7 : مُخيم

281 25 1
                                    

المشاعر، سواءاً كانت حبٌ ام كره، امان ام خوف، كُلها لحظيات..

***
-يُروى على لِسان الكاتـبة -

وَضعت ريم المسدس مكانه تماماً بعدما غطته جيداً بالكيس لتُخفيه بتحفظ ، خاشية ان يسقط من يدها فيُصدر صوتاً ، وهي آخر ما تتمناه في تلك اللحظة ان يسألها اياً من الجالسين خارجاً عن حالها، لأنها ليست بخير ابداً، يديها ترتجفان بشكل ملحوظ يُعبر عن رُعبها في تلك اللحظة، يبدو ان كلام لين كان صحيحاً، انطوني لا يبدو عليه انه طباخ حتى، وبعدما رأت المسدس الموضوع بشكل مقصود تماماً في هذا المكان، فهناك علاقة بالتأكيد بين انطوني وبين المسدس.

سحبت نفساً عميقاً تُهدئ به روعها وتخفف رجفة جسدها، لتزفره بأهتزاز لم تستطع ان تتماسك به، نظرت الى انعكاسها في المرآة لثوان، ان تماسكت الآن وتمالكت اعصابها ان لا تنهار، اذاً ماذا سيحدث عندما تلتقي عينيها بعينيه عندما تخرج من الحمام؟ هل ستمتلك الجُرأة الكافية للهرب؟ ماذا سيحدث ان اعترف بكونه مجرم ؟ بالتأكيد لن يتركها تعود الى مسكن الطلبة بسلام، اقل ما قد يفعله هو اختطافها في قصره.

مع ذلك لم يكن امامها اي حل سوى الخُروج وملاقاته، في النهاية لن تعيش عمرها كله في الحمام، لذلك امسكت بمقبض الباب ورجفة يديها لا تزول، فتحته وكما توقعت ، وجدت سيلين تقف مستندة على الحائط، وعندما لفتت انتباهها حيثُ كانت شاردة في شيء ما ونظرها مُعلق على الأرضية السيراميكية، رفعت عينيها تُناظر ريم بنظرات مبهمة، لم تفهمها ريم كثيراً ولكنها كانت مخيفة، وكأنها تريد قتلها مثلاً او ترى ريم فريسة امامها تريد تناولها.

تحمحمت ريم بخفة وهي لا تمانع ان تُفلت الأمر لقدميها حيث تأخذانها وتهرب من هذا المكان الذي لم تعد تشعر بالأمان فيه، ابتسمت اليها سيلين واختفت تلك النظرة في عينيها ليحل محلها لُطف لم تفسره ريم ولم يرق لها، ولكنها على اي حال بادلتها نفس الابتسامة بتوتر واضح، ومشت خلفها عائدة الى حيثُ كان يجلس الجميع مرةً اخرى.

كانت الصالة مفتوحة وكبيرة ، والمكان الذي كانوا يجلسون به لا يُعد شيئاً من بقيتها، عندما لم يجدا من كانوا جالسين على طاولة الطعام ، التفتت سيلين برأسها مشيرة الى جهة اخرى من الصالة العريضة "لابد انهم يجلسون هناك الآن" لم تكن ريم لتتبعها الا لكونها لا تمتلك اي خيار آخر، ماعدا ذلك فهي لا تثق بتلك الفتاة ولو بواحد من مائة، في الواقع هي الآن لا تثق بالجميع حتى انطوني.

ولكنها صدقت بعكس توقعات ريم، فقد كانوا جميعاً بالفعل يجلسون على الآرائك الناعمة ذات السطح الجلدي الأسود العصري، كان انطوني يضرب بكفه على كف مارو بضحكاتٍ صاخبة جداً، بينما كفه الآخر يُمسك بكأس النبيذ وكأنه لا يستطيع مفارقته لثوانٍ، بينما لين كانت مدفونة في كُرسيها الجلدي لدرجة انها تكاد تختفي به من صغر حجمها، ووجهها محمر بغيظ وملامح مقهورة.

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now