البارت الواحد و السبعون🌼

70 16 0
                                    

لقاء الحاج محمد علي الفشندي

💔😭
قال علي الأكبر لأبيه الأمام الحسين ( عليه السلام) أولسنا على الحق.
فرد الامام الحسين : بلى والذي إليه مرجع العباد. "
فقال علي الأكبر :إذن لانبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا.

بحار الأنوار ج44

🏴 ‏"تقول السيّدة سكُينه؛
‏"لقد احتَضَر والدي الحُسين ثلاثة مرات عندما برز علي الأكبر الى القتال
💔😭

المصدر:( كتاب الكمالات الروحية عن طريق اللقاء بالإمام صاحب الزمان عليه السلام )

التقيت، في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة عام 1404ه وأنا خارج من الحرم الطاهر للسيدة زينب (سلام الله عليها) في الشام بحجة الإسلام القاضي الزاهدي الكلبايكاني. فروى لي الواقعة الآتية التي تحمل جوانب تربوية للسالكين في طريق الكمالات الروحية.. فقال: في طهران سمعت الحاج محمد علي الفشندي، وهو من صلحاء طهراء يقول: منذ باكورة شبابي كان دأبي اجتناب المعاصي بقد الامكان، وأن أواضب على الذهاب إلى الحج.. حتى أفوز بلقيا مولاي الامام بقية الله (روحي فداه). ومن أجل هذا قصدت مكة المكرمة أعواماً عديدة، يحدوني أمل اللقاء.
في احدى هاته الأعوام وقد أخذت على عاتقي رعاية شؤون جمع من الحجاج انطلقت في السابع من شهر ذي الحجة إلى صحراء عرفات، ومعي ما نحتاج إليه من لوازم وأمتعة، لأتمكن قبل ذهاب الحجيج إلى عرفات أن أتخير لصحبي موضعاً حسناً.
كان الوقت مقارباً لعصر اليوم السابع لما ألقيت رحلي، وأتخذت مكاناً لنا في خيمة من الخيام التي كانت معدة لنزول الحجيج (و قد تبين لي في أثناء ذلك أن أحداً لم يصل قبلي إلى عرفات). عندها أتاني أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الخيام، وقال لي: لماذا جئت الليلة بكل هذه الأمتعة؟! ألا تعلم أن من الممكن أن ينفذ إليك لصوص في هذه البرية ويسرقوا ما معك؟! على أي حال.. فإذ قد جئت فإن عليك أن تظل يقظان حتى الصباح، لتحافظ على أموالك بنفسك. قلت: لا مانع.. أظل يقظان، وأحافظ على أموالي بنفسي. تلك الليلة قضيتها بالعبادة ومناجاة الله.. حتى مطلع الفجر. لكن الذي حدث في منتصف الليلة أن رأيت سيداً جليلاً قد تعمم بشال أخضر.. وهو يدخل الخيمة، فناداني باسمي قائلاً: حاج محمد علي.. سلام عليكم.
رددت تحيته، ونهضت من مكاني.. فدخل هو في داخل الخيمة. وبعد لحظات لحق به عدد من الشبان الذي قد طر شاربهم ونبتت لحاهم حديثاً.. وكأنهم خدم له. في البداية أحسست بشيء من الخوف. ولكني وجدت محبة هذا السيد في قلبي بعد أن تحدث معه ببعض العبارات. وقف الشبان خارج الخيمة، ودخل السيد وحده.
التفت السيد إللي وقال: حاج محمد علي.. هنيئا ًلك، هنيئاً لك! قلت: ولم؟ قال: لأنك بت ليلة في صحراء عرفة..حيث بات جدي الحسين (عليه السلام). قلت: ما الذي ينبغي أن أصنع هذه الليلة؟
قال: نصلي ركعتين. تقرأ فيهما بعد (الحمد) سورة (قل هوالله احد) إحدى عشرة مرة.
بعدئذ.. قمت وأديت هذه الصلاة معه. وعقب الصلاة دعا السيد بدعاء لم أكن قد سمعت مثله في معانيه. كان السيد على روحية عالية.. والدموع تجري من عينيه. وحاولت، من جانبي، أن احفظ نص الدعاء.. لكن السيد قال لي: هذا الدعاء خاص بالامام المعصوم، ولسوف تنساه.
ثم إني قلت له: أعرض عليك اعتقادي في (التوحيد) لترى هل هو حسن. قال: قل. عندها شرعت أذكر الاستدلال على وجود الله (تعالى) بآيات الأنفس وآيات الآفاق. (1) وقلت: بهذه الأدلة أؤمن بوجود الله. فقال لي: هذا القدر من معرفة الله يكفيك. ثم عرضت عليه اعتقادي بمسألة (الولاية)، فقال: اعتقاد حسن. بعدها سألته: في رأيك.. أين يكون امام الزمان (عليه السلام) الآن؟
