13 : الأَسوء

271 27 4
                                    

مَن لا يقرأ، كالأعمى، وربما الأعمى افضل

———————-

-يُروى على لِسان الكَاتبـة -

"ريم! لقد قُلت لكِ نادي انطوني وليس ان تقبليه؟!" فورما سمعت ريم تلك الجملة حتى التفتت الى مصدر الصوت شاهقة ، وكأنها كانت تغرق وللتو تم انقاذها، وبالفعل ابتعد انطوني عنها ليصنع مسافة بينهما وهو ينظر الى لين التي تقترب نحوهما اكثر فأكثر ونظراتِها تحمل الكثير من الشك نحايتهما ، ذلك جعل من ريـم تتوتر، وكأنها ارتكبت جريمة بالفعل.

"لـ.. لم افعل! اقصد.. لم اقبله.." كانت تتلعثم بينما تتكلم وهي تلعن لين على جملتها، فهي الآن في موقف محرج أمام انطوني، ستظهر كطفلة صغيرة لين من تحركها وتتحكم بتصرفاتها ، تكتفت ليـن امامها مكتفتة ذراعيها امام صدرها وهي مازالت ترمقهما بنظراتٍ شاكة، جعلت من انطوني يعقد حاجبيه متنهداً "اذاً تفاهمي انتِ مع صديقتك، وانا سأتجهز للتصوير"

لم تجبه اياً منهما، فقط كانا ينظران الى ظهره بينما هو يبتعد عنهما واضعاً كفيه في جيبه، تنهدت ريم تعود بنظرها الى لين التي كانت تُرمقها وكأنما هي ارتكبت جريمة، همهمت ريم بتفكير وهي تُهرب عينيها من لقاء عيني لين "لقد.. وافق ان يُصور معنا، بشرط انا اكون معه في تصويره"

شهقت لين بفهم لما كان يحدث بينهما تقريباً، ساد الصمت لثوان ، حتى هتفت لين رافعةً كتفيها بلا مبالاة "اذاً لاحاجة لتصويره، ليس وكأنه ملك جمال العالم واكثر الرجال وسامة في تاريخ البشرية، بالعكس تماماً انه منحط استغلالي ولا اثق به، لذلك لنفعل مشروعنا بدون مساعدته" كل كلامها لم يخترق حاجز دماغ ريم، وبالعكس تماماً شعرت بدمائها تغلي في عروقها، حيث ان الألقاب التي قالتها لين لا تصف انطوني بوجهة نظرها، وكأنها اصبحت محامية عنه في تلك اللحظة "ليس لتلك الدرجة يا لين، على اي حال لقد طلبت منه وانتهى، سأصور معه ففي النتيجة هو مشروعي كما هو مشروعكم ويجب ان نبذل قصار جهدنا به"

"لا داعي لذلك، جيون ولارا سيقومون بالتصوير، وكذلك ميا وأيهم، اي اننا لا نحتاج انطوني" ليس وكأن لين هي من اقترحت تصوير انطوني من البداية، هي الآن تسحب كل كلامها تدريجياً، وكأنها لم تقترح ذلك ابداً، قلبت ريم عينيها وهي لا تعلم حقاً لما تود ان تصور مع انطوني، لربما هو اقنعها بسحره الغريب، وجعلها تكون في صفه رغماً عن صديقتها "انتِ تضخمين الأمر، الأمر لا يستدعي كل ذلك، كلها نصف ساعة وسينتهي التصوير، ونكون قد انجزنا جزءاً كبيراً من مشروعنا"

رفعت لين حاجبها من بعد كلام صديقتها، مما يدل على ان الكلام لم يرق لها، خاصةً ان ريم تُصر على التصوير بشدة، وكأنها ترغب في ذلك حقاً والأمر ليس مجرد عرض ومشروع، تنهدت لين ففي النهاية هي لن تخضع لرغبة ريـم تلك ، لكن ستتركها تفعل ما يحلو لها، ثم تعود نادمة كما يحدث في الغالب.

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now