8 : تَغَيُر

383 34 16
                                    

وعَيناك اربكت قلباً تابَ عنِ الحُـب

***

-يُروى على لِسان رِيـم -


توَقفت السيارة بعد مدة طويلة على الرِمال، حيثُ أن البحر هو ما يَطُل على المكان الذي اوصلنا اليه مارو، خرجتُ انا اولاً واضعة نظارتي الشمسية على عيناي كحماية لا بأس بها من اشعة الشمس القوية والتي كَانت مباشرة ، انظُر الى المكان الذي حولي بتفحص وانا اتأمل الناس او حتى الرمال والأمواج .

كانت هُناك مجموعة كبيرة من الشباب يصرخون بعيداً عنا بينما يرمُون بالكرة الى بعضهم البعض بحماس، كان من بينهم بعض الفتيات ايضاً، ولذلك رَجَحتُ ان يكون هؤلاء هم من سنقضي معهم هذا الأسبوع كما قال انطوني، خرجت لين كذلك من السيارة وتلاها مارو بعدما اغلق السيارة واستدعى احد العُمال لكي ينقل الحقائب الى الفُندق ، رُغم ان انطوني قال انها رحلة تخييم وليست رحلة الى الشاطئ.

"هيا بنا.." هتف مارو الينا لنمشي بجانبه حيث كما توقعت ، كان يمشي بأتجاه المجموعة الكبيرة، وكلما اقتربنا كانت ملامحهم تظهر اكثر فأكثر، لاحظتُ ان كُل الرجال هنا وسيمين بجسد رياضي، لم اجد اي واحد منهم ببطن مترهلة او خد كبير، وكذلك الفتيات جميلات بشكل لا تستطيع تصديقه، شككتُ لثوانٍ في كلام انطوني عني، ان كان امامه كُل هؤلاء الفتيات الجميلات ، فلما يراني مميزة بينما هن يستطعن أخذ لقب ملكات الجمال وبجدارة وشهادة الجميع؟!

"يا رفاق، انضم الينا آنستان جميلتان اليوم!" هتف مارو بصوتٍ مرتفع يلفت انتباه من كانوا يلعبون كرة الطائرة حول الشَبكة الكبيرة، وبالفعل توقف الجميع وسقطت الكُرة بين يدي رجلاً منهم، وتلقيتُ انا ولين الكثير من كلمات الترحيب الحار والأبتسامات الكبيرة، ابتسمت فتاة منهم تحمل وشماَ واضحاً على ذراعها ، وشعر قصير ، يكاد يكون اقصر من شعر انطوني "هل تستطيعان لعب كرة الطائرة؟"

"بصراحة ،لم اجرب قبلاً" اجابت لين بلُطف وهي تتمسك بحقيبتها التي تتدلى من على كتفها، بينما انا شاردة ابحث عن ضالتي من بين الواقفين، ولم اجده رُغم ذلك ، لم اجب الفتاة ليس لكوني لا استطيع ولكن من دعانا الى الرحلة لم يكن موجود ، وكان لدي فضول شديد ان اعرف اين هو، كنت على وشك ان التفت الى مارو وسؤاله عنه لكن وجدت يدي تُسحب من قبل الفتاة ذات الوشم والتي عندما اقتربتُ منها وجدتها تمتلك قرطاً معلقاً على انفها "تعالِ سأضمك الى فريقي."

"من قال انها تريد الأنضمام الى فريقك؟ اجزم انها تريد ان تكون مع المحترفين امثالنا" اردف واحد من الشباب بينما يستند بأصابعه على الشبكة ، والقى بغمزة يتيمة الي وانا ضائعة تماماً لا افهم ما يحدث، التفتُ ابحث عن لين بعيناي ووجدتُها تجلس على احدى الكراسي والتي تمتلك مظلة فوقها، وكانت ترتشف من عصير ما بينما تراقبنا مبتسمة .

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now