الخاتمه ١

24.5K 1.4K 72
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

تنهد مكرم بملل وهو ينظر في أرجاء الثلاجه ويخرج لفافه الطعام الذي لم يكمله بالأمس ليمسك بها ويضعها في الفرن ويشعله ويتجه الي الخارج وهو يتحدث مع نفسه : والله كنت عامل ليا حس ياعماد بيه ..!
القي بجسده علي الاريكه وأمسك بهاتفه يطالعه بملل يزداد يوما بعد يوم مع بقاءه بلا عمل يذكر ..... !
غفي مكانه بعد قليل من الوقت الذي مر عليه ولم يشعر بشيء إلا انتفاضه جسده حينما وقع الهاتف من يده حينما تحرك علي صوت تلك الطرقات المتعالية علي الباب الخشبي ....فرك وجهه بانزعاج وقام من مكانه ليتجه بملامح متجهمه يفتح الباب ....خفض عيناه تجاه تلك التي لم يتبينها بينما لم يفق من نعاسه .... رفعت تلك الشابه وجهها إليه بينما تتحدث بسرعه وهي تشرأب برأسها داخل الشقه تتطلع حولها : هنا ... أيوة هي الريحه جايه من هنا  !!
عقد مكرم حاجبيه الكثيفان أكثر ينظر لهذا الشيء الذي يتحدث بلا توقف وتتحرك يمينا ويسارا تشم هنا وهناك وكأنها كلب بوليسي ليسالها بانزعاج واضح ؛ انتي مين وفي ايه ..  ؟!
هتفت الفتاه بكلمات كثيره لم يميز منها إلا تلك الكلمه وهي تدفعه من امامها وتركض بساقيها القصيرة الي داخل الشقه بدون مقدمات ... حريقه !

استوعب مكرم سريعا كلمتها وركض خلفها حيث عبأ  الدخان الكثيف المطبخ ليتذكر أنه نسي الطعام بداخل الفرن كل هذا الوقت ..!!
بعفويه مدت تلك الفتاه يدها تجاه زر الموقد لتصرخ بألم وهي ترتد للخلف ما أن لسعتها سخونه الازرار ليسرع مكرم بحسن تصرف سريع يغلق زر الغاز ويفصله عن الموقد ثم يمد يداه سريعا الي أحدي مناشف المطبخ يمسك بها ذلك الإناء الذي تحول الي رماد ويلقيه بداخل حوض المطبخ الرخامي ويفتح مقبض المياه لتزداد كثافه الدخان ... سعلت الفتاه التي خرجت الي اقرب نافذه وفتحتها ثم تحركت للخارج لتفتح الشرفه الواسعه ...!
زفر مكرم وهو يمسح وجهه ويخرج من غيمه الدخان التي عبقت المكان ليتذكر وجود تلك الفتاه ما أن وجدها واقفه بوسط صاله المنزل تنظر إليه بعيونها الواسعه ....: انت كويس يااستاذ ؟
حك مكرم عنقه وهز رأسه بدون قول شيء لترمش الفتاه باهدابها الكثيفه بضع مرات بينما شعرت بالحرج من الانزعاج بنظرات ذلك الرجل ذو الملامح المتجهمه لتحمحم قائله : انا ..جارتك أشارت إلي باب الشقه وتابعت : سندس ...ساكنه قدامك ...شميت ريحه الحريقه وفكرت أن ....أن
صمتت ولم تتابع حديثها حينما وجدت نظرات خاويه بعيون مكرم الذي لا يهتم لتلك التفاصيل بينما في عالمه لم يكن له جار ولا يعرف بالأساس معني لتلك الكلمه التي غابت عن قاموسه منذ أن كان في الحاديه عشر ووجب عليه الاهتمام بنفسه بعد موت والدته وبقاءه وحده في منزلهم المتواضع بلا لقمه واحده طوال يومان ....لم يطرق بابه جار ولا سواه ولم يكن عليه إلا جلب لقمته بيداه لذا فلا معني لاهتمام تلك الفتاه بحريق في الشقه المجاورة فمن يهتم تلك الأيام ...!
تراجعت الفتاه خارجا ومازالت تري ملامح ذلك الرجل الخشنه والتي لم تتغير قيد انمله ...أغلقت باب شقتها وزجرت نفسها وهي من توقعت علي الاقل كلمه شكر. ..!

قيد من ذهب Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora