3 : لَا يُعقل!

396 32 7
                                    

-هل يستطيع المُحب أن يؤذي حبيبه من فرط حبه؟
-لا والله لا يجتمع الحب والأذى في قلب واحد.

———————-

-الفصل يُروى على لسان ريـم-

نهضتُ صباح اليوم التالي بفزع ، بسبب حلم آخر وبالتأكيد يحتوي على ذلك الشخص الغريب، لكن الفرق تلك المرة انه كان يحادثني، لا اذكر تماماً محتوى حوارنا ولا ما رغبه مني ، لكن ما اذكره هي ابتسامته اللطيفة، وانه كاني عاري الصدر، ولكن لما قد احلم برجُل عاري لا اعرف اسمه حتى؟! التفكير اصبح يقتلني ببطئ، وبعض الأفكار اصبحت تراود ذهني بشكل غريب، ورَجحتُ ان يكون شيطاناً متلبساً شكل انسان ويحاول ايذائي، نعم اكاد افقد صوابي .

ولكن على غير العادة، اطلتُ النظر الى لوحتي البيضاء بينما انا اجلسُ على السرير، لما لا يكون السر في اللوحة؟

عندما رسمتُه اول مرة حيث كان يجلس في مقهى ما ويرتشف من قهوته، رأيته في اليوم التالي، وكذلك امساً، رسمته بينما يشرب النبيذ لأُفاجئ به يكون في نفس الحانة التي كنت انا بها، بل وابتسم بينما يحدق بي، لا يعقل ان يكون كل ذلك صدفه، على الأرجح ان لوحتي مسحورة.

تركتُ فراشي فوراً ولم اقترب من لوحتي، لن ارسم حُلم اليوم، ولنرى ان كُنت سأراه او لا، خرجتُ من الغرفة ببعض القلق، وعقرب الساعة فقط ما يصدر الصوت في ممر الشقة الصغيرة ، نظرت الى الساعة بترقب متمنية ان تكون الساعة العاشرة صباحاً، ولكن خاب ظني عندما كان عقرب الساعات على الساعة الخامسة صباحاً، لابد ان كُل سكان البلاد الآن ينعمون بسبات عميق، بينما انا خرجتُ من غرفتي برعب ان احلم بذلك الكائـن المُريب!

تنهدتُ لأعود الى غُرفتي مرةً اخرى، يجب ان افعل اي شيء يغير حالتي المزاجية تلك، لن يؤثر بي ! حسناً كنت احاول اقناع نفسي فحسب، ارتديتُ بنطالاً رياضياً فضفاضاً اسود اللون، وقميص قطني ابيض فوقه ستره سوداء اللون، رفعت شعري البني الذي يميل للشُقرة لأغطيه بقبعة سوداء، ولم اكلف نفسي عناء وضع اي ذرة من مساحيق التجميل، تناولتُ هاتفي لأختار موسيقى من ما تروق الي، وكذلك وضعتُ سماعاتي اللاسلكية في اذناي، ارتديتُ حذائي بهدوء لكي لا ازعج ليـن لكون نومها خفيف جداً، تناولتُ مفتاح الشقة ثم خرجتُ منها بأكملها هاربة من الذي يطاردني وغيرها من الافكار التي لا تتركني وشأني.

خروجي لم يكن بسبب معين الا انني لا استطيع العودة الى النوم مرةً اخرى، لعل المشي يخفف قليلاً من تعبي النفسي بسبب هذا الأنسان المجهول، لما لا يظهر نفسه الي فحسب! لما لا يقترب مني ويعرفني عنه كما يفعل بقية البشر؟! اكاد اشك انه بشري.

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now