الفصل السادس عشر

222 10 0
                                    

ليمر شهر العسل سريعاً...
وقبل انتهائه بايام ...

كانت غالية تجلس بهدوء على السلم الصغير تتطلع بشرود متأملة تلك المساحات الخضراء امامها وهى تغمض عينيها تشعر بالهدوء والراحة والطمأنينة بذلك المكان ،لم تصدق عينيها حينما فاجئها بعد أسبوع وهو يتحرك باليخت من قبرص ويصل بهم لإحدى جزر اليونان الشهيرة سحرتها تلك الجزيرة وخاصا حينما رات ذلك الكوخ الذي سيمكثان فيه لم تكن بمخيلتها أن ترى ذلك الكوخ الا بالافلام ولكن معه تتحقق كل المعجزات والاحلام فهو لم يكن كوخ بالمعنى الحرفى بل كان مؤسس ببراعه ليخدع من يراه من الخارج ببساطته ولكن عندما يقترب منه ويراه بالداخل يرى مدى حجمه وفخامته، فكان خشبيا بسقف مائل يقع على مساحة كبيرة من الأرض العشبية الخضراء تحاوطه من الجانبين حيث تمتد إلى عمق البحيرة لتصبح بالنهار بحيرة صافية تتألق تحت اشعه الشمس لتظهر كلوحه ابرع الخالق بها أما بالمساء فكانت شئ آخر رائع لا تقل عن الصباح شيء فكانت تلتمع بضوء فضي تحت انوار القمر والنجوم ، تنهدت بحرارة باسمه بضعف وهى لاتصدق أنه قد مر اسبوعان على زواجهم لتشعر وكانما حفل زفافهم كان بالامس تنهدت بفرح وسعادة وهى تقفز درجات السلم القليلة المؤدية للطابق العلوى من الكوخ بخطوات سريعه لتصل لغرفة نومهم تفتحها بحذر لتقف تطالعه باسمه بعشق وهو نائم بعمق لتقترب منه بهدوء لتراه كطفل صغير يغفو بسلام طالعته بحب باسمه عن قرب لترى ملامحه عن قرب وذقته التى لم يحلقها لأيام بشرته البيضاء، وحاجبيه المسترخيين وانفه المستقيم وشعره الناعم وقتها ابتسمت له بسعادة لتمد يدها رغما عنها تلامس خصلات شعره التى تدلت على جبينه تبعدها وهى تقترب منه تطبع قبله خفيفة على جبينه وعندما كادت أن تبتعد عنه تفاجئت بمن يشدها اليه لتخرج من جوفها صرخه خفيفة وهى تضع يدها على قلبها من شده الفزع ليحدثها هو بصوت ناعس باسما:-رايحه على فين ياقطتى...

لتطالعه غالية وقتها بغيظ وهى تلكزه بصدره بخفة:-انت كنت صاحى وبتضحك عليا رعبتنى عاوز تموتنى ...

طالعها بنصف عين باسما وهو يعتقل خصرها بين ذراعيه دافنا وجه بين ثنايا عنقها هامسا بحب:-بعد الشر عليكى يانور عيونى ...

لتحاول هى أن تدفعه وتبعده عنها بدلال ولكنه لم يبتعد ويتركها بل زاد إصرارا على تمسكه بها لتحدثه غالية برقة:-تيمو حبيبى قوم بقى وبطل كسل يلا عشان نخرج نتفسح شوية خلاص إحنا قربنا نرجع..، ولكنه لم يكن ينطق بحرف لتنظر اليه وقتها لتجده ينظر إليها يطالعها مبتسماً بصمت:-الله مادام حضرتك صاحى ممكن اعرف مابتردش عليا ليه..

تيم وهو يدفن وجه بعنقها أكثر:-فراولة..

نظرت له غالية بغرابة وهى تكرر كلمته بعدم فهم:-فراولة !! ايه فراوله دى..

تيم وهو يتنهد باسما رافضا تركها بل تمسك بها اكثر قائلا بهمس:-انتى الفراوله كل مااقربلك بشم فراولة توت مش عارف بس اللى متاكد منه أنها فراولة...

أغدا ألقاكWhere stories live. Discover now