السابع والعشرون

32K 2K 388
                                    

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

بعد خروج جاسر أمسكت ماس بحقيبه عملها لتخرج منها بعض الملفات وتفتح حاسوبها وتبدأ بالعمل بانهاك لتمر ساعتين وهي تعمل باجتهاد علي هذا البرنامج الذي وضعته وضمت بداخله العديد من البيانات بنظام ودقه هائله .....نظرت حولها تبحث عن أحدي الملفات ولكنها لم تجده لتمسك هاتفها وتتصل بريم التي عقدت حاجبيها باستنكار : شغل ايه يا ماسه دلوقتي ....هو جاسر سايبك تشتغلي كمان في البيت
ضحكت ماس وهزت راسها : لا طبعا ...جاسر خرج وانا قولت استغل الفرصه
ضحكت ريم هي الأخري لتقول : ياحبي استغلي الفرصه في ساعتين نوم ولا اكله حلوة ولا حتي اقعدي اتفرجي  علي التلفزيون مش تشتغلي
: اهو بقي ...قولت اخلص البرنامج وخلاص فاضل ليا اخر ملف ...معاكي
: اكيد لا ....سبته في المكتب
أومات ماس لتقول ريم : سيبك من الشغل كفايه الصبح
ده انا ما بصدق اروح
قاطع حديثهم صوت حماه ريم التي زفرت بصوت خفيض قبل أن يتعالي صوتها قائله  : حاضر يا طنط
تنهدت وعادت لمحادثتها مع ماس : امتي بقي جوزي يرجع واخلص
: هي حماتك دي مش هتتغير
ضحكت ريم وهي تبسط الأمر لنفسها فبقاءها مع حماتها يشبه بقاءها في الجحيم : الدنيا كلها تتغير وهي لا .....عموما انا بصبر نفسي وبقول كلها كام يوم خلاص ويرجع ونخلص موضوع شقتنا ويبقي ليا بيت لوحدي
أومات ماس : أن شاء الله
: هقفل انا عشان اشوف طلبات طنط حماتي
أغلقت ماس وعادت لتنهي ما بقي لها قبل أن تجمع اشياءها
..........
...
نزلت فيروز برفقه مهران الذي رحب بعائلتها ثم تركهم قليلا ليتجه الي جانب آخر بالبهو حيث جلس البعض من عائلته
ربتت عزيزة علي كتف فيروز وابتسمت لها قائله  : مبروك يا بنتي
ابتسمت لها فيروز بحب لتنظر الي والدتها التي خفضت عيونها بينما يتمزق قلبها من أجل الجفاء الواقع بينها وبين ابنتها العنيده التي لا تحتمل بقاءهم بهذا البعد لتجلس الي جوار فيروز وتهمس بصوت خفيض
: مبروك يا فيروز ....باين علي جوزك طيب وابن حلال
كانت كلمات والدتها لا تحمل أي شيء سيء ولكن قلب فيروز مازال يحمل عتاب قاسي لوالدتها لتستدير ناحيتها بكامل جسدها وتنظر في عيونها متسائله : ولو مكانش طيب وكويس كان هيفرق معاكي
انكسرت نظرات وداد التي نظرت لها عزيزة برفق أن تتحمل المزيد من رعونه ابنتها لتقول بصوت ممتزج بغصه حلقها : طبعا كان هيفرق .....انا قولتلك الكلام ده قبل كدة وهقوله تاني ....انتي بنتي واهم حاجه عندي مصلحتك ...لما تبقي ام هتفهمي كلامي وهتقدري اني مفكرتش في أي حاجه غيرك انتي وأخواتك ...
