11 : اهرُبـي!

221 24 7
                                    

العَالم 206 دولة ، وانتَ موطني الوَحيـد

———————-

-يُروى على لِسان الكَاتبـة -

انسحبت ريـم من بين ناظري انطوني بعد حرب نظراتٍ بينهما قررت هي الأنسحاب منه لتخرج منهزمة وبدرع دفاع مكسور، لا تفهم تماماً لما قد يُعاملها بذلك الشكل خاصةً انه اخطأ بحق ولا يستطيع نفي ما فعله كأنه لم يحدث، ولا يستطيع عقلها تحليل سبب نظراته الحادة والتي جعلتها ترتعد منسحبة الى الخلف، لدرجة انها للحظة، شعرت بالذنب لفعلتها رغم انها متيقنة تماماً انها ليست المعتدي في تلك اللحظة!

تركته بعد جملته التي كانت ساخرة بحقها ، لتتوجه بخطاها نحو الدائرة لكي تعود الى مكانها، لكنها وجدت مكانها قد اخذه مارو بالفعل ، لم تشئ ان تُفسد الأمر على صديقتها التي كانت تضحك مع مارو ويبدو انها سعيدة بوجوده ، على الأقل لتكن احداهما ذات حظ جيد، نقلت عينيها تبحث عن مكان خالي في تلك الدائرة الكبيرة، لم يكن هناك أي مكان فارغ ، الكل يستمتع بطعامه مع بعض النكات والضحكات الصاخبة، فقط هي ذات الوجه العابس من بينهم.

"هُنا .. ريم!" سمعت صوتاً من بعيد حيث في الطرف الآخر من الدائرة، كانت لارا تجلس مستندةً على صخرة كبيرة تتناول من شطيرتها، لا احد بجانبها، ولا احد يتحدث معها، في المقابل كانت شقيقتها تجلس بجانب حبيبها في الدائرة يتحدثان بوجه جدي ، توقعت ريم ان يكون الأمر له علاقة بالعمل، حيث ان ملامحهم لا توضح ان هذا حديث بين حبيبان عاديان.

وكحل لا يوجد سواه، خطت ريم من حول الدائرة متوجه الى حيث تجلس لارا، ابتسمت اليها مجاملةً فهي لا تستطيع تصنع السعادة في حالة كالتي هي بها، لتجلس بجانب لارا على العُشب وتسند بظهرها الى الحجر الكبير، التفتت اليها لارا بأبتسامة كبيرة لترفع يدها الفارغة تُعدل نظارتها على عينيها، ثم همت بقَسم شطيرتها التي لم تأكل منها الكثير ، وَمدتها الى ريم بأبتسامة واسعة "تَفضلي.."

"اوه.. لا اريد شكراً لكِ، لا اشعر بالجوع" نفت ريم بأدب خاصةً انها لم ترد الرفض ابداً، فتلك حركة لطيفة للغاية من لارا تُظهر فيها مدى طيبتها لها، لذلك  ترددت في الرفض فهي لا تريد كسر خاطرها، الا ان لارا اصرت بينما تمد نصف الشطيرة مرة اخرى لها "لا آكل كثيراً في العادة لذلك يُمكننا تقاسم الشطيرة، ارجوكِ اقبليها"

لم تستطع ريم الأصرار على الرفض خاصةً مع اصرار لارا اللطيف في موقف كهذا، لذلك تناولت من يدها النصف شطيرة بأبتسامة واسعة ليست مصطنعة تلك المرة، في الواقع ما احدثته لارا قد جعل الكثير من الفراشات تتسلل الى قلب ريـم، كان ذلك لطف منها رغم انها لم تكن مجبرة لتفعل ذلك، قضمت ريم من الشطيرة ، وعينها لا ارادياً راحت الى من هو السبب في ضيقها الآن، اعتقدت انه لن يهتم، وستجده يضحك مع رفاقه كالعادة وكأنه لم يحدث بينهما اي حرب نظرات وغيره، لكنها وجدته مستلقي على العشب الأخضر ينظر الى السماء بصمت.

لوحة الحَظحيث تعيش القصص. اكتشف الآن