعب وجنتها قائلا : جميله شبهك
قفزت الفرحه من عيونها وهي تقول : بجد
اوما جاسر وهو يتطلع إليها بقلب منفطر بداخله لأنها لم تعيش تلك اللحظات : طبعا وهي هتلاقي احلي منك تطلع شبهه
نعم تشعر بالحزن من أجل جنينها ولكنها تتجاوز  سريعا هذا الحزن بأمل العوض من الله ...نظرت إلي جاسر الذي يغرقها بالغزل قائله :  جاسر انت بتقول الكلام ده ليا
تلفت حوله قائلا : هو في حد معانا ....طبعا ليكي ياقلبي
قبل وجنتها وتابع : وبعدين هو انا اول مره اقولك كلام حلو
هزت كتفها بدلال : لا بس الجرعه زايده
ابتسم لها بحنان وهو يتجه إلي الخزانه يخرج ملابسه : بحبك
ارتدي ملابسه وتوسد الفراش وفتح لها ذراعيه قائلا ': تعالي بقي اقولك الاحلي من الكلام
جلست ماس بحضنه ليقول وهو يتطلع إليها : 
عارفه البنت اسمها ايه ؟!.
نظرت له بلهفه ليقول : ماسه
اتسعت عيناها بسعاده : بجد
اوما لها ضاحكا : اه مي صممت تسميها علي اسمك
نظرت له ماس باستغراب لتصميم مي تسميه الطفله علي اسمها بالرغم أن علاقتهم تحسنت كثيرا للغايه إلا أن تصل لتسمي طفلتها علي اسمها فهذا غريب حقا : مي !!
ضحك قائلا : استغربت زيك بس انا كمان صممت
نظرت له باستفهام : علي ايه ؟
وضع وجهها بين يديه قائلا : تبقي ماسه عشان ماس واحده بس
فاضت السعاده من عيونها وهي تقول : ياحبيبي ياجاسر
غمز لها جاسر بشقاوة وهو يميل فوقها : حبيبي حاف كده
وضعت ماس يدها علي صدره سريعا توقفه مما انتواه : اه حاف عشان انت لسه من دقيقه بتقول تعبان وواقف علي رجلك
نظر لها بعبث هاتفا : ماهو انا رجلي بس اللي تعبانه إنما باقي الحاجات زي الفل
اندفعت الحمرة بوجهها من مغزي كلماته لتلكمه في صدره هاتفه : قليل الادب
ضحك قائلا : وايه الجديد
وكزته ماس بصدره ورفعت اصبعها أمام وجهه هاتفه بتحذير محبب : لا بقي . ...انت تهدي شويه عشان موضوع المهدئات ده لاعب في دماغي
رفع حاجبه لتكمل بوعيد :  لو فضلت كده انا هفطرك واغديك واعشيك مهدئات    .
انفجر جاسر ضاحكا وهو يقول : هيبقي مكرونه ومهدئات يا ظالمه
أومات له :  اه عشان تتلم شويه من قله الادب بتاعتك
شهقت بمفاجأه حينما جذبها جاسر لتسقط فوقه وسرعان ما كان يحيط بها بذراعيه وهو يهتف بوعيد عابث : تعالي ليا بقي عشان تبقي تقوليلي مهدئات كويس.  ..
افلتت ضحكه ماس ليبتلعها جاسر بين شفتيه التي أطبقت علي شفتيها بشغف لاينضب. 

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن