10 : تَجَـاهُل

259 25 2
                                    

كونكِ انثى هذا شيء مميز، لا تمتلكه الكَثير من بنات حواء

———————-

-يُروى على لِسان رِيـم -

رَفع عينه ينظر الي بشيء من الحِقد، الكُره وربما الرغبة في الأنتقام، نظراته بمفردها كانت كفيلة بقتلي ودفني حية، ما الذي ورطتُ به نفسي؟ الا يكفي انه ثري وماله يستطيع ان يطمسني وانا واقفة؟ ماذا ان اراد ان يُرسل علي رجالاً من اتباعه ليلقنوني درساً لا ينسى، لكيفية صفع انطوني راي.

توقعت الكثير في تلك اللحظة، لكن ما لم اتوقعه هو ان يَمد يده في تلك اللحظة ويصفع وجهي بقوة مضاعفة عدة مرات جعلت مني اترنح الى الخلف لأستند على حديد سور اليخت وانا اشهق بغير تصديق، نبضات قلبي تتسارع ، وصدري يعلو ويهبط من الصدمة، لا اسمع سوى طنيناً في اذني وكأنها صُمت، اراه يتقدم بخطاه ، وبدلاً من يعتذر نادماً، سحب خصلات شعري تلك الى الخلف وكأنه يحاول نزعها من جذورها تلك.

"ابتـ.. ارجوك.. افلتني.." لم اكن ادرك هل اصرخ ام اهمس، لا اشعر بأي شيء ولا حتى صوتي، وايضاً لم اجد منه استجابة، لعلني فقدت حواسي بسبب سيطرة الألم على جسدي واعصاب مخي، مهما اعتقدت انه فاعل، الا انني لم اتخيل ولو بواحد من المائة، انه سيُلقي بي من فوق اليخت الى البحر الذي كان هائج الأمواج في تلك اللحظة!

"انطوني! النجدة.. سـ .. ساعدني!" صرختُ بينما ماء الموج كان يدخل فمي ليكتمه، ولم اعلم في تلك اللحظة مقدار المياه المالح الذي غسل جوفي بينما انا اصارع الموج، والغريب ان كُل من على اليخت اختفى.

لم يكن هناك من ينجدني، لم يكن هناك سوى انطوني الذي استند على السور الحديدي بساعديه وهوي يبتسم بمرح، بأستمتاع، وهو يستمع الى مناجاتي ، ويراني اغرق ببطئ، بينما يسحبني تيار المياه الى الخلف، لأبتعد تلقائياً وببطئ عن اليخت، حاولتُ ان اتمالك اعصابي رُغم انني كنت موقنة بمصيري، فأما ينقذني انطوني وهذا احتمال فقدت الأمل به في تلك اللحظة، او اموت غرقاً.

لكن يبدو انني سأموت.. بدون ان اغرق.

فوجئت حينما رأيت شيئاً بارزاً على سطح البحر من بعيد، وكان واضحاً وجداً انها سمكة قرش تبحث عن ضحية اليوم، لن اقول غذائها ، فالقرش لا يأكل البشر غالباً، ليس طعامهم المفضل، لذلك يبدو انها ان لم تجد ضحية في هذا البحر بأسرع وقت، ربما اكون انا هي تلك الضحية المُنتظرة!

"ارجوك.. اتوسل اليكَ.. انطوني.. النجدة!" صرختُ بكل ما بي من قوة، وانا اسبح بجسدي الى الأمام لكي ابتعد عن سمكة القرش وناظريها بقدر الأمكان، لستُ مستعدة للموت، لا اريد ان اموت هنا، لم يمد انطوني يد المساعدة لي، تجاهل مناجاتي في تلك اللحظة، وبدلاً من طلب النجدة الذي كنت اصرخ به، يبدو انه سمع نكته، فهو انفجر ضاحكاً، وهو يشير الي بيده ويضحك، ضحكاته كانت صاخبة، ترن في اذني وكأنه كان قريباً مني وبشدة.

لوحة الحَظTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon