الفصل الثاني عشر

33.3K 1.8K 203
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

اتسعت ابتسامه ماس التي كانت تهاتف جاسر حينما قال لها انه سيعود غدا ....لتقول بلهفه : بجد
تمتم وهو يخلع ملابسه ويلقي بجسده فوق الفراش الصلب الذي ارهقه النوم فوقه طوال الأيام الماضيه
: اه
قطبت ماس جبينها بتساؤل من نبرته : انت مش مبسوط انك راجع ولا ايه ياحبيبي ....رق صوتها وقالت بدلال : شكلي موحشتكش ..!!
تنهد جاسر باشتياق بينما شرد بصورتها التي داعبت خياله : بالعكس وحشتيني جدا
سألته باهتمام : امال صوتك ماله ؟!
قال وهو يفرك خصلات شعره بارهاق : ابدا بس مرهق اوي 
ابتسمت له وقالت برفق : معلش يا حبيبي خلاص هانت كلها بكرة وترجع
سألها بحنان : عاوزة حاجة اجيبهالك معايا يا ماسه
هزت راسها : مرسي ياجاسر ...بس ابقي كلمني وانت راجع عشان نرتب مع بعض هنروح انتي خطوبه ساندي ازاي 
عقد حاجبيها باستفهام مما نطقت به   : نرتب ؟!
أومات ماس واستطردت تقول : اه ...يعني لو هتوصل متأخر اروح انا الصبح بدري اجيب هدومك من البيت وتيجي علي بيت بابا علي طول تغير هدومك بدل ما نروح ونرجع
اعتدل جالسا بينما عقله وجسده المرهق لا يساعده علي فهم ما تقول : ماس انا مش فاهم .....
قطبت جبينها قائله : مش فاهم ايه ياجاسر ....انت عارف أن خطوبه ساندي بكرة بليل فوق عند طنط فانا فكرت انك لو راجع متأخر ....قاطعها جاسر قائلا : انا مش بحب الحفلات ياماس وعاوز ارجع البيت ارتاح
صمتت ماس قليلا قبل أن تسأله بدهشة من معني كلامه : انت مش عاوز تحضر خطوبه بنت خالتي
قال جاسر بايجاب : اه ....  عادي دي خطوبه وعائليه فمفيش داعي
قالت ماس بجبين مقطب : لا مش عادي ياجاسر ...دي خطوبه بنت خالتي وبعدين اقولهم ايه يعني ...؟!
قال جاسر بنفاذ صبر بينما لم يكن بحاله تسمح له بالمزيد من المجادله بسبب ارهاقه طوال الأيام الماضيه بعمله
: قوليلهم اي حاجة ....
احتدت نبره ماس برفض : يعني ايه اقولهم أي حاجة ....لا طبعا هيزعلوا
زفر جاسر قائلا بتبرع قاطعه : ماس انا راجع تعبان وعاوز انام ساعتين قبل ما انزل تاني الشغل. .... لما ابقي ارجع من السفر يحلها ربنا
قالت ماس علي مضض : ماشي ياجاسر ....تصبح علي خير
...........
واجهت نظراته المخيفه تخبر نفسها ....حسنا فليضربها ويحطم عظامها .... لا تهتم .....!!
جذب زياد شعرها بعنف مزمجرا بها : قولتي ايه ؟!
رفعت ياسمين عيونها التي اندفعت منها الدموع بغزارة ولكنها مسحت نظرات ضعفها المزيف ونظرت له بقوة واعادت كلماتها : قولت انك حيوان مريض  ....
تقاتمت نظرات زياد بالغضب الشديد ليهوي  علي وجهها بصفعه قويه جعلت الدماء تسيل من شفتيها و بلا ادراك
ينحني ناحيتها يضع يداه حول عنقها ويجذبها لتقف بقوة جعلتها تشعر باختناق شديد .....دفعها بعنف الي الحائط خلقها ليرتطم ظهرها بالجدار بقوة حتي شعرت بعظامها تكاد تتحطم من قوة دفعته ولكن شعرها بالاختناق ازداد حتي عجزت عن التنفس نظر زياد في عيونها بنظراته المخيفه لتدرك أنها لن تستطيع العيش مع انسان مثله لذا فهي ميته بكل الاحوال .....كان كل انش بجسدها يصرخ بالألم الشديد ولكن تفكيرها جعل دمائها تثور بعروقها لتستجمهع قوتها وتدفع يداه بعيدا عن عنقها بكل ما استطاعت من قوة تدافع عن نفسها ....
بوغت زياد بدفعتها له ليتعثر بطرف السجادة التي تغطي الأرض الرخاميه ويختل توازنه ... سعات ياسمين بقوة تحاول التقاف أنفاسها و لكنها لم تتوقف كثيرا بينما هدرت كل الدماء بعروقها رفضا لأن تخضع مجددا لساديته المريضه بانتهاكها لتستند بكلتا ذراعيها علي الحائط وسرعان ما تصل الي طاوله الزينه لتزيح كل ملف بها بقوة تجاهه وتتبعه بكل ما تصل إليه يدها ....اتسعت عيون زياد الذي اعتدل واقفا سريعا ليري مدي هذا الغضب الذي اوصلها له وهي تقذفه بكل ما امامها وتصرخ بصوت مزق أخبارها الصوتيه : مش هتضربني تااااني ....
زمجر زياد وهو يخطو ناحيتها يحاول السيطرة علي عنف حركتها الهائجه ولكنها قذفته بأحدي الزمريات الكريستاليه صارخه به ....متقربش. ...!!
تفادي زياد المزهريه التي تحطمت لآلاف القطع مصدره ضجيج قوي .....
زمجر بها زياد : انتي اتجننتي
صرخت بعنف : اه اتجنتت ...ولو قررت مني هقتلك ....
وقف زياد مكانه يتطلع لها بنظرات غاضبه تزداد وهي لا تترك شيء إلا وتتحرك بإصرار تجاهه تقذفه به ....كانت كطير جريح يرفرف ضاربا بجناحيه اقفاص أسره بينما لايدري أنه يجرح نفسه ولا يفل حديد القضبان ... !!
انتهت ياسمين لتدرك كم أنها بلا حيله أمامه وما فعلته كان دفاع خاوي عن نفسها ليتفاجيء زياد بها تجثو علي الأرض ترتجف بفعل شهقاتها التي زلزلت قلبه الذي لم يتساءل يوما كيف يفعل بها كل هذا بالرغم من أنه دوما ما يتغني بحبها ......
ظل واقف مكانه للحظات حينما رأي انهيارها ليقرر أنه يكفيها ويقترب بخطواته تجاهها ولكن ما أن شعرت ياسمين بتحركه حتي رفعت عيناها التي شابهت كاسات الدماء إليه صارخه ...اياك تقرب ناحيتي ...!!!
تجاهل صراخها فهي بكل الاحوال حطمت كل شيء ولم يعد هناك المزيد لتحطمه ليخطو بحذائه الثمين فوق شظايا الزجاج التي انتشرت بكل مكان ولكنه يتوقف مكانه حينما تفاجيء بها بقله حيله تضرب ساقها التي حاوطها الجبس بالأرض .....صرخ بها لتماديها في أذيه نفسها ...بتعملي ايه يا مجنونه .. 
ضربت ساقها بالأرض مجددا وهي لا تهتم لاي اذيه حتي أنها زحفت تمد يداها تجاه أحدي شظايا الزجاج ولكنه سرعان ما انتبه لها ليسرع تجاهها يمسك بيدها قبل أن تصل للزجاج ....اعقلي انتي بتأذي نفسك
حاولت ياسمين نزع يدها من يده ولكنه كبل كلتا ذراعيها بقوة صارخا مجددا : بقولك اعقلي ...هتأذي نفسك ...
نظرت له ياسمين بدموع ونظرات قويه : احسن ما انت تأذيني ...هموت نفسي لو قربتلي
زفر زياد وتابع تكبيل ذراعيها يحاول إيقافها ولكنها قاومته بشراسه ليزمجر بها : قومي معايا ...
هزت راسها وتابعت مقاومته ليقول : مش هعملك حاجه بس قومي بدل ما تتعوري ....
رفضت وتابعت ضرب ساقها بالأرض ليحاول الامساك بها ....ياسمين اعقلي ...رجلك هتتاذي
لم ولن تهتم بينما وصلت لحافه الانهيار ليصيح بصوت جهوري ...امتثال .....امتثال
هرولت المراه : نعم يا.....ماتت الكلمات علي شفتيها حينما رأت حاله الغرفه وحاله ياسمين ليصرخ بها : كلمي دكتور.    ....
حملها رغما عنها ليخرج بها من تلك الغرفه التي كانت سجينتها ولكنه ما أن اتجه بها الي غرفته حتي حاولت مجددا المقاومه ليصيح بها محذرا : قولتلك مش هعملك حاجة ....اهدي
وضعها علي الفراش ليري حالتها المزريه وفي اقل من نصف ساعه كان الطبيب يصل لتهتف به ياسمين وهي تضرب بقبضتها فوق هذا الجبس الذي شعرت به قيد
:  اتخنقت منه...... شيله
حاول الطبيب تهدئتها :  اهدي يا مدام ياسمين ....انا عارف أن موضوع الجبس بيخنق بس مضطرين عشان كسر رجلك يلم
هتفت بالطبيب بحنق : قولتلك شيله ....شيله اتخنقت
نظر الطبيب الي زياد الذي كان واقف يتابع ما يحدث ولكن عقله كان بمكان آخر. ...كان يسترجع حالتها وما وصلت إليه بينما يستهجن كل هذا الرفض من ناحيتها ......!!
قال الطبيب بنبره هادئه : طيب تسمحي بس تصبري يومين وبعدها نعمل اشعه ولو الكسر التئم هشيل الجبس
خرج الطبيب لينظر لها زياد قائلا بسخط : اتجننتي علي الاخر
دفعت ياسمين الاباجورة التي بجوارها بذراعها بقوة وهي تهتف به .... انت لسه مشفتش جنان
نظر لها بحنق ليزمجر من بين أسنانه : متستفزنيش....انا ساكت عشان حالتك بس متزوديهاش
قالت ياسمين بتحدي وقالت بلا مبالاه : اعلي ما في خيلك اركبه
نظر لها وما أن خطي خطوة تجاهها حتي دفعت الاباجورة الأخري ليتوقف مكانه وينظر لها بحنق متوعدا ... ماشي يا ياسمين .. هتدفعي تمن عمايلك دي غالي اوي
تركها وخرج صافقا الباب خلفه بقوة لتمسح ياسمين دموعها الغزيرة بظهر يدها وقد قررت انها لن تتراجع وستدافع عن نفسها لآخر نفس
...
دار زياد حول نفسه رافضا رضوخه امامها ولكن عقله أخبره أنه قد يخسرها أن ضغط عليها أكثر ...
امسك هاتفه بحنق ليتصل بعماد هاتفا : تعالي عقل بنتك
عقد عماد حاجبيه : مالها ياسمين ؟!
: اتجننت علي الاخر وعاوزة تموت نفسها

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن