1 : صُدفة غريبة!

689 39 15
                                    

بدى لكِ شيئاً تافهاً ولم تكترثي.. بينما كان هو قلبـي

***

-يُروى على لسان ريـم-

بالنسبة الينا، الحياة صُدف، لكن الحقيقة انه قدر، كُل صدفه تحدث وكل سبب يؤدي الى فعل يجعلني افكر اكثر، واؤمن ان هناك اله هو من يفعل كُل هذا، وكم ان فعله متقن! لا تستعجبوا من تلك الأفكار، فهي تأتيني دوماً حينما يحدث شيء غريب يجعلني احلل وافكر في كُل شيء، حتى وانا نائمة على السرير كما انا الآن ، من المفترض ان الساعة الواحدة مساءاً، والجميع في سبات ونوم والأغلب الاحلام، بينما انا افكر في صُدفة اليوم.

يا تُرى لما ارسم شيء ما ويحدث امامي؟ تلك كانت اول مرة في حياتي ارسم شخص، وكان هذا الشخص هو رجل مجهول يقتحم احلامي في الآونة الاخيرة بدون مبالغة، ودوماً ما انام وكلي شوق ان يأتيني مرةً اخرى يُسلم علي ويحتضنني ، او يربت على شعري، كما يأتي دوماً، لكن اليوم انا خائفة جداً، لكوني حينما رسمت هذا الانسان الغريب والذي كنت اعتقد انه غير موجود في مكان سوى في عقلي، وجدته امامي بنفس الشكل الذي رسمته وبكل دقة !

اخاف ان انام فأحلم به، تقلبت على جانبي الايسر وجفناي لا يلتقيان ابداً، افكر وافكر في هذا الشخص المجهول والغريب، لكن لم اشعر بعيناي سوى وهما يُغلقان من تلقاء نفسيهما، وللغرابة ، تخيلته، او خُيل لي ان ذات الشخص، بذات الجسد والبُنية، يتكئ على طرف طاولة في بار ، يحتسي من كأس زجاجي يحوي القليل من السائل الأحمر، والذي يُدعى النبيذ، بينما يرتدي معطف طويل  مطوي الأكمام حيث يُظهر رسم صليب على جانب معصمه، رُسم بطول غريب، ويمتد من اسفله ثُعبان، او كما انا رأيت في مخيلتي جسد ثعبان متلوي التف حول معصمه، ورأس تلك الحية تفتح فمها، امام مقدمة الصليب.

وفجأة وجدتُ الثعبان يُصبح حقيقة بدلاً من رسم على معصم بالدم، ويقترب مني، تصبب من جسدي بعض العرق، خوفاً من هذا الكائن السام، الذي فتح فمه الكبير يقترب مني، بنية انهاء حياتي، فشهقت بخوف وذعر منتفضة على سريري، الماء المالح على جبيني ، اتشبث بسريري وكأنه منقذي من ما رأيته، واتفقد الغرفة خوفاً من رؤيتي لهذا الكائن مرة اخرى ، وانا ادعي بداخلي ان يكون ما رأيته مجرد تراهات المخ لا اكثر.

سريعاً ما وقفت تاركةً سريري، لأضيء الغرفة المظلمة، اتفقد السرير ذا الشراشف الصفراء، الفارغ، والغرفة الصغيرة ، والتي هي ايضاً هادئة صامته، تنهدت ببعض الأطمئنان، ورفعت يدي ارسم الصليب على صدري ببعض الأطمئنان اشكر ربي اني بخير، ومازالت على قيد الحياة، وقعت عيني على اللوحة البيضاء ، والتي ترتمي بجانبها الفُرش والألوان بفوضاوية، وكـحل ينجيني من كل ما يشعرني بأي شعور سواءاً كان جيد ام سيء، جلستُ على الكرسي امام اللوحة البيضاء مستعدة لأخراج كُل ما بي وكل ما اشعر به، والطخ بياض اللوحة الصافية.

لوحة الحَظWhere stories live. Discover now