قال: امام الزمان في الخيمة الآن. سألته: يقولون ان الامام ولي العصر (عليه السلام) يحضر عرفات.. ففي أي موضع من عرفات يحضر؟ قال: في حوالي جبل الرحمة. قلت: هل يراه من يذه إلى هناك؟
قال: نعم، يراه ولا يعرفه. قلت: هل يأتي الامام ولي العصر (عليه السلام) ليلة غد عرفة إلى خيام الحجيج ويتفضل عليهم بعنايته؟ فقال: يأتي إلى خيمتكم ؛ لأنكم ستتوسلون ليلة غد بعمي أبي الفضل. وعند هذه النقطة من الحوار، قال لي: حاج محمد علي.. أمعك شاي؟ (في تلك اللحظة تذكرت فجأة أني قد أحضرت كل شيء ما عدا الشاي) قلت له: كلا لم أحضر شاياً. وكم كان حسناً أن ذكرتني. غداً أذهب وآتي بالشاي للحجاج. فقال: الآن.. معي شاي. ثم أنه خرج من الخيمة، وما لبث أن عاد، وناولني مقداراً كأنه شاي في الظاهر. ولما أعددت الشاي وشربت منه.. وجدته معطراً حلواً إلى حد أن بدا لي أن ليس من شاي الدنيا. بعدها سألني: أمعك طعام آكله؟ قلت: اجل. يوجد خبز وجبن. فقال: أنا لا آكل الجبن. قلت: يوجد لبن. قال: هاته. أتيته بشيء من الخبز واللبن، فتناول منه. ثم قال لي: حاج محمد علي.. أعطيك مئة ريال لتعتمر عمرة عن أبي. قلت: على عيني. ما أسم أبيك؟ قال: اسم ابي سيد حسن. سألته: وما أسمك؟ فقال:سيد مهدي. (و تناولت منه النقود). عندها نهض هذا السيد ليذهب، فقمت إليه أحتضنه معانقاً. ولما أردت تقبيل طلعته.. رأيت خالاً أسود رائع الجمال على خده الأيمن. وضعت شفتي على الخال وقبلت وجنته. وبعد لحظات من انصرافه.. رحت أنظر هنا وهناك في صحراء عرفات، فلم أر من أحد. عندها تفطنت إلى أنه الإمام بقية الله (أرواحنا فداه) خاصة وأنه: يعرف اسمي! يتكلم الفارسية! اسمه (مهدي)! ابن الامام (الحسن) العسكري!
عندئذ، قعدت أبكي وأنوح.. حتى ظن الشرطة أن لصوصاً قد أغاروا على أمتعتي وأنا نائم، فجاءوا إللي، قلت لهم: هذا ليل.. وأنا مشغول بالمناجاة والبكاء. في اليوم التالي.. وصل حجيج الحملة إلى عرفات، فقصصت ما جرى على العالم المرشد في الحملة... الذي أخبر الحجاج بالخبر، فضجوا بالبكاء! وفي ليلة عرفة صلينا صلاة المغرب وصلاة العشاء في أول الوقت. ثم بدأ المرشد، من تلقاء نفسه، يقرأ مجلس عزاء أبي الفضل (عليه السلام) ولم أكن قد أخبرته بوعد الامام (عليه السلام) اذ قال: اني سأحضر ليلة غد في خيمتكم لأنكم ستتوسلون بعمي أبي الفضل (عليه السلام).
كان المجلس حاراً مؤثراً جعل الحاضرين في حالة طيبة من الروحية ومن الاقبال. بيد أني اذ كنت فيهم أترقب بين لحظة وأخرى، الحضور المقدس للأمام بقية الله (روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء).
وأوشك مجلس العزاء أن يبلغ نهايته.. وما من خبر. فضاق صدري، وقمت من المجلس إلى خارج الخيمة. وهناك فاجأني أن أرى الامام ولي العصر (روحي فداه) واقفاً يستمع إلى قراءة العزاء ويبكي. أردت أن أصيح مخبراً صحبي أن الإمام هنا، فأشار (سلام الله عليه) بيده ان لا تقل شيئاً! وتصرف في لساني حتى سُلبت القدرة على النطق. كان الامام بقية الله (روحي فداه) واقفاً خارج الخيمة في جانب، وأنا في جانب آخر.. وكل منا يبكي على أبي الفضل (عليه السلام)، ولم أكن أقوى أن أخطو خطوة واحدة نحو الامام ولي العصر (عليه السلام). ولما أكتمل مجلس العزاء.. انصرف الامام.
أجل أن خير موضوع يمكن أن يكون موضع توجه الامام (عليه السلام) فيما يبدو من هذه الواقعة هو التوسل بأبي الفضل العباس (عليه السلام)، وذكر مصابه. وهذا يعني أن من الضروري للسالكين إلى الله، ولمن يبغون الارتباط بالامام ولي العصر (عليه السلام).. أن يتخذوا من هذا الموضوع – البلسم القيم وسيلة مهمة تعينهم في هذا السبيل.

قناة قصص لقاء صاحب الزمان
https://t.me/mhdar2

قصص مهدوية Where stories live. Discover now