صمتت فيروز لأول مرة بينما تغيرت أحاسيسها تجاه والدتها بتلك اللحظه من الغضب إلي العتاب ....فقط عتاب حتي وان كان قاسي .....عتاب أنها لم تكن بجوارها ولم تتحدث معها.....لم تستمع إليها كما فعلت زوجه عمها ....لم تأخذها بحضنها وتواسيها لمواجهه الوضع ....كل منهم محق في ما فعله ولكن كل منهم فعله وفقا لاحساسه.  ...... منطق وإحساس الام الفطري بحمايه أبناءها هو مافكرت فيه وداد والتي ربما يغفر لها جهلها وفطرتها البسيطه....بينما فيروز بمنطق واحساس الشباب المندفع كانت تري مقدار الظلم الواقع عليها من جهه والدتها التي وضعت بين شقي الرحي فهي بلاحول ولا قوة ولديها باقي أطفالها لتفكر بهم لتعتدل كفه الميزان بأن يقع الزواج من رجل كمهران يراعي ابنتها ويعوضها عن الظلم الذي اقترفه عمها بحقها بدلا من وقوعها بزواج من رجل يزيد من شقاءها .....بعد قليل
حمحم عمران وهو يتجه الي حيث جلست فيروز برفقه عائلتها قائلا ....الف مبروك يا عروسه
قالت فيروز بخجل ممزوج بالوجل من هيبه عمران لترد بصوت خفيض : الله يبارك في حضرتك
اشار عمران لبناته أن يتقدموا لتتقدم سحر وتقدم هديه لفيروز وكذلك فعلت سهام لينظر حوله يسأل عن بسمه لتقول تهاني باقتضاب : نايمه ياحاج
عقد حاجبيه : لغايه دلوقتي ؟!
أومات تهاني وهي تنظر بغل الي فيروز ولكنها سرعان ما أبعدت نظراتها حينما نظر مهران لها
أخرج عمران رزمه ماليه ضخمه من جيبه ووضعها بيد فيروز قائلا : دي نقطتك يا عروسه ابني
نظرت فيروز الي مهران ليهز رأسه لها لتأخذها لتقول بنبره خافته : شكرا
ربت عمران علي كتفها ثم استأذن وخرج ليلحق به مهران ويتركها مع عائلتها التي ظلت قليلا ثم انصرفوا ....صعدت الي الغرفه وهي تحمل تلك الهدايا لتضعها فوق طاوله الزينه ثم تخلع طرحتها وتفك جديله شعرها وتمرر يدها بين خصلاته وتتمطأ بكسل شديد بينما شعرت برغبة في النعاس ....قامت لاستبدال ملابسها لتمرر يدها بين كل تلك الملابس التي امتلئت بهم الخزانه بينما لأول مرة تمتلك كل تلك الملابس وتتذكر حياتها البسيطه من قبل ولكنها لم تترك لتفكيرها العنان وتقرر أن تريح عقلها من عناء التفكير في شيء فعليها أن تستمتع في حياتها ما دامت لم تفعل شيء خاطيء لذا فليتوقف عقلها عن المقارنات وعن التانيب بأنها خانت تفكيرها ومستقبلها فهي لم تفعل هذا ....
اخذت بيجامه حريريه بلون فاتح ودخلت لتستبدل ملابسها ومازال الكسل يسيطر عليها لتخرج وهي تتثاءب ولكنها سرعان ما أغلقت فمها حينما تفاجات بوجود مهران الذي راوده نفس الشعور بالرغبة في النعاس بينما لم ينام بالأمس ليدخل قبل قليل وحينما لم يجدها واستمع لصوت المياه خلع عباءته وتمدد في الفراش وأسند ظهره للوساده وجلس يعبث بهاتفه ..... ترك الهاتف ونظر إلي ملامح وجهها المتفاجاه برؤيته لتفلت ضحكته : ايه يا بنت الناس شوفتي عفريت ؟!
هزت راسها دون قول شيء لتذهب الي الخزانه تعلق عباءتها بمكانها وتنظر الي نفسها بأحدي المرايا الكبيرة بوسط الخزانه ....أنها ترتدي تلك البيجامه الورديه وكأنها عروس فعلا ....شعرت بالخجل بينما تبخرت رغبتها في النعاس حينما ترددت في تنفيذ القرار الذي أخذه عقلها قبل قليل بينما لا تعرف له سبب ولكنها يجب أن تعتذر له عن اندفاعها وسوء تصرفها ما دام هو لم يقدم لها إلا الحسني عليها أن تكون هي الأخري شاكرة له
....لتتجه بضع خطوات تجاهه وتحمحم قبل أن تقول بتردد : انا ....انا ...قصدي يعني انا مقصدتش اني احرجك أو اضايقك باللي عملته الصبح
نظر مهران إليها والي يدها التي تفركها بينما لم يتوقع أن تعترف بخطأها وهو بالأساس لم يكن ينتظر منها إلا أن تتدارك الخطأ ولا تكرره ليقول بهدوء : محصلش حاجه ياست البنات
داعبت الابتسامه طرف شفتيها بينما توقعت منه محاضره عن سوء اندفاعها لتجده هين ولين بتلك الطريقه
فإن اعترف شخص بخطاه ليس علينا المزايده بالتأنيب والتقريع حتي لا ينفر من الاعتراف بالخطأ
اختطفت قلبه بابتسامتها الهادئه لتساله : يعني مش متضايق مني
هز مهران رأسه وعيناه معلقه بملامحها وكأنه يحفرها بداخل قلبه الذي انشق وسمح لها بالعبور
طالت نظراته لها ليتدارك نفسه ويخفض عيناه قائلا وهو يشير إلي جواره : انتي واقفه بعيد ليه ...تعالي اقعدي
تغيرت ملامح فيروز وطارت الابتسامه من فوق شفتيها لتنظر له بتوجس ...: اجي فين ؟!
حمحم مهران حينما لمح وجهها يتحول الي اللون الاحمر من خجلها الذي لاق بها وخطف المزيد من دقات قلبه ....فقد اعترف أنه وقع بحبها ويري منها مبادره لذا عليه أن يسير بثبات في طريق قربهم
قال بقليل من المكر وهو يتزحزح الي وسط الفراش مفسح لها مكان بجواره : تعالي اقعدي .....انا خايف تتعبي من الوقفه
هدرت دقات قلب فيروز بينما
لا تتوقع أن يحدث بينهما شيء الان ... فهو مازال رجل غريب بالنسبه إليها وحتي أن بدأوا بالحديث إلا أنها ما تزال تراه غريب عنها لتقول وهي تهز راسها كطفله صغيرة
: لا انا مرتاحه كدة
قال مهران بمزيد من المكر : وماله ترتاحي اكتر لما تقعدي
عقدت فيروز حاجبيها وقالت : لا
رفع مهران حاجبه بمرح من رؤيه ملامح وجهها التي تحولت إلي الشراسه التي راقت له ليتابع وهو يتمطأ :  اصل انا حاسس اني عاوز انام وتلاقي انتي كمان عشان منمتيش كويس امبارح
أومات له وانسابت في الحديث : اه فعلا من شويه كنت عاوزة انام
عادت ملامح وجهها لتتغير حينما قال وهو يشير إلي جواره :  طيب تعالي
رفعت حاجبها: فين ؟!
اشار إلي جواره : هنا
قالت باستنكار : جنبك ؟!!!
قال مهران ببساطه : فيها ايه ....؟!!
مش أنا جوزك يافيروز ؟!
هزت فيروز راسها قائله : اه بس موصلناش للمرحله دي
كتم مهران ضحكته علي ما تقصده ليقول ببراءه مزيفه : حدود علمي...أن  دي اول مرحله
انتفخت خدود فيروز بحنق مزمجرة : انت قليل الادب
افلتت ضحكه مهران علي غضبها بينما يقول : رجعنا تاني  لطوله اللسان يابت الناس
قالت فيروز بدفاع عن نفسها : انت خليتني اقول كدة
قال ببراءة : وانا قولت ايه ....انتي فهمتي غلط
نظرت له وقطبت جبينها ليتابع مهران بمكر : انا
قصدي يعني اننا اتجوزنا خلاص وكمان قاعدين مع بعض في اوضه واحده والاوضه فيها سرير واحد يبقي اكيد هننام علي نفس السرير سوا .....قاطعته فيروز التي غرقت بخجلها :
علي فكره انا مش بحب الكلام ده
حك مهران ذقنه قائلا بعبث :  كلام ايه  ؟!
خفضت عيناها سريعا من نظراته الماكرة لتهز كتفها بهروب : اهو بقي
ارتسمت ابتسامه علي شفتيه من براءتها ليتفهم ما تشعر به ولا يمانع ابدا الانتظار ليقول برفق : طيب قوليلي بتحبي ايه بقي ياست البنات
نظرت له ...هل يسأل عن ما تحبه ؟! ليهز مهران رأسه ويشجعها علي الحديث معه لتجد نفسها جالسه بجواره وهو بمكر يجذب أطراف الحديث معها الذي طال لساعات
فلم تشعر الا وهي غافيه ...... شعر مهران بثقل رأسها علي كتفه ليحرك رأسه برفق شديد يتطلع لها فيراها قد غرقت في النوم ....ببطء وهدوء عدل من وضع رأسها ليضعها فوق صدره الذي تعالت دقات قلبه بداخله بقوة بينما لأول مرة تكون فتاه بالقرب منه ....حاول أن يهدأ من دقات قلبه بينما لايريد منها أن تستيقظ .... ليمد يداه الي جواره يغلق الانوار وقد استعذب كثيرا وجودها نائمه فوق صدره ليحيطها بذراعه ويغلق عيناه هو الآخر مستسلم للنعاس
........
