الفصل الثامن والعشرون

210 9 1
                                    

عندما تنكشف الحقيقة وتسقط الاقنعه
يظهر للإنسان أن كل ماعاشه بحياته
كان عبارة عن كذبة كبيرة
طلقة رصاص تأخرت
لتصيبه بالنهاية بصميم قلبه
لتقضي بالاخير على آخر ذرة ثقة
تربطه بمن حوله
وكانت تجعله يتمسك بتلك الحياة
ليعود للضياع من جديد
ذاك الضياع الذي كان
يحتويه دون خداع او زيف....

----------------------------------------------------
---------
كانت تجلس بغرفه ابنتها تبكى بلا انقطاع ممسكه باحد صورتها تضمها لحضنها بقوة وهى تردد جملة واحده أنها السبب ، فهى تحمل نفسها مسؤولية ماحدث لابنتها فهى من قادتها إليه حين تركتها تغوص باحزانها بعد موت اخيها فهى كانت تحبه بقوة وحبها لتيم ماهو الا تعويض لها عن فقدانه ، على السبب حينما سمحت لها بأن يتغلغل حبه لقلبها دون ان تبعدها عنه او تحتويها هى وايضا عندما صدقت انها كرهته فجاة حينما تزوج اخرى ولكنها منذ ان علمت بما فعلته وما اقترفته بحقه وبحق زوجته وجنينها وهى لم تقوى
على الخروج والمواجهه امام احد ولا حتى لترى ابنتها بالمشفى بل ظلت حبيسة منزلها رافضة لرؤية احد حتى ان اختها اتت لزيارتها قبل سفرها ولكنها ابت ان تراها كل ذلك
وزوجها لم يأتى من الخارج ليراها ويرى
ابنته على الرغم من علمها بأن ابن اختها
اخبره بما حدث لأبنته ولكنه لم يكلف نفسه عناء الاطمئنان عليهم..

دلفت إليها احدى العاملات المتواجدين بمنزلها وهى تضع امامها الطعام لتحدثها فريال بصوت حزين مجهد:-شيلى من قدامى قولتلك مش عاوزة اكل مليون مرة هقول الكلام..

لتحدثها الخادمه بحزن:-ياست فريال ماينفعش كده ابوس ايدك دوقى ولو حاجة صغيرة ده انتى مخاصمه الذاد من وقت اللى حصل ولولا المحاليل اللى الدكتور معلقها دى لاقدر الله كان جرالك حاجة..

فريال باكية:-ياريته كان يجرى ياريتنى اموت وارتاح واخلص من عذابى ياريتهم يسجنونى أنا مكانها أنا السبب فى اللى هى فيه أنا اللى استحق الاعدام والجنون مش بنتى..

الخادمه بحزن:-والنبى ماتعملى فى نفسك كده ان شاء الله ربنا يقف جمبها والمحامى اللى حضرتك مسكتيه القضية يعرف يتصرف ويخرجها منها..

ابتسمت فريال بمرارة:-تخرج تخرج فين ياعزة دى خلاص هتقضي عمرها كله يافى المصحه يافى السجن خلاص مستقبلها راح راح ياعزة وانا السبب...

لتستمع لصوته يحدثها بغضب:-طبعا انتى السبب كل المصايب انتى السبب فيها من الأول يافريال هانم..

انتفضت عزة من مكانها حين طالعته لتتحدث بتوتر:-سالم بيه حمد الله عالسلامه..

سالم بغضب:-امشي اطلعى برا يازفته انتى يلا..

تطلعت اليه والى فريال لتذهب بالاخير بعد ان اشارت فريال إليها لترحل لتغلق الباب خلفها بخوف على سيدتها..

أغدا ألقاكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن