5 : سِـر

353 26 3
                                    

جُرح الجسد يلتئم.. اما عن القلب فـمُنكتم

***

-يُروى على لِسان ريـم-


تَنهدتُ بسؤم ملقية قلمي الأحمر على الورقة بأرهاق، ورميت رأسي الى الخلف بتعب، مللت من التفكير في حل ، الوضع بدأ يصبح اكثر تأزماً ولا حل يطرق بابي لينقذني، خرجت لين من غرفتها تفرك بطنها المكشوفة بينما فمها مفتوح تتثائب، نظرت الي لبضع ثوان وكأنها تحاول ربط الأحداث او استيعاب سبب وجودها في الشقة من الأساس، ثم اقتربت متسائلة بوجه نعس "لما انت مستيقظة منذ الفجر؟ اليوم الأحد ، لولا ان لدي صلاة يجب ان اؤديها لكنتُ اكملت نومي الى الغد"

"يجب ان نجد حل يا لين " تذمرتُ ولم اتكلف رفع رأسي لها، هي في المقابل امسكت بالورقة تتأملها للقليل من الوقت تحاول تجميع الأحرف ، الى ان وصلت لها الفكرة فالتفتت الي بتعجب "لماذا تبحثين عن عمل؟! الم يرسل لكِ ابيكِ المال هذا الشهر ايضاً؟"

نفيتُ برأسي بوجه ممتعض، سيرة الأب دائماً ما تكون مبهجة لكل الأبناء الا انا، لم اجد شخصاً اكرهه بقدر ما اكره هذا الشخص، ليس لكونه سيء فقط من كل شيء، ولكنه ايضاً لا يستحق ان يكون اباً، او زوجاً حتى، التفكير في الأمريجعلني اكرهه اكثر فأكثر، رمت لين جسدها على الكرسي المقابل لكُرسيي ، ورفعت شعرها الطويل الى الخلف ليظهر وجهها بأكمله حيث وجهها الذي يحمل نفس الأمتعاض الخاص بي "هل حاولتِ ان تحادثيه؟ اعتقد انه من الأفضل التحدث معه، في النتيجة هو والدكِ ولن يستطيع تبرئة نفسه من مسؤوليتك بتلك السهولة"

"لم احادثه ولن افعل، اتذكرين ماذا حدث عندما طلبتُ منه المال خلال الشهر الماضي؟ صرخ في وجهي ان اطلب المال من امي! لن اعاود الطلب منه ابداً " نفيتُ كأمر منتهي ونبرة صوتي كلها قهر ، من المحزن جداً ان تمتلك والدان لا يكترثان سوى لنفسيهما، آخر اتصال من امي لتسأل به عن حالي كان قبل .. قبل عام..

في تلك اللحظة ادركتُ انني لا اعنيهم، ومنذ ان سافرت والمال الذي يرسله ابي يقل، من الفين دولار ليصبح خمس مائة بالتدريج، اما الآن فهو اختفى، اليوم بداية الشهر الثاني الذي لا املك به المال، ولولا ان السكن مجاني بسبب المنحة، لكنتُ انام على الرصيف منذ وقت طويل.

"بما ان والدك لم يبرر الأمر ولم يرسل المال، اعتقد ان هناك مشكلة ما فـ..." بدأت لين كالعادة بمحاولة تحسين صورته امامي، بأختلاق الأعذار له، وافتراض الكثير من المصائب لكي لا اظلمه برأيها، لكنني لم انتظر منها اكمال حديثها حيث اردفتُ ببرود وضح لها انني قد انهيت الأمر بالنسبة الي "ما هي المشكلة التي قد تصيب رجلاً يملك ثلاث شركات مختلفات؟ اقسم لو انه قد افلس كل ما يملك في البنوك والأملاك، سيظل معه الملايين متكدسة ، لكن ما عساي انتظر من البخيل سوى المزيد من البخل؟ "

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now