الاخير ٢

30.8K 2.1K 135
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

دخل جاسر الي غرفه أخته التي كانت بين ذراعي والدتها : عامله ايه دلوقتي يامي ؟
قالت مي بصوت مختنق بالدموع : الحمد لله
اوما جاسر ونظر الي والدته قائلا :
معلش يا ماما سبيني مع مي شويه ....
نظرت ماجده الي جاسر باستفهام : في ايه ياجاسر ؟
هز جاسر كتفه واتجه ليجلس بجوار مي : ولا حاجه ...هتكلم معاها شويه
قامت ماجده بتردد بينما تنظر إلي جاسر قائله : اختك مش متحمله ...عشان خاطري بلاش تضايقها
هز جاسر رأسه : متقلقيش ...انا بس هتكلم معاها
خرجت ماجده ليقترب جاسر من مي وينظر إليها قائلا برفق  : ايه اللي حصل ...وايه علاقتك ببنت زي دي يامي ؟!
نظرت مي الي جاسر الذي تفاجئ بما وجدته الشرطه بمنزل تلك الفتاه من فيديوهات مخله لفتيات كثيرة ومع التدقيق وجدوا أن لها نشاطات مشبوهه أخري تحت غطاء تلك الواجهه الاعلانيه ...بالتأكيد لايتهم أخته بشيء ولكنه فقط استغرب ماحدث بينما مازالت نورا لم تتحدث بشيء عن أسباب محاوله اختطافها لأخته
ترقرت الدموع بعيون مي و بدأت تخبر أخيها خجل بكل ماحدث لها
احتقن وجهه جاسر بالغضب الشديد ولكنه ما أن رأي نظرات الخوف بعيون أخته حتي أقصي كل غضبه وتحول الي عتاب بينما يسألها : ازاي متقوليش ليا حاجه زي دي ....ازاي يامي متتكلميش معايا أو مع مالك
هزت مي راسها بانكسار : مكنش ليا عين اتكلم مع حد فيكم واصلا مالك مش بيتكلم معايا من وقت اللي حصل بينك وبين ماس ..... هزت راسها وازداد بكاءها بينما تتابع : هو عنده حق وانا مش بشتكي منه ...اصلا كلكم عندكم حق متتكلموش مع واحده زيي
رفعت عيناها الي جاسر الذي اهتزت نظراته بتأثر بينما تابعت : فكرت كتير ألجأ ليك بس وقتها افتكرت اللي عملته في ماس لما لجأت لاخوها لما كان عندها مشكله وفكرت أن زي ما اتسببت في اذي ليها ربنا اكيد هيأذيني
هز جاسر رأسه قائلا بتوبيخ ممزوج بحنانه  : غلطانه يامي وغلطك كبير اوي ..... انا اخوكي وحتي لو زعلان منك تفتكري كنت هسيبك .....لو ملجأتيش ليا هتلجأي لمين !!. حاجه زي دي مكنش ينفع تخبيها
: خوفت مالك يتهور ويتأذي.... انا استاهل كل اللي يحصل ليا بس خوفت مالك يتأذي بسببي ....
ربتت ماس علي كتفها : متخافيش من اي حاجه وبنت ال ** انا هجيب حقك منها وغلاوتك عندي
نظرت له مي بعيون راجيه: انا غاليه عندك ؟!
ابتسم لها جاسر برفق : امال ايه يا عبيطه ....انتي اختي الصغيرة
بكت وارتمت بين ذراعيه : انا اسفه ياجاسر ...اسفه علي كل اللي عملته
رفع وجهها بين يديه وقبل راسها قائلا بحنان :  المهم انك كويسه ...انسي كل اللي حصل وقولي الحمد لله انها خلصت علي كده
قالت مي بامتنان وتضرع : الحمد لله
عاد ليقبل راسها وهو يريحها علي الوساده خلفها : المهم ارتاحي انتي دلوقتي ومتفكريش في أي حاجه
ابتسمت له من بين دموعها : ربنا يخليك ليا
...........
.....
قامت ماجده بلهفه ما أن خرج جاسر من غرفه أخته : ايه يا حبيبي كلمتها في ايه ؟
هز جاسر رأسه : ولا حاجه ...كنت بطمن عليها
أومات ماجده قائله : طيب انا هدخل اقعد معاها
اوما جاسر قائلا : ماشي بس خليها تنام احسن ...هي تعبت اوي
جلس جاسر بجوار أبيه ليستمع زيدان الي زفرته الحاره : مالك ياجاسر
هتف جاسر بامتعاض : ابدا بس زهقت من البعد بيني وبينها
نظر له زيدان بطرف عيناه وشاكسه : وحشتك اوي
اوما جاسر دون تردد: طبعا يا بابا مش مراتي وكل ده بعيد عني
ضحك زيدان قائلا : اهو عشان تفتكر الايام دي كل ما تفكر تزعلها
نظر جاسر الي ابيه وقال بجدية : تفتكر مش هنتخانق تاني
قال زيدان بهدوء : طبعا هتتخانقوا واي اتنين لازم تحصل بينهم مشاكل .. العبرة مش في المشكله العبره في ازاي تخلص المشكله أو تحلها .... اوعي في أي خناقه تقلل منها أو تهينها لأن وقتها الجرح بيبقي صعب ...اتخانق بس متجيش عليها ولا تستقوي عشان لما يعدي الخلاف بينكم ميفضلش بينكم تراكمات من انك قولت ليها كلمه جرحه أو عملت تصرف يضايق ....
تنهد وتابع بنصح : بالضبط زي اللي حصل بينكم ....الخلاف عدي وانتهي بس اللي فضل بينكم تصرفك الطايش لما طلقتها
اوما جاسر قائلا : في دي عندك حق يا بابا
ربت زيدان علي كتفه : ربنا يهدي الحال بينكم
اوما جاسر متنهدا : يارب ....
ضحك وتابع دعاءه : وربنا يهدي ابوها ويخليها ترجعلي
قال زيدان ضاحكا : هيرجعهالك متقلقش
نظر له جاسر بطرف عيناه متزمرا : ده بيقولي لسه هنتكلم بعد خطوبه محمود ....لسه هنتكلم !
ضحك زيدان ببساطه : وماله ...اب وخائف علي بنته
نظر إلي جاسر وتابع بجديه : تعرف أني معجب جدا بتصرفه
نظر له جاسر بغيظ متبرطما : شمتان فيا يابابا أنه معذبني
هز زيدان راسه : بالعكس ده الراجل واخد طرف الحياد من اول المشكله وكل اللي عمله لما حس انك خلاص راضيت بنته حب بس يربيك يومين ....من العقل بقي تقبل وتسكت وتحسسه انك شاري بنته اللي اخدته من كام شهر وطلقتها قدامه
تنهد جاسر بضيق : متفكرنيش يابابا ...اغبي تصرف عملته
ضحك زيدان : اخيرا اعترفت بغلطك
اوما جاسر قائلا : اه بس يارب حمايا العزيز يحن عليا ويرجعهالي بقي انا زهقت
ربت زيدان علي يده : هيتعبك كام يوم ويرجعهالك ...يلا قوم خد دوش وادخل ارتاح ومتنساش تحط القطره بتاعه عنيك ....اعتدل واقفا وتابع : انا هدخل اطمن علي اختك وانام
اوما جاسر الذي نظر في هاتفه لتبرد رسالتها من نيران قلبه المتاع ببعدها والذي كان محتواها
( هتوحشني اكتر ما انت واحشني )
اسرع جاسر الي غرفته ليتصل بها وقد طار عقله كما تراقصت دقات قلبه من رسالتها : لو قاصده تجننيني مش هتبعتي ليا كلام زي ده
ضحكت ماس برقه : وانا بعتت ايه.... ازدادت عذوبه صوتها وهي تتابع : بلاش  اقولك وحشتني
تنهد جاسر باحتراق : قولي يا حياتي اللي انتي عاوزاه
ضحكت ماس بخجل قائله : خلاص قولتلك وحشتني
ازدادت سخونه انفاس جاسر الذي قال : وانتي ياقلبي ...

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن