الجزء الثامن

Comenzar desde el principio
                                    



قام حسام بتحضير طعام العشاء و جلس ينتظره حتى مرت ساعه و لم يأتي و حسام كان جائعاً للغايه لذلك فقد أضطر لتناول الطعام وحده . و بعد أن انتهى من تناول الطعام و لم يأتي بعد قرر أن ينتظره بضعت ساعات أخرى و هو يشعر بالقلق الشديد فهذا أول يوم يتأخر عليه هكذا منذ أن اقتحم منزله ليكون ضيفاً دائم . كان حسام يشعر بأن شريف غاضباً منه بسبب ما فعله و لكنه كان يحاول عدم التفكير في هذا فهو يعلم بأنه المخطئ بسبب طريقة تحدثه إليه و لكنه يعلم أيضاً بأن شريف قد أخطئ بما فعله و تهوره ذلك . ظلَّ حسام منتظراً و هو يتمنى من كل قلبه بأن يأتي شريف حتى و إذا كان غاضباً منه و هو سيعتذر منه و يجعله يسامحه . مهما انتظر حسام لم يأتي شريف أو حتى يتصل به لذلك شعر بالحزن الشديد و الاستياء من نفسه و لم يعلم ما يجب عليه فعله الأن فهو لا يعلم إذا كان غضبه هذا سيطول أم لا و إذا كان سيرى شريف مجدداً أم أن كل شيء قد انتهى بينهما للأبد . بالطبع حسام كان يعلم كل شيء عن شريف مسكنه و عمله و أرقام هواتف عمله و منزله بل و يعلم أيضاً رقم هاتفه الخليوي فلقد اتصل به اليوم منه ، و لكنه لم يمتلك الجرأه لفعل ذلك فهو يعلم جيداً بأنه إذا رآه أو سمع صوته فسينهار تماماً و سيعترف له بحبه بل و قد يتركه يفعل به كل ما يريده فهو الأن ضعيفاً للغايه و إذا حدث أي شيء بينهما الأن فهو بالتأكيد يعلم بأنه لن يستطيع أن يوقفه مرة أخرى و لن يستطيع أن يوقف تلك العلاقه بتاتاً و كل ما فعله سابقاً سيذهب في مهب الريح ، لذلك قرر أن يهدأ الأن و يتركه هو أيضاً ليهدأ ثم بالغد يتصل به أو يتركه هو يقوم بالاتصال فهو لا يريد أن يبدأ هو بالحديث و سيترك شريف هو من يبدأ فهو يعتقد بأنه لن يستطيع أن يبتعد عنه كثيراً لأنه هو من  أحبه أولاً أو هذا ما كان يتمناه . نهض حسام حاملاً الصحون ليقوم بغسلهم و عندما انتهى توجه نحو غرفته و قبل أن يدلف إلى الداخل نظر خلفه نحو غرفة المعيشه فقطب جبينه تأثر بمشاعره و شعر بالحزن الشديد و قبض على يده ثم التفت و سار نحوها حتى وصل إليها و وقف ينظر إلي داخل الغرفه فوجدها مرتبه و لا يظهر بها أي أثر لتواجد شخص بها من قبل أو حتى نوم أحد بها . بينما كان يلف بمقلته في أنحاء الغرفه توقف نظره على الأريكه التي كان ينام عليها شريف فضغط على شفاهه ثم التفت عائداً نحو غرفته سريعاً و دلف إليه و ألقى بنفسه على سريره و استلقى مغلقاً عينيه محاولاً النوم رغم صعوبة الأمر بالنسبة له .



———————



فتح حسام عينيه على صوت منبه هاتفه و نهض و هو متجهماً ثم أغلق المنبه و نهض متوجهاً نحو الحمام ليجهز نفسه و عندما خرج توجه نحو المطبخ و نظر نحوه قليلاً ثم أغلق عينيه و تنهد بقوه ثم فتحها و توجه نحو البراد ليخرج منه بعض الخبز و الجبن و أحضر كوباً من القهوه لتنشطه و أخذهم و وضعهم على الطاوله و بدأ بتناولهم سريعاً و عندما أنتهى أكمل تجهيز نفسه و خرج متوجهاً نحو عمله .

كيف أهرب من ذلك الرجل ؟Donde viven las historias. Descúbrelo ahora