....
جلست ليليان بالقرب من النافذة وعيناها شارده في الفراغ الممتد امامها حتي انتصف الليل ....لم يعد صالح حتي الآن وبالرغم من أنها هاتفته أكثر من مرة وطمأنها عليه إلا أن قلبها يشعر بالقلق عليه ...تخشي عليه كثيرا من رد فعل أبيه حينما يعرف أنه بالفعل فسخ خطبته علي ابنه صديقه ...تنهدت ليليان بثقل بينما قلبها متألم بشده علي ابنها ...أنه وحيدها الذي لم يشعر بالسعاده حتي الآن ...تشعر به وتشعر بالضياع الذي اقتحم حياته بعد انفصاله عن ياسمين   .....تعرف ابنها وتعرف أنه لم يعد هو بعد أن انفصل عنها ...أصبح شخص سلبي لايهتم لشيء او لشخص و دوما أبيه شخصيه قياديه وسلبيه صالح سمحت له بقياده حياته تلك الفتره ليدفعه لفعل كل شيء كما يخطط له ....نعم هو أبيه ويريد مصلحته ولكن ليس دوما علي الأبناء أن تسير كما يرسم لهم الآباء فعليهم أن يعيشوا حياتهم وتجاربهم الخاصه ...
سار صالح كما رسم له أبيه ليجد نفسه يعمل كما أراد وايضا يتزوج كما يريد وكلما حاول صالح التملص من السير بهذا الطريق المرسوم له من قبل والده كان أبيه يضغط عليه بتأنيبه وتذكيرة بسوء اختياره في ياسمين .....
مازالت لا تستوعب ولا تصدق أن ياسمين كانت السبب فيما حدث سابقا وأنها من أبلغت الشرطه عنه وكاد أن يسجن بسبب تلك التهم الباطلة ....دون إرادتها وبالرغم من أنها لا تصدق أن ياسمين قد تفعل شيء كهذا إلا أن قلبها قد تعكر من ناحيتها بعد ما عرفته من صالح ....!!
لا تعرف أن كانت تظلمها بهذا الشعور ام لا ولكنه ابنها وابنه اختها تسببت في اذيته .....
مررت يدها علي وجهها بينما لم تعد تدرك ما الصواب وما الخطأ .... اريد مصلحه ابنها ولكن ما تريده أكثر هو سعادته وهي لم تري ابنها سعيدا إلا حينما كان مع ياسمين لذا يجب عليها أن تساعده في البحث عن سعادته وإن كان لا يريد الزواج بمها ستسانده حتي وان كان لأول مرة عليها أن تقف أمام رافت .....
..........
....
نظرت ياسمين بترقب الي صالح : عشان ايه ؟!
هرب صالح من اي اعتراف ليرفع رأسه ناحيتها بعيون مازالت تحمل غضب لا يهدا : انا سألتك سؤال ردي عليه متسأليش انتي سؤال ......ردي علي سؤالي ايه الكلام اللي ممكن يكون بينك وبين واحد زي ده
افلتت نظره عتاب من عيون ياسمين فمازال نفس الشخص الذي يضع يداه فوق أذنه ويعمي بصيرته ويسير خلف اوهام فقط ليضعها بخانه المتهم والتعرف سبب لهذا فهو يبحث عن العذاب والشقاء لكلاهما
ابتلعت عتابها ولم تنطق به لتقول باقتضاب : شغلته معايا .....
نظر لها صالح باستنكار : شغلتيه ؟!
أومات ياسمين وبكلمات قليله أخبرته بحاجتها لحمايه مكرم لتنفر عروق صالح بالغضب : وانتي مستنيه حمايه من واحد زي ده .....
نظرت له ياسمين باتهام : كان لازم احمي نفسي بعد ما سبتني واتخليت عني ....
احتقن وجهه صالح باستنكار  : انا اتخليت عنك .....؟!
أومات ياسمين وسرعان ما هبت لها رياح ذكريات نظراته وهجومه واتهامه : اه ياصالح اتخليت عني
شعر بنظراتها توخز قلبه ولكن عقله مازال يردد أنها متهمه وليس عليها أن تخدعه
ليفاجأها بكلماته : انتي مصدقه نفسك ؟!
