9 : قُبـلة!

262 22 5
                                    

لا ضَمان لِلقب، فَهو يَقع حتى بدون فـخ

———————-

-يُروى على لِسان الكَاتبـة -

تَنهـدت لين بملل ، وهي تتمسك بسترتها الثقيلة اكثر ويديها بداخل جيبيها ، كانت تجلس أمام البحر الذي يقع في واجهة الفندق، النسيم اللطيف كان يداعب روحها قبل بشرتها، رغم انه كان بارداً بعكس الطقس صباحاً، والذي في الأغلب يكون حاراً، رفعت عينيها عن المياه التي تلمع بسبب انعكاس ضوء القمر، ونظرت الى اليخت من بعيد، وهو يبدأ بالتحرُك الى داخل المياه اكثر فأكثر.

"الا تشعرين بالبرد؟" خرج الصوتُ من خلفها ، وكانت لغة الحديث هي العربية، ذلك جعلها تعرف على الفور من هو، بما انه يتحدث بتلك اللهجة التي تميل الى الخليجية أو ما يُشابهها، التفتت الى مصدر الصوت ، لتجده بالفعل يَقف خلفها واضعاً هو الآخر كفيه في جيبي بنطاله الجينز القصير.

"لا، ليس الى الحد الذي لا اتحمله" اجابته بينما ترفع كتفيها ، همهم هو في المُقابل واقترب خطوة اخرى بقدميه ، نظرت اليه لثوان وهي تتفقد ملامحه التي لا توضح ما سيقوله، وتتسائل عن وجوده هُنا بينما هناك حفلة على اليخت ممتعة تنتظره، وأخيراً اصدر صوته متحدثاً بنبرة لطيفة بعض الشيء"هل يُمكنني الجُلوس معكِ؟"

همهمت بدون ان تنطق شيئاً لفظياً سواءاً كان بالموافقة ام الرفض، انتهز مارو موافقتها اللحظية واقترب من الكُرسي الخشبي فجلس عليه بجوارها، ولكنه ترك بينهما فاصل ببعض سنتيمترات لكي لا تشعر هي بالضيق، فعلاقتهما سطحية جداً، كلاهما ينظران الى البحر بصمت ، ويتنفسان بعمق، كان الهواء منعشاً جداً.

لم تكن لين لتعترض على وجوده ابداً، رغم انها لا تعرف ان كان يحمل مسدساً الآن ام لا، وحتى ان كان انساناً غامضاً لا تعرف عنه سوى عمره واسمه، وحتى اسمه قد يكون خاطئاً وهو مجرد لقب، الا انه عنده يتحدث ، صوته ونبرته وحتى لكنته، لا تعرف ما يفعله تماماً ولكنه يشعرها بالأمان ، ذلك ما يجعلها تُتيح له فرصة التقرب منها ، لكونها تشعر انه ليس خطراً.

لم تتوقف لين عن التفكير، لكنها التفتت برأسها تنظر اليه، وجدته قد حرك رأسه سريعاً ينظر بعيداً، يبدو انه كان ينظر اليها كُل تلك الفترة، ارتفعت ابتسامة خفيفة على شفتي لين لتُعيد نظرها الى الأمام سريعاً، من الجيد انها ليست الوحيدة التي تفكر بالآخر هنا.

"لما لم تذهب معهم؟ كونك حارس انطوني؟" اختلقت لين الحديث عندما اشتد الصمت واشتد معه البرد، وكل ما يضيء المكان هو ضوء القمر واضواء اليخت البعيد ، انتظر مارو للحظات لم يجب ، وكأنه يفكر في اجابة مقنعة ، ثم التفت ينظر اليها رُغم انها تنظر الى البحر ولم تتحرك او تلتفت اليه "لأنه لا يحتاجني الآن، قررتُ ان آخذ اجازة قليلاً الى ان تنتهي الحفلة"

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now