اقتِباس وَ مُقدِمة

1.4K 56 32
                                    




انتَهت الفتاةُ مِن طلاء الفراغ الأبيض على لوحتها التي رُسم عليها رَجُل يجلس بوجه حائر وتفكير عميق في احد المقاهي  بينما تُمسك اصابعه بكوب قهوته الأبيض، كَان ذا ملامِح مُميزة رسمها خيالها كفتى تراه في أحلامها دوماً، أو انها قامت برسم روح الفنان التي تعتقد انها مَوجودة بداخل كُل شخص ذو موهبة.

شعرِه البُني الذي رُبط خلف رأسه ، بحاجبان كثيفان وأعين حادة تتخللها الكثير من المشاعر التي تشرح تفكيره ودواخله، بذقن خفيف ويرتدي ملابس كلاسيكية تُظهر عرض بدنه الذي ليس مُرهفاً كما هي عينيه، ويده التي تُمسك بكوب القهوة رُسم عليها وَشم ببعض الحروف اللاتينية، ويظهر طرف رسمة وشمه وتختفي تحت كُم قميصه الكلاسيكي ذا اللون الهادئ.

اكتفت بأن تبتسم على النتيجة النهائية والتي لم تتوقع أن تخرج بهذا الشكل ، رسمته وكأنه من يزورها في حُلمها دائماً، وكأنه حقيقي!

***


"هيا يا ريم .. قفي هُناك" اشارت الفَتاة بأصبعها إلى أحد المقاعد عَلى الكُرسي الذي يَطُل على المَظهر الطبيعي خلفه من اشجار وأزهار بألوان متعددة، كما أن صفاء السماء وحرارة الشمس الصيفية جعلت من الشَكل كما كأنه لوحة فنية، أو جنة الله على الأرض!

اومأت ريم حاملةً لوحتها المَرسومة لتضبطها في الموقع تماماً، وضعت كُرسيها امامها ورتبت ألوانها ، فرشاتها والكثير من عُلب الألوان، لتجلس على الكُرسي الخشبي براحة وتُمسك بفرشاتها لتبللها باللون الأزرق، بينما صديقتها بدأت بألتقاط الصور لها من زوايا مختلفة بكاميرتها الكبيرة، فأن هذا هو مشروع تخرجها من الجامعة ، ريم اختارت أن ترسم لوحةً مُعبرة، بينما لِين اختارت أن تقوم بتصوير أكثر المشاهد شاعرية بالنسبة اليها، وكلاً منهما اختارا على حسب تخصصه الفني.

"استديري يا ريم، اجلسي بزاوية .. ارفعي شعرك من على عينيك.." أومأت بطاعة لتقوم بأزاحة الكُرسي قليلاً فيظهر جانب وجهها ذو النمش البسيط، وبسبب النسيم اللطيف كان من الصعب ان تتحكم في شعرها المُنساب، والتقطت  لين الصورة ، صورة وراء الأخرى وريم تتموضع بأشكال مختلفة ومواضع  لطيفة لكي تظهر مشروعها بأجمل صورة.

"نعم .. استديري بوجهك فجأة لتكون لقطة عفوية.."

أمرتها الأخرى بينما تثني ركبتها على الأرض ملتقطةً الصورة، وبينما تلتفت ريم، وجدت أمامها لوحتها.. لكن على الواقع!

ظهرت الصدمة على وجهها، رجُلٌ بنفس مواصفات لوحتها ، شعره البني المربوط، ذقنه الخفيفة، يده التي تمسك بكوب القهوة، حتى الوشوم! بل وعينيه شاردةً في اللاشيء! تشرح ضياعه وحيرته! من هذا؟!

من الصدمة التي لم تتوقعها، ولا حتى في ابعد احلامها، التفتت سريعاً الى لوحتها تؤكد عينيها، وعادت ملتفتة اليه تدقق في تفاصيله الصغيرة، والتي هي تشبه لوحتها ، بل وأن من يراهما يكاد يجزم انها قامت برسمه الآن من شدة تطابق النسختين!


***



"انطوني راي .. وانتِ؟"

"انطوني .. انتَ لست امريكياً؟"

"همم ..لا .. مكسيكي"


____________

قريباً..

القصة خيالية بحته ولا تمد للواقع بصلة.
باللغة العربية بدون تداخل عامي

الغلاف من صنع :designsoldiers
-جميع الحقوق محفوظة-
بدأت في : 26-6-2022 م
انتهت في : مستمرة

دمتم بود.✨💕

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now