انصدمت ملامح ياسمين للحظه ولكنها اعتادت الصدمات لتقول بثبات وهي تمسك بدموعها خلف اهدابها ولا تسمح لها بالظهور  : اه ياصالح مصدقه نفسي ......مصدقه أن انا بريئه من الصورة اللي انت حاططتني فيها
تلاقت نظراتهما لتقذفه ياسمين بباقي الحقيقه وهي تعتدل واقفه : وانت كمان مصدق اني بريئه
......مدت يدها تجاه قلبه ووكزته به بقليل من الحده وهي تتابع : قلبك ده مصدق اني بريئه ....قلبك اللي عقلك مسيطر عليه ومصمم يقوله أن انا مش كويسه وطماعه .....عقلك اللي خلي قلبك يمسحني من جواه ويحط واحده تانيه .....عقلك اللي مسابش ليا فرصه ادافع فيها عن نفسي .....
احمر وجهها بقوة من فرط انفعالها وهي تتابع : لو قلبك مصدق عقلك مكنتش هتيجي ليا كل شويه برجلك
وتحاول تتهمني بحاجه جديده عشان عقلك يرتاح طول ماهو شايفني متهمه
كان وجهه صالح ساحه من التعبيرات وهو يتابع حديثها الذي ختمته بنظره عتاب قاتله : بس اقولك حاجه ياصالح .....ارتاح ...ارتاح وقول لعقلك يرتاح عشان أنا خلاص مبقاش فارق معايا ابرر لك اي حاجه
في لحظه كانت تتركه مكانه بينما كلماتها القويه تتردد في أذنه كما في اذنها ....لقد قطعت كل الخيوط بينهم وانتهي الأمر ....ضغطت بشرود علي زر المصعد وهي ترفع عيونها الي الاعلي حتي تمنعها من البكاء .....شهقت حينما وجدت صالح يسرع الي المصعد قبل أن يتحرك ويجذب يدها للخارج
نظرت إليه وحولها بينما نظر إليهم أحدي موظفين الفندق ...صالح انت بتعمل ايه ؟!
تابع سيره وهو يشدد علي يدها في قبضته دون قول شيء حتي خرج بها الي أحد زوايا الحديقه ليقف ويوقفها أمامه ناظرا إليها : اتكلمي ....اتكلمي وقولي مين ظلم التاني ....انتي سبتيني و اتجوزتي .....سبتيني وانا مستني ترجعي  .... اختارتي حياتك وانا مكنتش ضمن اختياراتك
وبعد كل ده لسه ماشيه في السكه دي وجايبه واحد من رجالته يحميكي .... ليه مصممه تحطي نفسك في سكه مشبوهه وبعدين تزعلي لما الناس تشوفك غلط
اتكلمي وردي ...دافعي عن نفسك
افلتت دمعه من عيون ياسمين التي قالت بصوت مختنق : مش هدافع عن نفسي عشان أنا مش متهمه ....
نظرت له وتابعت بحزم : الكلام عن اللي فات انت قفلته بنظرتك ليا ودلوقتي لو في حاجه جديده حصلت وخلتك تيجي ليا قولي عليها
نظر لها صالح بحنق ليكور قبضته قائلا : ماشي عندك حق ...اصلا الكلام في اللي فات مالوش داعي ....دلوقتي انا اخدت ليكي بيت جديد عشان تعيشي فيه
نظرت له ياسمين بعدم فهم : بيت ؟!
اوما لها بامتعاض : امال هتعيشي في الفندق لوحدك علي طول
اشاحت بوجهها : دي حاجه تخصني ....
اندفع صالح ليمسك ذراعها بغضب : وانا قولتلك انك .....ابتلع كلماته وتابع بحزم : انا ابن خالتك وليا حكم عليكي ووجودك هنا في الاوتيل لوحدك غلط ...اسمعي الكلام وبكرة تكوني جاهزة عشان اخدك البيت
تركها وانصرف بغضب بينما وقفت ياسمين مكانها تنظر في أثره .... تعيش نفس الضياع والتشتت الذي يعيشه فهي تريد أن تخطو بعيدا عن أي شيء يجمعها به ولكنها بنفس الوقت تجد كل خطواتها تقودها نحوه وهذا أكثر ما يقتله ....أنه دوما يعود إليها ...!!

قيد من ذهب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن